العدد 3460 - الأحد 26 فبراير 2012م الموافق 04 ربيع الثاني 1433هـ

لا نريد إعلاماً رسمياً موجهاً بل نريد إعلاماً صادقاً يخاطب العقول

حاكم الشارقة لدى افتتاحه أعمال منتدى الاتصال الحكومي الأول:

حاكم الشارقة يفتتح أعمال منتدى الاتصال الحكومي الأول									(وام
حاكم الشارقة يفتتح أعمال منتدى الاتصال الحكومي الأول (وام

قال عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي صباح أمس الأحد (26 فبراير/ شباط 2012) لدى افتتاحه فعاليات «منتدى الإتصال الحكومي الأول» تحت شعار «دور الاتصال الحكومي في إدارة عملية التطوير»: «نحن لا نريد إعلاماً تائهاً مضللاً ولا نريد إعلاماً رسمياً موجهاً بل نريد إعلاماً صادقاً يخاطب العقول وإعلاماً قادراً على تحمل المسئولية في إظهار الحقيقة التي هي حق مشروع للمتلقي».

وأوضح أن الإعلام الهادف والملتزم والمحايد يشكل دعامة قوية في تطور الشعوب والأمم ويبرز إنجازاتها ويقدم صوراً ومفاهيم صحيحة ولايقف دوره عند هذا الحد بل عليه أيضاً مسئولية متابعة التقصير الذي قد يظهر أحياناً وإبرازه بهدف الإصلاح والتطوير وليس بهدف الإساءة والتشهير.

وتستمر أعمال المنتدى الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي يومين في مبنى غرفة تجارة وصناعة الشارقة بمشاركة 600 شخصية سياسية وإعلامية عربية وعالمية رفيعة المستوى ورؤساء وممثلي الدوائر والجهات الحكومية المختلفة ... وذلك لمناقشة تطوير آليات الاتصال الحكومي في المنطقة والخروج بمنظومة جديدة في فكر الاتصال الحكومي تستفيد منها المؤسسات الحكومية في الدولة والمنطقة العربية.

وأعرب الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في كلمته خلال إفتتاح أعمال المنتدى عن سعادته بمشاركة نخبة من السياسيين والأدباء وأقطاب الإعلام الرسمي والخاص في منتدى الاتصال الحكومي... مؤكداً أن المنتدى يعد الحدث الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية الذي تكتمل فيه عناصر الوجبة الصحافية التي وصفها «لا نريدها دسمة ضارة بقدر ما نريدها جادة وهادفة تخاطب العقول وتحترم متلقيها».

وأضاف الشيخ سلطان اليوم تعددت مصادر الخبر في مختلف أنحاء العالم وشهدت الساحة الإعلامية تطوراً كبيراً في مختلف وسائل الإعلام من مطبوع ومرئي ومسموع ورقمي حتى بات لزاماً على الجميع تحري الدقة في المعلومات التي يقدموها للقارئ والمشاهد والمستمع ما يتطلب تضافر جهود الإعلام الحكومي ووسائل الإعلام الخاص للخروج باستراتيجية إعلامية تحقق هدفها الرئيس وهو إيصال الرسالة الإعلامية لإمارة الشارقة والعالم أجمع بأفضل صورة.

وأشار إلى أن المنتدى يعد فرصة لتبادل الأفكار والخبرات لبلورة نتائج تخدم أمتنا وشعوبنا في تقديم رسالة إعلامية حكيمة وهادفة تخاطب الشعوب بما يترجم أفكارنا وما تقتضيه أجندتنا الفكرية والثقافية بصدق وبشفافية وبمعايير الأعراف الصحافية المتفق عليها.

وقال القاسمي «نحن لا نريد إعلاماً تائهاً مضللاً ولا نريد إعلاماً رسمياً موجهاً بل نريد إعلاماً صادقاً يخاطب العقول وإعلاماً قادراً على تحمل المسئولية في إظهار الحقيقة التي هي حق مشروع للمتلقي».

وأوضح أن الإعلام الهادف والملتزم والمحايد يشكل دعامة قوية في تطور الشعوب والأمم ويبرز إنجازاتها ويقدم صوراً ومفاهيم صحيحة ولايقف دوره عند هذا الحد بل عليه أيضاً مسئولية متابعة التقصير الذي قد يظهر أحياناً وإبرازه بهدف الإصلاح والتطوير وليس بهدف الإساءة والتشهير.

وأضاف أن الأعباء الإعلامية على الإعلاميين القائمين على وسائل الإعلام المختلفة من خبراء اتصال ومحللين ومراقبين وناقلي أحداث باتت أوسع في ضوء ما تشهده المنطقة العربية من تغيرات على خرائطها السياسية التي كان للإعلام دور بارز فيها.

وأوضح أن صناعة الإعلام اليوم تتطلب المزيد من الحكمة والدراية والمعرفة والتكامل بين مختلف الأطراف الإعلامية فالجميع شركاء في النهضة الإعلامية العربية ولكل منا دور مهم وفاعل حسب موقعه ... متمنياً أن يخلص منتدى الاتصال الحكومي إلى خطاب إعلامي واضح وترجمة تطلعاته إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ.

من جهته أكد مدير مركز الشارقة الإعلامي، أسامة سمرة أن المنتدى يهدف إلى ترسيخ مكانة الشارقة الثقافية والإعلامية في المنطقة وتعزيز نشاطها الإعلامي وهو ما جاء متماشياً مع استراتيجيات وأهداف مركز الشارقة الإعلامي في جعله نقطة الالتقاء المركزية بين صناع القرار السياسي والإعلامي المحلي والعربي العالمي وجسر التواصل وسائل الإعلام والقطاع الحكومي ... لافتاً إلى أن جلسات المنتدى ستناقش الاحتياجات والمهارات الإعلامية التي تسعى إلى السمو بالأداء الإعلامي وتوفير أحدث الممارسات المهنية للاتصال الحكومي ووضعها في متناول قادة الرأي ورؤساء المؤسسات الحكومية وكبار المسئولين.

من جانبه أكد رئيس الوزراء الماليزي السابق، عبد الله بدوي في كلمته خلال افتتاح أعمال المنتدى أن التعليم وتنمية الثروة البشرية المبنية على مبادئ الإسلام الحضاري تضمن مستقبلاً متقدمم ومزدهراً ... مشيراً إلى أن ماليزيا تقدم نموذجاً متواضعاً على التجديد والإصلاح وربما «النهضة» في العالم الإسلامي لكنها لا تدعي أنها كاملة وأن لديها كل الأجوبة للعديد من المشاكل في العالم الإسلامي.

ونوه بدوي بإحصائيات اليونسكو التي تشير إلى أن في العالم العربي اليوم (373) باحثاً لكل مليون نسمة مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 1081باحثاً.

يذكر أن « منتدى الاتصال الحكومي « يشهد انعقاد ثماني جلسات نقاشية يتحدث فيها كبار الشخصيات الإعلامية العربية والعالمية وتتناول عدداً من الموضوعات ذات الصلة بتطوير أداء الإعلام والاتصال المؤسسي بما يتماشى مع سعي مركز الشارقة الإعلامي لترسيخ فكر الاتصال الحكومي المتطور في مؤسسات الإمارة.

وخصص مركز الشارقة الإعلامي موقعاً إلكترونياً يتيح متابعة أخبار المنتدى مباشرة ومناقشة جلساته لتعميم أهدافه وإيصال صوته إلى جميع المهتمين بالاتصال الحكومي في العالم... فيما يتيح المركز فرصة إبداء الآراء عبر صفحة التواصل الاجتماعي « تويتر».

وقد أكد المشاركون في جلسة إدارة المخاطر والآزمات الإعلامية ضمن منتدى الاتصال الحكومي الأول 2012 - الذي بدأت أعماله أمس في مبنى غرفة تجارة وصناعة الشارقة - أهمية تعزيز الثقة في الأداء الإعلامي للجهات الحكومية قبل وقوع الأزمات باتباع أفضل المعايير المعتمدة في هذا المجال على الدوام .

شارك في الجلسة الأولى للمنتدى، رئيس شركة أبكو العالمية والرئيس الدولي للتنمية العالمية لإدارة الأزمات، براد ستيبليز و رئيس التحرير التنفيذي لقناة «العربية» الإخبارية، نبيل الخطيب وأدارتها ليلى الشيخلي من قناة «الجزيرة» الإخبارية.

وقدم ستيبليز في معرض مداخلته في الجلسة سيناريوهات ناجحة وأخرى لم تكن على مستوى الأزمات لممارسات أقسام الاتصال الحكومية حيث أورد حادثة إعصار كاترينا وكارثة فوكوشيما في اليابان كمثال غير ناجح على فشل الاتصال الحكومي في مواكبة الأحداث حيث اتسم الأداء الحكومي بعدم القدرة على نقل رسائل واضحة حول الأزمة وفشل بالتواصل مع وسائل الإعلام وتلبية احتياجات الاتصال الميدانية.

وأشار إلى حادثة انتشار وباء «سارز» في سنغافورة حيث تم التعاطي مع الأزمة بأشكال ميدانية مختلفة مع الحرص على إشراك وسائل الإعلام والعمل على المستوى المجتمعي من قبل وزارة الصحة التي حرصت على عقد مؤتمر صحافي يومي بشكل متواصل إلى حين انتهاء أسئلة الصحافيين التي تعكس المخاوف الرئيسية للشعب فضلاً عن إطلاق قناة تلفزيونية خاصة تتحدث باللهجات المحلية للسكان الأمر الذي أدى إلى حالة من الرضا العام عن أداء الاتصال الحكومي.

وتناول نبيل الخطيب التعتيم الإعلامي الحكومي الذي رافق كارثة تشرنوبل أثناء وجوده في مينسك منذ 25 عاماً وإلى الماضي القريب كانت هذه المنهجية ما تزال معتمدة.

وقال إن مهمة العلاقات العامة التي كانت غالباً ما تركز على «إسدال الستار» وحجب المعلومات عن الجمهور قد تغيرت حالياً ... داعياً إلى إعادة تعريف دور العلاقات العامة في التطبيق بعيداً عن التعتيم الإعلامي وأهمية محاكاتها للواقع وترسيخ ثقافة معينة الأمر الذي يخدم بالمحصلة صالح العملاء الذين يعتمدون على هذه الشركات

العدد 3460 - الأحد 26 فبراير 2012م الموافق 04 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً