افتتح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أمس الخميس (23 فبراير/ شباط 2012) في لندن المؤتمر الدولي بشأن الصومال، معتبراً أن ثمة «فرصة غير مسبوقة لتغيير» الوضع في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي والذي شوهت صورته حرب مستمرة منذ أكثر من عقدين.
وقال كاميرون أمام مندوبي خمسين بلداً ومنظمة منها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية «تتوافر لنا اليوم فرصة غير مسبوقة لتغيير» الوضع. وأضاف أن «مشاكل الصومال لا تؤثر فقط على الصومال. تؤثر علينا جميعاً... القراصنة يعرقلون الطرق التجارية الحيوية ويخطفون السائحين. وقد تأثر شبان بالتطرف الذي يغذي الإرهاب الذي يهدد الأمن في العالم أجمع».
وخلص كاميرون إلى القول في المؤتمر الذي حضره خصوصاً الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد ووزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون «فلنجعل من هذا المؤتمر منعطفاً لمساعدة الشعب الصومالي على استعادة بلاده والحصول بذلك على مزيد من الاستقرار والازدهار للصومال والمنطقة والعالم».
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إن المجموعة الدولية «فتحت فضاء للحرية والاستقرار في الصومال». وأضاف «إنه فضاء صغير لكنه يمثل فرصة لا يمكننا تفويتها، فرصة لمساعدة الشعب الصومالي». وقال «اليوم، أدعو إلى اتخاذ تدابير لتحسين الأمن ودفع العملية السياسية وزيادة المساعدة لإعادة إعمار وتطوير» البلاد.
من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون إلى فرض عقوبات على «الذين سيعرقلون» العملية الانتقالية في الصومال الذي يشهد حرباً أهلية منذ أكثر من عقدين. وقالت كلينتون أثناء المؤتمر إن «موقف الولايات المتحدة واضح: لن نتساهل مع أي محاولة لعرقلة العملية السياسية والإبقاء على الوضع الراهن». وأعلنت عن مساعدة أميركية إضافية بقيمة 64 مليون دولار لبلدان القرن الإفريقي. وتابعت كلينتون «سنشجع الأسرة الدولية على فرض عقوبات إضافية مثل منع السفر وتجميد ممتلكات الأشخاص في الحكومة الانتقالية أو خارجها، الذين يحاولون تقويض السلام والأمن في الصومال».
ميدانياً، ذكر شهود عيان ومسئولون أن انفجارين عنيفين هزا بيداوا الليلة قبل الماضية بعد ساعات على دخول قوات الجيش الإثيوبي والحكومة الصومالية الانتقالية على إثر انسحاب حركة «الشباب» المتطرفة منها.
وتبنت حركة «الشباب» الانفجارين مؤكدة أنهما أسفرا عن «خسائر جسيمة للأعداء»، وهي معلومات تعذر التأكد من صحتها من مصدر مستقل. وقال ورسام عدنان وهو أحد سكان بيداوا في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «وقع انفجاران قويان أحدهما في مصنع هاسي بعد المدخل الداخلي لهذا المبنى التابع للقوات الإثيوبية». وأضاف «لا نعرف ما إذا سقط ضحايا لأننا لا نستطيع الخروج ليلاً بسبب حظر التجوال»
العدد 3457 - الخميس 23 فبراير 2012م الموافق 01 ربيع الثاني 1433هـ