أكد المدير العام للمطبوعات والنشر نواف المعاودة التزام هيئة شئون الإعلام برئاسة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة بتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، والمتضمنة العمل على إنشاء المجلس الأعلى للإعلام وتدشين المدينة الإعلامية وتقديم برامج إذاعية وتلفزيونية لتعزيز المصالحة الوطنية وطرح آراء مختلف الجمعيات السياسية، والاستفادة من الخبرات الأجنبية.
وأشار إلى استعانة هيئة شئون الإعلام بخبرات شركة فرنسية متخصصة في التشريعات الإعلامية والبرامج الوطنية الخاصة بالمصالحة الوطنية، ولديها خبرات في التعامل مع إحدى عشرة دولة شرق أوروبية لوضع معايير لتشريعاتهم الإعلامية تمهيداً لانضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي.
المنامة - بنا
أكد المدير العام للمطبوعات والنشر نواف المعاودة التزام هيئة شئون الإعلام برئاسة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة بتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، والمتضمنة العمل على إنشاء المجلس الأعلى للإعلام وتدشين المدينة الإعلامية وتقديم برامج إذاعية وتلفزيونية لتعزيز المصالحة الوطنية وطرح آراء مختلف الجمعيات السياسية، والاستفادة من الخبرات الأجنبية.
وأوضح المعاودة في مقابلة مع برنامج «أنا البحرين» على تلفزيون البحرين أمس الإثنين (5 مارس/ آذار 2012) أن رئيس هيئة شئون الإعلام منذ إصدار تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ترأس فريق عمل لوضع آليات متابعة وتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير، لاسيما في الفقرة (1724 - أ، ب، ج) الخاصة بتخفيف الرقابة على وسائل الإعلام ووضع معايير مهنية والفقرة (1725 - ب ) المتعلقة بالمصالحة الوطنية.
وأشار إلى استعانة هيئة شئون الإعلام بخبرات شركة فرنسية متخصصة في التشريعات الإعلامية والبرامج الوطنية الخاصة بالمصالحة الوطنية، ولديها خبرات في التعامل مع إحدى عشرة دولة شرق أوروبية لوضع معايير لتشريعاتهم الإعلامية تمهيداً لانضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي، موضحاً تأكد الهيئة أن هذه الشركة هي الأكفأ والأنسب للتعامل معها من بين العديد من التجارب الغربية التي تم الاطلاع عليها.
وأضاف: «إن هيئة شئون الإعلام قامت باستدعاء فريق من الخبراء من الشركة الفرنسية، وتم ترتيب زيارات وجولات لها في مملكة البحرين ولقاءات مع أغلب الجهات المختصة، مثل اللجنة الوطنية المعنية بتوصيات تقرير «تقصي الحقائق»، ورؤساء تحرير الصحف البحرينية، إضافة إلى مراسلين أجانب ومن ضمهم نادي المراسلين وعدد من الكتاب والصحافيين المقيمين في البحرين».
وأكد أن هيئة شئون الإعلام حرصت من وراء تلك اللقاءات على أن يسمع ويطلع الخبراء الفرنسيين على وجهات نظر جميع الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أخذ وجهات نظرهم بشكل عام وطرح تجربتهم في البحرين كي تكون لديهم فكرة عما وصل إليه الإعلام البحريني وتوجهاته وما يطمح في الوصول إليه.
وأكد العمل على إنشاء المجلس الأعلى للإعلام، كأول مجلس من نوعه في منطقة الخليج العربي، علمًا بأنه موجود في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا والعديد من الدول الأوروبية.
وأوضح أن تشكيل المجلس يأتي تنفيذًا لأحد أهم البنود التي طرحها الخبراء الفرنسيون في تقريرهم إلى هيئة شئون الإعلام، وتحقيقاً لإحدى مرئيات حوار التوافق الوطني المذكورة تحت بند «تشكيل مجلس أعلى للصحافة من صحافيين ومن العاملين في الشأن الإعلامي».
وقال: «إن المجلس الأعلى الإعلام سيكون مستقلاً عن الحكومة، وسيضم أشخاصاً غير حكوميين مختصين في الشأن الإعلامي ولا تتضارب مصالحهم مع العمل الإعلامي، وسيتولى المهام الإشرافية والرقابية على المؤسسات الإعلامية، حيث سيكون رقابيًا على وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بكل أنواعها سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، كما سيكون مجلسًا استشاريًا للحكومة أو الجهات الأخرى المعنية».
وذكر أن مهام وصلاحيات المجلس ستتمثل في إبداء الآراء في مشروعات القوانين وطلبات التراخيص، وتلقى الشكاوى من الأفراد الذين يصيبهم أي ضرر من أي من وسائل الإعلام، ومن الممكن أن تتطور مهامه ليقوم بدور الوساطة في حل المنازعات بين طرفين.
وعن اختصاصات المجلس في الرقابة، ذكر أنه سيكون مسئولاً عن محتوى ما ينشر في وسائل الإعلام وكذلك الإنترنت والنشرات الإخبارية وما تحويه البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وسيضمن عدم وجود أي دعوات للتحريض على العنف أو الكراهية في البرامج أو وسائل الإعلام المقروءة وسيلزم المؤسسات الإعلامية بالتعددية في عرض آرائهم الفكرية وبرامجهم وأطروحاتهم، إضافة إلى إلزام وسائل الإعلام بمواثيق الشرف الإعلامية والصحافية.
وأشار إلى وضع الخطوط العريضة لهذا المجلس الذي سيخفف الرقابة على وسائل الإعلام، غير أن إنشاءه بحاجة إلى المرور عبر قنوات تشريعية رسمية، معربًا عن اعتزازه بهذه التجربة غير المسبوقة في منطقة الخليج، والتي سيتم طرحها على اللجنة الوطنية.
وفيما يختص بالجانب التنفيذي في تطبيق توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، ذكر المدير العام للمطبوعات والنشر أن هيئة شئون الإعلام بدأت في إنشاء مشروع «المدينة الإعلامية»، بما يفتح المجال أمام الإعلام الخاص والقنوات الفضائية الخاصة، ومن ثم تخفيف الرقابة على وسائل الإعلام، مشيرًا إلى توقيع الهيئة لاتفاقية مع قناة العرب الإخبارية ليكون مقرها في البحرين.
وأشار إلى حرص الهيئة على تطوير البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدورات المقبلة بحيث تتضمن طرحًا لجميع آراء الجمعيات السياسية، وتبادل وجهات النظر والأفكار السياسية المختلفة بين المشاركين في البرامج السياسية.
وأكد الاهتمام بتطوير الكوادر الإعلامية في هيئة شئون الإعلام، منوهًا إلى توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة البحرين في مجال التدريب الإعلامي وتأهيل الكوادر، فضلاً عن توقيع مذكرات تفاهم مع مؤسسات إعلامية أجنبية مثل، إذاعة سوا، وبي بي سي، وراديو فرنسا، بحيث تتضمن تدريب الكوادر على إعداد البرامج الاجتماعية والسياسية وتقديمها بما يعبر عن التعددية في الأفكار والآراء.
وأشار إلى استعانة هيئة شئون الإعلام بمؤسسة أميركية، وهي منظمة البحث عن أرضية مشتركة، لتقديم مقترحات بشأن برامج المصالحة الوطنية والاستفادة من خلال خبراتها في تقديم البرامج الاجتماعية والسياسية عبر تلفزيون البحرين والإذاعة.
وأكد حرص الهيئة على تطوير التشريعات المتعلقة بالصحافة والإعلام المرئي والمسموع والصحافة الإلكترونية بما يحول دون التحريض على العنف والكراهية والطائفية، بالإضافة إلى وضع المعايير المهنية التي بدأت في جمعية الصحافيين بإصدارها لميثاق الشرف الصحافي، وسيتم قريبًا إعلان ميثاق شرف للإذاعة والتلفزيون.
واختتم المعاودة تصريحه بالإشارة إلى قيام الهيئة برفع تقريرها إلى اللجنة الوطنية المعنية بمتابعة توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، مؤكدًا أن الهيئة ستعمل جاهدة على تنفيذ التوصيات والالتزام بها، وفق خطة مستدامة ومتطورة للاستفادة منها في الأعوام المقبلة
العدد 3468 - الإثنين 05 مارس 2012م الموافق 12 ربيع الثاني 1433هـ