العدد 1437 - السبت 12 أغسطس 2006م الموافق 17 رجب 1427هـ

الكمبيوتر الشخصي غير حياة الإنسان على مدى السنوات الـ 25 الماضية

بعد 25 سنة على طرح أول كمبيوتر شخصي في الأسواق وبعد أن غير هذا الاختراع الحياة اليومية لمئات ملايين البشر، يجمع الخبراء على ان العالم ليس الا في بداية عصر هيمنة هذا الجهاز على حياة الانسان.

قبل ربع قرن، كان المراهقون يفضون بأسرارهم في مذكراتهم الخاصة أما الآن، فهذا «العالم الحميم» بات متاحا للقراءة للملايين من مستخدمي الانترنت عبر موقع «ماي سبيس» للصفحات الالكترونية الشخصية والذي بات يستقبل اكبر عدد من الزوار في الولايات المتحدة متفوقا على «ياهو».

أما «أصدقاء المراسلة» فقد تركوا أقلامهم وحبرهم جانبا وباتوا يتواصلون بالرسائل الفورية فيما ولى زمن الحرص على عدم الاسترسال في الكلام خلال المكالمات الدولية، مع ظهور البرامج التي تتيح التواصل بالصورة والصوت عبر الانترنت، ومجانا.

وبات العالم يحظى، وبكبسة زر، بكل ما يمكن أن يتمناه، من وصفات الطبخ إلى النصائح الطبية وصولا إلى مقالات النقد الفني. وما انفكت عائلة مستخدمي الانترنت تتسع منذ اطلاق الشبكة العنكبوتية امام الجمهور الواسع قبل 12 عاما.

وباتت أجهزة الكمبيوتر تتيح للجميع ان ينموا حسهم الفني، ان كان عبر برامج الموسيقى الرقمية، او برامج معالجة الصور الفوتوغرافية، بينما باتت الألعاب الالكترونية عبر الكمبيوتر تعتبر من من ابرز وسائل الترفيه، للصغار والكبار.

وقالت المسئولة في مؤسسة «الحدود الالكترونية» سيندي كون: «إن أجهزة الكمبيوتر الشخصية غيرت حياة الناس بشكل مدهش ولسنا سوى في البداية. سنشهد تغييرا كبيرا عندما تصبح شبكات الانترنت اللاسلكية (واي فاي) في كل مكان. ستحصل اشياء لا نحلم بها حتى».

وتدافع هذه المؤسسة التي لا تبتغي الربح، عن حقوق مستخدمي الانترنت، وقد أصبحت هذه الحقوق موضع قلق اذ اعاد الانترنت رسم حدود الحرية الفردية في الوصول الى المعلومات، خصوصاً مع وجود ما يعرف بالـ «كوكيز»، وهي ملفات رقمية صغيرة تسجل نشاط مستخدمي الانترنت والمواقع التي يزورونها.

وقالت كون: «مع تحول هذا الحيز الكبير من حياتنا الى النطاق الرقمي، تضاعفت قدرة الحكومات والآخرين على معرفة ما نقوم به وبالتالي على مضايقتنا».

اما فرد تيرنر الاستاذ في جامعة ستانفورد والمتخصص في التفاعل بين وسائل الاعلام والثقافة، فيقول ان الكمبيوتر يجلب العالم الى المنزل كما فعل التلفزيون من قبل. الا انه يتيح للاخرين مشاهدة عالمكم، وخاصة مديركم او الاشخاص الذين تبتاعون لهم الاشياء، والحكومة ايضا.

ويرى هذا الاستاذ ان ازدهار المدونات (بلوغز) المرفقة بالاشرطة الصوتية والمصورة، هي من دون شك مؤشر على تقدم الديموقراطية الا انها تطرح اشكالية مصداقية بالنسبة للصحف.

ومن اوجه الثورة التي احدثها انتشار الكمبيوتر الشخصي ايضا التحركات الشعبية التي تنطلق عبر الانترنت، فقد يتجمع مئات الاشخاص في مكان ما ولهدف ما بعد نشر دعوة الى ذلك عبر الانترنت.

وتجمع المئات حديثاً في تورونتو (كندا) لعراك بالوسادات في وسط الطريق

العدد 1437 - السبت 12 أغسطس 2006م الموافق 17 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً