العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ

الألماني غراس يعترف بعضويته في الحرس الهتلري

حائز على جائزة نوبل في الأدب العام 1999

قبل أسابيع قليلة على صدور سيرة حياته تنفس الأديب الألماني الصعداء بالكشف عن سر دفين في حياته وأبلغ صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» في عددها الصادر يوم السبت أنه كان عضوا في الحرس الهتلري المعروف بفرقة اس اس في العام الأخير من الحرب العالمية الثانية 44/1945. وقال غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل في الأدب إن انتسابه للحرس الهتلري كان طيش شباب، وأكد أنه حتى إصابته خلال الحرب بجروح لم يطلق رصاصة واحدة. وأبلغ غراس الصحيفة أنه يكشف هذا السر ليطلع الرأي العام ليريح نفسه ويعلن عن آخر خطأ ارتكبه في حياته.

بعد بضعة أسابيع سيصدر كتابه (عند تقشير البصل) ويسرد فيه مذكرات حياته لكن غراس المولود في العام 1927 سارع إلى كشف هذا السر قبل صدور الكتاب في سبتمبر/ أيلول. باعترافه هذا يراهن المراقبون على تحقيق الكتاب مبيعات كبيرة نظرا إلى مكانة غراس في الأدب الألماني لما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال غراس صاحب الرواية التي تحولت إلى فيلم سينمائي (الطبل الصفيح) إنه انتسب وهو في سن السابعة عشرة إلى وحدة الدبابات Frundsberg في العام 1944 التي كانت تابعة للحرس الهتلري. هذه أول مرة يكشف فيها غراس عن الحقبة القاتمة في حياته.

ردا على سؤاله «لماذا يتحدث الآن عن عضويته؟» أجاب الأديب الألماني: «لقد آلمني كثيرا أن استمر في صمتي خلال كل هذه السنوات ومن الأسباب التي جعلتني أكشف عن هذا السر هو قيامي بكتابة مذكراتي الآن». قال غراس خلال المقابلة إنه انتسب من دون ضغط من أحد لكن ليس للحرس الهتلري بل لوحدة الغواصات ووصف هذا العمل بأنه أحمق. «ولما تم التوقف عن تسجيل المزيد في وحدة الغواصات قام الحرس الهتلري بضمي في صفوفه»، وقال إن الحرس الهتلري قام في الأشهر الأخيرة للحرب بضم كل الأشخاص الذين كان ينجح في تجنيدهم، وذلك في العام 44/1945.

أوضح أن الحرس الهتلري كان بحاجة ماسة لكل رجل لتدعيم قوته. بعد وقت لاحق أدرك غراس أنه ارتكب خطأ في حياته وظل سنوات طويلة يسأل نفسه: ألم تدرك في ذلك الوقت ماذا كان يدور في نفسك؟ وأشار غراس - الذي كان صديقا للمستشار الراحل فيلي برانت وساعد المستشار السابق غيرهارد شرودر في الحملة الانتخابية وحول بيته في مدينة لوبيك شمال ألمانيا إلى متحف لتخليد أعماله في الأدب والرسم والنحت - إلى أنه أراد طرح هذا الفصل من حياته للنقاش على رغم أن ذلك كان يدفعه لالتزام الصمت. وقال إنه لا يعرف إن كان هذا هو الوقت المناسب للتركيز على موضوع الحرس الهتلري.

وأكد أنه يشعر الآن بأنه أقدم على الخطوة المناسبة، وقال إنه لم يحاسب أحدا يوما لذلك قرر أن يكشف بنفسه عن السر الدفين في حياته. لكن قد يكون اعتراف غراس بانتسابه للحرس الهتلري بداية نقاش بشأن ماضي البابا بنيديكت السادس عشر الذي كان اسمه قبل أن يخلف البابا يوحنا الثاني جوزف راتسينجر. يقول غراس في مذكراته إنه تعرف خلال الأسر على فتى اسمه جوزف وكان يبلغ 17 سنة من العمر. ردا على سؤاله إذا هذا هو جوزف راتسينجر، البابا اليوم أجاب غراس: «أكون بذلك وجدت صديقي فقد استطعت أن أحمل معي لمعسكر الاعتقال أناة للرسم لأنني أردت أن أكون رساما أما جوزف فأراد الانتماء للكنيسة». وأضاف: كان منضويا على نفسه لكنه كان فتى طيبا.

يذكر أنه بعد تعيين راتسينجر في منصب البابا تم الكشف عن انتسابه لتنظيم شباب هتلر.


النادي الدولي للكتاب يسحب جائزته الأدبية من غراس

قال الفرع التشيكي لمنظمة الكتاب الدوليين (القلم) إنه ربما يبحث سحب جائزته الادبية من الروائي الألماني غونتر غراس بعد كشفه انه كان ينتمي لقوات الشرطة السرية التابعة للحزب النازي أثناء الحرب العالمية الثانية. وقال رئيس الفرع للتلفزيون في جمهورية التشيك جيري سترانسكي «نحن في سبيلنا لمناقشة ذلك. لن أترك الأمر يمر دون اهتمام». وكان بذلك يشير إلى ما كشفه جراس في مقابلة نهاية الاسبوع في ألمانيا انه عندما كان عمره 17 عاما إبان الحرب العالمية الثانية كان عضوا في القوات الخاصة النازية وفي الشرطة السرية (إس إس) وهو السر الذي احتفظ به حتى الآن. وكان الفرع التشيكي من منظمة الكتاب الدوليين منح العام 1994 غراس جائزته كارل - كابيك والمسماة باسم الكاتب كارل كابيك (1890 - 1938). وكان الكاتب وشقيقه الرسام جوزف كابيك قتلا في معسكر الاعتقال النازي في برجين - بيلسن.

وكان غراس الحائز على جائزة نوبل في الادب العام 1999 على وشك نشر مذكراته الذي كتب فيها انه كان عضوا في قوات النازي الخاصة

العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً