اندلعت مواجهات أمس الجمعة (24 فبراير/ شباط 2012) بين الشرطة الإسرائيلية ومئات الفلسطينيين في المسجد الأقصى في البلدة القديمة بعد صلاة الجمعة في القدس المحتلة، مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين وعدد من رجال الشرطة بحسب الشرطة ومصادر طبية.
وأشارت الشرطة إلى أنها استخدمت قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين وأن «عشرات الناس» اتجهوا إلى داخل المسجد ليحتموا منها. وأضافت في وقت لاحق «حتى الآن تم اعتقال أربعة أشخاص على صلة بالأحداث في الحرم وجراء رشق الحجارة، كما أصيب 11 شرطياً وتم علاجهم بالمكان، وتم تفريق جميع المتواجدين داخل الحرم والمساجد ما عدا بضع عشرات من طاعني السن الذين مازالوا يتواجدون في الساحات ويسود الهدوء المكان».
وقال مصدر طبي في مستشفى المقاصد لوكالة «فرانس برس»: «إن أربعة مصابين فلسطينيين وصلوا إلى المستشفى من جراء إصابتهم في مواجهات الأقصى إصابة أحدهم متوسطة في الرأس جراء قنبلة صوت، والباقي إصاباتهم خفيفة». وأوضح مصدر من عيادة الأقصى في باحة المسجد، «عالجنا خمسة مصابين جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع والضرب بالعصي ومعظمهم من كبار السن ولقد قدمنا لهم الإسعافات اللازمة».
وبحسب شهود عيان فإن الشرطة الإسرائيلية أطلقت الغاز المسيل للدموع مما دفع بعض النساء للذهاب إلى داخل قبة الصخرة للحماية. وقالت أم محمد (58 عاماً) «كنا نصلي عندما بدأ إطلاق الغاز المسيل للدموع علينا واختبأنا داخل قبة الصخرة، كانوا في البداية يلقون القنابل المسيلة للدموع عند المسجد الأقصى ولكنهم بدأوا بضرب قنابل الغاز والقنابل الصوتية باتجاه أبواب الصخرة».
ومن جهته قال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب: «تفاوضنا مع الإسرائيليين لعدم اقتحام المسجد الأقصى أو قبة الصخرة وللسماح للناس بالخروج من المسجدين». وأضاف الشيخ عزام الخطيب «إن الوضع هادئ في الحرم الشريف الآن وقد انسحبت قوات الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية من باحات الأقصى، لكن رائحة الغاز منشرة في كل مكان»
في سياق آخر، غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس القاهرة أمس متوجهاً إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد زيارة لمصر استغرقت ثلاثة أيام. ويشارك عباس خلال زيارته لقطر في المؤتمر الدولي الخاص بالقدس، الذي ينطلق غداً (الأحد) بمشاركة 350 مسئولاً وشخصية دولية لبحث الأوضاع في المدينة المقدسة وكيفية مواجهة محاولات تهويدها.
في إطار المصالحة الفلسطينية، قال مسئول فلسطيني أمس الأول إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وضعت شروطاً جديدة لتنفيذ اتفاق مصالحة مع حركة التحرير الوطنية (فتح) التي يتزعمها عباس.
وكان عباس اتفق مع رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» في المنفى، خالد مشعل في وقت سابق من هذا الشهر في قطر على تشكيل حكومة وحدة وطنية يتزعمها الرئيس الفلسطيني لكن مسئولاً في حركة «فتح» قال بعد مباحثات في القاهرة إن الانقسامات داخل «حماس» تعرقل تحقيق تقدم. وقال المسئول الذي طلب ألا ينشر اسمه «الانقسامات الداخلية في حماس ألقت بظلال على الاجتماعات وحماس غير قادرة على تنفيذ الاتفاق الموقع في الدوحة. وطلب قادتها تأجيل المناقشات بشأن تشكيل الحكومة». وكان مسئولون في قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس» سارعوا إلى انتقاد الاتفاق عقب توقيعه في الدوحة وخاصة فيما يتعلق بتولي عباس منصبي رئيس الوزراء والرئاسة
العدد 3458 - الجمعة 24 فبراير 2012م الموافق 02 ربيع الثاني 1433هـ