(1)
من خندق المقاومة
تطايرت قذائف الحقيقة
مثل شواظ اللهب
فدكت الجماجم الحقيرة
لتوقظ الضمائر المريضة
تنسف عرش الزور والخيانة
من ضيعوا الأمانة
ونصبوا الذئب على الحظيرة
(2)
تهافتوا للأسد المغرور
وقدموا لأجله الأضاحي
وطأطأوا أمامه الرؤوس
واعتذروا خوفا من القصير!
يا سيدي احفظ لنا الكراسي
لسيئ الزمن
واصرف لنا ما شئت من سلاح
ولتقبض الثمن
وابن كما شئت من القواعد
فكلنا لسيدي سواعد
وعدا فلن نجاهد
(3)
اعتدلوا زورا أمام الكاميرا
وسرحوا العقال
وأحسنوا المناورة
وقدموا الشكر لراعي المجزرة
وأنبوا الضحية
وبرروا عواقب المغامرة
ووجهوا
وأرشدوا
كل فتاة طاهرة...
«إذا أتى الباغي يريد عرضكِ
لا تصرخي...
لاترفضي
ستخسرين نشوة المحاصرة!
بل اركعي وسلمي
وأحسني المعاشرة»
إنقطعوا حجابك
أو مزقوا قميصك
لا تحزني
لا تيأسي
فكلنا عباقرة
وقادة المؤامرة
شيكاتنا تفيض بالدسم
وعزة القسم
سنشتري ثوبا وألف حلة
نبني لك قصرا بلا وطن
ليشهد التاريخ والزمن
أنا تخلينا عن الوطن
(4)
تباً لكم يا خصلة الذنب
إني أنا لبنان والجنوب
مدافع اللهب
قذائف الله من الغضب
لا نرتضي المساومة
نحرق كل خائن بغيض
يقتات بالعفن
ويقبض الثمن
قد هجر القبلة والصلاة
أرخص بالوطن
للعنة الزمن
حثالة التاريخ والحضارة
من أسسوا مجتمع الدعارة
وقوضوا الرحمة والطهارة
وأشعلوا الفتن...
(5)
يا خائن الوطن
هل عدت بالخيبة والندم
عدت بأشلاء من الحقيقة
لأمنا الجريحة
لقلبها المطمور في الركام
لبعضها الشريد في الخيام
لم ترتض فعلتك الشنيعة
تكلمت بلهجة صريحة
عاتبت الرحم الذي أقلك
ليتك لم تأت إلى الحياة
كنت لها جرح وألف علة
(6)
في الخندق المجاور
قبعة تبرق بالمحبة
تجر خرطوشاً من الرصاص
تعانق الذخيرة وتمسك الزناد
قد ودع الإخوة والأقارب
ما حلق الذقن
وما بانت له شوارب
يحمل في جبينه ألف قبلة
قد عانق القرآن والصلاة
وردد النداء
حي على الجهاد...
النصر والشهادة
كلاهما عبادة
كلاهما سعادة
(7)
هز هتاف الشعب عرش كسرى
فلم يغادر وكره
ولاذ خلف الطاولة
لا شجب لا استنكار لا مساءلة
وكرر المحاولة
فلاذ خلف الطاولة
لم تشجب العدوان والجريمة
يا خائر الهمة والعزيمة
لمن ترى جمعتم السلاح
وصحتم الظليمة
فهل صمودي يا ترى مغامرة
أم أن في سكوتكم
تجارة الكراسي
ولعبة المؤامرة؟
(8)
أسستم مجالس المنكر والخيانة
لا تحمل الصدق ولا الأمانة
باسمي وباسم الناس قيدي قد صنع
وكاتم الصوت بحلقي قد وضع
لا شجب لا استنكار لا مظاهرة
فكلها في عرفكم مؤامرة
في منطق القانون أو خيانة
ما فائدة تلك الكراسي الفاخرة
قد نصبت لمشهد المشاجرة
أو حفلة المفاخرة
نمنا وقمنا والوجه فاغرة
فحولنا حيكت خيوط الدائرة
وكلها ضرب من المقامرة
وكان يا مكان
مجلس بدأ!
ثم انتهى!
سيبتدئ وينتهي!
يدور حول الدائرة
قد قالها من قبل نسل العاهرة
لا جنة لا آخرة...
لتستمر لعبة المؤامرة...؟
العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ