تمكنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية من حصد تسعة مقاعد بلدية في انتخابات العام 2002 في المحافظة الشمالية، وخمسة مقاعد في «الوسطى»، وستة في «العاصمة»، ولكن مهمتها لن تكون سهلة في محافظة المحرق هذا العام وستكون أشد صعوبة من العام 2002 عندما تمكنت من الاستحواذ على بطاقتي «ثالثة وخامسة المحرق»، خصوصاً بعد دخول المجالس الأهلية على خط الجمعيات، والتي باتت تسعى جاهدةً لإيصال مرشحيها بعيداً عن أية تحالفات لا يكون هناك طائل منها مع الجمعيات «الإسلامية السنية».
وعلى رغم أن «الوفاق» تتمتع بنفوذ تقريباً في دائرتين بالمحرق (الثالثة والخامسة)، ولكن هذا لا يعني الوقوف عند هذا الحد، خصوصاً أن الجمعية مصرة على خوض الانتخابات النيابية بقوة وعليه فهي تسعى لإيصال أكبر قدر ممكن من ممثليها إلى قبة البرلمان، من خلال استغلال شعبيتها في جميع المحافظات.
وإذا جئنا إلى الناحية الاجتماعية، فإن دوائر محافظة المحرق مختلطة مذهبياً (سنة وشيعة) على سبيل المثال الدائرة الثانية، وخلال الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة ستشهد صراعاً سياسياً بين خمس جمعيات سياسية، وهي الأصالة الإسلامية (سلفية) والتي يرأسها غانم البوعينين وزعيمها الروحي عادل المعاودة، وجمعية المنبر الوطني الإسلامي (إخوان مسلمين)، مرشدها الروحي الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة ورئيسها صلاح علي، بالإضافة إلى جميعة الشورى الإسلامية، مرشدها الروحي الشيخ عبداللطيف المحمود ورئيسها عبدالرحمن عبدالسلام.
وهناك أيضاً جميعة الوفاق الوطني الإسلامية بزعامة الشيخ علي سلمان ومرشدها الروحي الشيخ عيسى قاسم، وجمعية العمل الإسلامي (أمل)، التي تمثل توجه أتباع تيار السيد محمد الشيرازي، ورئيسها الشيخ محمد علي المحفوظ.
كما تضم المحرق أيضاً جمعيات سياسية وطنية ليبرالية، ومنها جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وهي إحدى جمعيات التحالف الرباعي - أعضاؤها خليط بين السنة والشيعة - مرشدها الروحي عبدالرحمن النعيمي ورئيسها إبراهيم شريف، وهي تراهن على فوزها بمقاعد منطقة عراد، إلى جانب حركة العدالة الوطنية (عدالة) والتي تأسست حديثاً وتمثل استقطاباً سياسياً بين مجموعة من السلف والليبراليين السنة، يرأسها المحامي عبدالله هاشم، وتضم في عضويتها الصحافي أحمد زمان ورئيس جميعة معاهد التدريب الخاصة عيسى سيار، فضلاً عن جمعية التجمع الوطني الدستوري (مقربة من الحكومة) التي يرأسها المحامي خالد الشمري ولها نفوذ في بعض دوائر المحرق.
وعلى مستوى التيارات الدينية، هناك جمعية التربية الإسلامية (سلفية)، وهي الجناح الثقافي والاجتماعي لجمعية الأصالة، وجمعية الإصلاح (إخوان مسلمين، الجناح الثقافي والاجتماعي لجمعية المنبر الوطني الإسلامي، وجمعية أهل البيت (ع) - الجناح الثقافي والاجتماعي لتيار السيد محمد الشيرازي، ويرأسها عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالعظيم المهتدي، ومكتب الشيخ حسين النجاتي، وجناح نسائي يتمثل في حوزة النور النسائية.
المشهد السابق، متشابك ومعقد جداً وفك شفرته ليس عصياً على التحالفات السنية في المحرق بقدر ما هو عصي على «الوفاق»، وبحسب بعض المراقبين فإن دخول المجالس على طريق الجمعيات السنية ربما يسبب إرباكاً تستفيد منه «الوفاق» في حسم أكبر عدد من الدوائر في المحرق التي يغلب عليها المنتمون إلى الطائفة السنية
العدد 1437 - السبت 12 أغسطس 2006م الموافق 17 رجب 1427هـ