العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ

«خلافات كبيرة» بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية

أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأول (الجمعة) إلى المأزق الذي وصلت إليه في مفاوضاتها مع إيران، باعترافها بوجود «خلافات كبيرة» مع طهران بشأن توضيح برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يخفي شقاً عسكرياً.

وقالت الوكالة في تقريرها الفصلي إنه خلال زيارة لمفتشيها إلى إيران أخيراً «جرت مناقشات مكثفة حول طريقة منظمة تهدف إلى توضيح كل القضايا العالقة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني».

وأضاف التقرير الذي سلم إلى الدول الأعضاء في الوكالة في مقرها في فيينا إنه «لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين إيران والوكالة لأن هناك خلافات كبرى (بين الجانبين) تتعلق بهذا الطرح».

وأرسلت الوكالة وفدين رفيعي المستوى خلال أقل من شهر، لم يحققا أي نتيجة. واعترف المدير العام للوكالة يوكيا أمانو بفشل الزيارتين وعبر عن «خيبة أمله».

ودعا أمانو في التقرير إيران إلى «تعاون كامل» مع الوكالة والعمل معها للتوصل إلى «اتفاق حول طريقة منظمة تهدف إلى حل كل النقاط العالقة».

وقال مصدر قريب من التحقيق الذي أجرته الوكالة حول إيران طالباً عدم كشف هويته أن خبراء الوكالة لم يتمكنوا من لقاء مسئولين إيرانيين كبار خلال الزيارتين.

وأضاف أن «إيران أرادت وقف العملية وعرقلة مهمتنا»، موضحاً أن البعثة «كانت تريد القيام بمهمتها بالشكل الذي ترغب فيه (...) بالأمور الذي تتوقع أن يكون التحقيق طبيعياً فيها».

وتابعت الوكالة في تقريرها أنها «ما زالت تشعر بقلق جدي من احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني»، معبرة عن أسفها خصوصاً من رفض السلطات الإيرانية طلباً لزيارة موقع بارشين العسكري في ضاحية طهران.

وكانت الوكالة تحدثت في تقريرها في نوفمبر/ تشرين الثاني عن وجود حاوية تثير الشبهات في القاعدة، يمكن أن تستخدم لاختبار تفجيرات.

وقال ممثل إيران في الوكالة الذرية، علي أصغر سلطانية في تصريحات نقلتها وكالة «فارس»: «لدخول أو زيارة (الموقع) يجب الاتفاق مسبقاً على إطار هذه الزيارة».

وأضاف «لم يحصل اتفاق والمفاوضات يجب أن تستمر للتوصل إلى اتفاق».

وأكد سلطانية أن «إيران الدولة المسئولة التي تحترم القوانين الدولية، ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأوضحت الوكالة الذرية في تقريرها الجديد أن إيران زادت ثلاث مرات إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة منذ نوفمبر، بمعدل 14 كلغ في الشهر.

وأضافت أن طهران تملك حالياً مخزوناً يبلغ حوإلى 105 كلغ ولديها 696 جهازاً للطرد المركزي جميعها من الجيل القديم، في موقع فوردو الذي يبعد 150 كلم جنوب غرب طهران.

وكانت الوكالة أشارت إلى احتمال وجود «بعد عسكري محتمل» للبرنامج النووي الإيراني في تقريرها الأخير في نوفمبر 2011.

وبعد هذا التقرير فرضت القوى الغربية عقوبات جديدة على إيران استهدفت قطاعها النفطي ومصرفها المركزي وذلك بعد أربع مجموعات من العقوبات الاقتصادية والمالية فرضتها الأمم المتحدة على إيران منذ 2007.

كما أثار بدء تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الإيراني «قلقاً» في روسيا والصين اللتين حضتا إيران على «التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بدون الوصول إلى حد تأييد العقوبات الغربية على هذا البلد.

وواصلت إيران برنامجها النووي رغم الانتقادات والضغوط فأطلقت عملية إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في موقع فوردو المحصن الواقع تحت جبل والذي يصعب قصفه، ما يقربها من حيازة اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة الذي يسمح لها بصنع قنبلة ذرية.

وأعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد في 15 فبراير/ شباط أن إيران رفعت من ستة آلاف إلى تسعة آلاف عدد أجهزة الطرد المركزي التي تشغلها.

ومقابل هذه الطموحات الإيرانية والشكوك الغربية، تبقى إسرائيل، القوة النووية الوحيدة ولو غير المعلنة في المنطقة، الغموض مخيماً حول احتمال شن ضربة جوية على المنشآت النووية الإيرانية

العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً