العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ

إغلاق حقل تابع لـ «بي. بي» سبب نكسة هزت الأسواق

أعلنت شركة بريتيش بتروليوم (بي.بي) النفطية عن إغلاق حقل برودو باي في ألاسكا أكبر حقول النفط في الولايات المتحدة بعد اكتشاف تسرب من خط أنابيب مما يوقف إنتاج نحو 400 ألف برميل يوميا لأجل غير مسمى.

ولم تتمكن بي.بي من تقدير الفترة التي سيستغرقها إصلاح الأمر واستئناف الإنتاج من الحقل والذي يمثل نحو ثمانية في المئة من إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة.

وبدأ إغلاق الحقل يوم الأحد ليكون الأحدث في سلسلة نكبات اعترضت عمليات «بي. بي» في ألاسكا والتي تعتبر حجر زاوية في أنشطة الإنتاج العالمية للشركة كما يوجه صفعة جديدة لصورة عملياتها بالولايات المتحدة بعد انفجار في مصفاة في العام الماضي وتفجر فضيحة تجارية. وقال بوب مالون الذي عين حديثا رئيسا لعمليات بي. بي بأميركا في بيان: «يؤسفنا أننا مضطرون لاتخاذ هذا الإجراء ونعتذر للأمة ولولاية ألاسكا عن النتائج المعاكسة التي سيسببها».

وتدير حقل برودو باي مجموعة تقودها بي. بي وتضم كونوكو فيليبس وشركة اكسون موبيل التي كانت هي نفسها طرفا في أكبر تسرب نفطي في ألاسكا عندما جنحت الناقلة اكسون فالديز التي كانت محملة بنحو 11 مليون جالون في العام 1989.

وعن الفترة المتوقع أن يظل الحقل مغلقا خلالها قال روني تشابل المتحدث باسم الشركة في اتصال هاتفي «هذا سيعتمد على المعدل الذي سنتمكن به من استكمال فحص هذه الخطوط وإقناع أنفسنا والجهات المنظمة على مستوى الولاية والسلطات الاتحادية بأنها لا تشكل خطرا على البيئة».

ومن شأن الإغلاق أن يخفض الإنتاج العالمي من النفط بنحو نصف في المئة يوميا. وقد تسبب في رفع سعر النفط الخام الأمريكي في التعاقدات الآجلة بما يصل إلى 1,7 في المئة أي بنحو 1,29 دولار ليصل إلى 76,05 دولاراً للبرميل وسط مخاوف بأن يضيف ضغوطا أخرى لسوق تئن من الضغوط بالفعل.

وتحوم الأسعار حول مستوياتها القياسية التي بلغتها في منتصف يوليو تموز عند 78,40 دولاراً للبرميل.

وقالت بي. بي أنها بدأت في إغلاق مرحلي لحقل برودو باي يوم الأحد بعد أن اكتشفت «تآكلا حادا غير متوقع» خلال فحص أعقب تسرب كمية قدرها 200 ألف جالون في مارس/ آذار الماضي.

وقالت الشركة: إنها أتمت فحص 40 في المئة من خطوط النقل حتى الآن.

واتخذ قرار إغلاق حقل برودو باي بعد بيانات تم تلقيها يوم الجمعة من جهاز لفحص خطوط الأنابيب أظهرت وجود 16 خللا في 12 نقطة بأحد خطوط النقل على الجانب الشرقي من الحقل. وقالت الشركة أن الفحوص التي أجرتها بعد ذلك أظهرت وجود تآكل وتسرب بسيط يقدر بأربعة أو خمسة براميل. وذكر المتحدث باسم الشركة دارن بيودو أن التسرب استمر وأن الشركة جمعت 70 برميلا أخرى منذ اكتشاف التآكل.

وأدى الإغلاق المفاجئ لإنتاج الحقل إلى ارتفاع أسعار النفط الخام في التعاملات المبكرة أمس الاثنين، إذ بلغ سعر البرميل من خام غرب تكساس المتوسط 75,89 دولارا بزيادة 1,13 دولارا عن سعر الإقفال يوم الجمعة الماضي.

وكانت أسعار النفط قد بلغت في بعض الأحيان أثناء تعاملات يوم أمس 76,5 دولارا فيما سجل سعر مزيج برنت لبحر الشمال 77,20 دولارا بزيادة 1,03 دولار عن سعر الإقفال يوم الجمعة الماضي.

وارتفع الخام الأمريكي الخفيف الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت 1,64 دولار إلى 76,40 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0845 بتوقيت غرينتش. وارتفع خام برنت 1,31 دولار إلى 77,48 دولاراً للبرميل.

وقال مدير المخاطر في ميتسوبيشي كورب في طوكيو توني نونان «حجم إنتاج حقل بي. بي ضخم مما يثير مشكلة أخرى. ينتاب العالم القلق بالفعل بشأن الإمدادات وهذا الإغلاق يعزز المخاوف».

وقالت مؤسسة ستاندرد اند بورز إن أي ارتفاع أكبر لأسعار النفط ناجم عن نزاع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط سيؤثر على الاقتصاد الأميركي الذي يشهد حالة تباطؤ بالفعل وسيجعل دخوله في كساد أسهل ألان مما كان عليه الحال قبل عام.

وتوقعت وكالة التصنيف الائتماني ثلاثة أحداث أسوأها أن يرتفع سعر برميل النفط إلى 250 دولارا مما يؤدي لكساد عالمي وذلك في حالة إغلاق إيران مضيق هرمز.

أما الحدث الأكثر ترجيحاً والذي يستند لنزاع محدود فيتمثل في انخفاض الأسعار من مستوياتها الحالية عند 75 دولارا إلى أقل من 70 دولارا بنهاية العام الجاري والى 60 دولارا بحلول نهاية عام 2008 مما يتيح توسع الاقتصاد العالمي وتباطؤ معدل النمو في الولايات المتحدة إلى 2,5 في المئة في عام .7002

وكنتيجة مرتبطة لأحداث إغلاق الإنتاج في حقل برودو باي فقد تراجعت الأسهم الأوروبية مقتربة من أكبر هبوط لها منذ ثلاثة أسابيع خلال التعاملات الصباحية بعد ارتفاع أسعار النفط فضلا عن القلق من زيادة أسعار الفائدة. ففي بورصة لندن، خسر مؤشر «فاينانشيال تايمز - 100»، الذي يقيس أداء أكبر 100 شركة بريطانية متداولة، 60,80 نقطة، بما نسبته 1,03 في المئة ليبلغ 5828,60 نقطة. كما تراجع مؤشر «يوروستوكس 50» - الذي يقيس أداء 50 شركة في منطقة اليورو - بمقدار 56,97 نقطة أو ما نسبته 1,53 في المئة ليصل إلى 3661,12 نقطة، فيما انخفض مؤشر «يورو فرست 300» (الأوسع نطاقا) 15.94 نقطة بنسبة 1,18 في المئة مسجلا 1329,52 نقطة اليوم. وتصدر قائمة التراجعات في البورصات الأوروبية سهم شركة «بي. بي» التي تعتبر أكبر شركة بترول في أوروبا بنسبة 1,8 في المئة لتبلغ قيمته 624,5 بنس.

كما واصلت أسعار الذهب ارتفاعها للجلسة الثانية خلال تعاملات يوم الاثنين في الأسواق الأوروبية مع قفز أسعار النفط لأكثر من 76 دولارا للبرميل مما عزز جاذبية المعدن الأصفر النفيس كملاذ آمن ضد التضخم.

فقد كسبت أسعار الذهب للتسليم الفوري 2,05 دولار بنسبة 0,3 في المئة لتصل إلى 648,55 دولاراً للأوقية خلال تعاملات منتصف اليوم في سوق لندن للمعادن

العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً