العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ

«هنا طاح اللويز» مسرحية تعكس الوضع الراهن في العالم العربي

توجت مسرحية «البسايطية» لفرقة «ورشة إبداع دراما» من مراكش بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني الثامن للمسرح الذي احتضنته مدينة مكناس بوسط المغرب، والذي نظم في الفترة ما بين 20 و27 يوليو/ تموز الماضي. ومنحت لجنة التحكيم، في حفل اختتام الدورة الثامنة للمهرجان، جائزة الإخراج للزيتوني بوسرحان عن مسرحية «الريح» لفرقة فضاء اللواء للإبداع من الدار البيضاء. وعادت جائزة النص لعبد الحق الزروالي عن مسرحية «رماد أمجاد» لمسرح «سيتي» من سلا، وجائزة التشخيص «إناث» لهجر كريكع عن دورها في مسرحية «نوستالجيا» لفرقة مسرح «أفروديت» من الرباط. أما جائزة التشخيص من فئة «ذكور» فقد عادت لمحمد حبيب البلغيتي عن دوره في مسرحية «الريح» لفرقة فضاء اللواء للإبداع من الدار البيضاء، في حين منحت جائزة الملابس للحسين الهوفي في مسرحية «البسايطية» لفرقة ورشة إبداع دراما. وعادت جائزة السينوغرافيا مناصفة لعبد الحي السغروشني عن مسرحية «نوستالجيا» لفرقة مسرح أفروديت من الرباط، والحسين الهوفي عن مسرحية «البسايطية». كما عادت جائزة الأمل لكل من خالد أعريش ونجيب نصرو وعبدالواحد حرش الراس في مسرحية «الحذاء» لفرقة مسرح نون. وأكد رئيس لجنة التحكيم أحمد مسعية في كلمة بالمناسبة أن المهرجان أضحى حدثا يساهم في تطوير الحركة المسرحية والتنمية الثقافية والفنية والاجتماعية بمنطقة مكناس خصوصا والمغرب عموما. وأضاف أن لجنة التحكيم تثمن المستوى الفني الذي ظهرت به المسرحيات التي شاركت في الدورة الثامنة للمهرجان، مبرزا أن هذا المستوى يتجلى في «شاعريتها وجمالياتها بفضل توظيف تقنيات متطورة وكذا النبش العميق في التراث المغربي وإبراز قيمة الرمزية في الثقافة المغربية والثقافة العالمية».

«أنا وجوليت» و«الشمعة» في اختتام المهرجان

في اختتام فعاليات المهرجان عرضت مسرحيتا «أنا وجولييت» لفرقة «محترف بصمات» و«الشمعة» لفرقة «دابا مسرح». وتصور مسرحية «انا وجوليت»، وهي من إخراج إبراهيم ارويبعة، وسينوغرافيا أحمد بايدو، وتشخيص كل من أبوبكر أوملي ورشيدة كرعان وإبراهيم ارويبعة، الحياة في شموليتها عبر ركوب صهوة التاريخ والأسطورة لملامسة الواقع، من دون تقيد بالزمان والمكان، وإنما عبر اختيار عناصر ذات مدلول سواء من حيث الشخوص أو الحوادث والمواقف التي تعبر عنها. ويضع هذا العمل المسرحي، الذي يعد من الأعمال الكلاسيكية الغربية والعربية، الركيزة المعتمدة لطرح اشكال العلاقة بين الرجل والمرأة، وذلك عبر توظيف اللغة العربية والفرنسية والغناء الأمازيغي. أما مسرحية «الشمعة»، فاقتبسها عن عمل آري دورفمان أمين الناجي وأخرجها جواد السنني وأعد الانارة عبدالحي السغروشني والملابس هدى العوفير والسينوغرافيا يوسف العرقوبي. وقام بأداء أدوارها كل من كمال كاظمي وجميلة الهوني وأمين الناجي وإيمان الرغاي. ويتناول هذا العمل المسرحي سنوات الرصاص في المغرب والمصالحة مع الماضي، من خلال «استحضار المعتقلة السابقة جميلة زوجة المحامي كمال وهو مناضل حقوقي سابق، لصوت جلادها الذي أذاقها الويلات في فترة الاعتقال».

العالم العربي بأعين «هنا طاح اللويز»

من بين الأعمال التي شدت جمهور المهرجان الوطني للمسرح بمدينة مكناس كانت مسرحية «هنا طاح سقط اللويز» واللويز نوع من الجواهر الثمينة، والتي جاءت لتعكس الوضع العربي الراهن. وعن مضمون العمل قال مؤلف ومخرج المسرحية مسعود بوحسين إنه اعتمد في تأليف «هنا طاح اللويز» على أسلوب عبثي من أجل التعبير عن وضع يتميز بالصراع بين منظورين مختلفين، الأول يجسد فكرا لايزال متشبثا بأفكار غير مؤسسة على المنطق والعلم ولا يؤمن بالتطور الذي تعرفه الحضارة الإنسانية، والثاني يؤمن بتقدم العلم والمعرفة ويدعو إلى تجاوز الفكر المبني على المسلمات غير المنطقية والمرتكز على معتقدات خاطئة أصبحت متجاوزة في العصر الحالي. وأضاف أن الشخصيات في هذا العمل الفني تتورط في حوادث تتجسد من خلال الحوار المتبادل بينها مشيرا إلى أنه سعى فيما يتعلق بالمعالجة الدرامية أن لا يكتفي بإظهار الصراع بين أبطال العمل المسرحي بل تجاوز ذلك نحو إبراز تفاعلهم مع مختلف المؤثرات المحيطة بهم. وأشار مسعود بوحسين إلى أنه بغض النظر عن المعالجة المسرحية لـ «هنا طاح اللويز» التي شخص أدوارها كل من محمد الشوبي وبنعيسى الجيراري وحسنة طنطاوي والحسين بوحسين، فإنها أشبه بإناء فارغ بوسع كل متفرج أن يملأه بمخاوفه وأحلامه وطموحاته بطريقته الخاصة. وتدور وقائع مسرحية «هنا طاح اللويز»، التي حاولت أن تعكس الوضع الراهن بالعالم العربي في إطار قالب كوميدي بليغ، في منزل قديم تلتقي فيه أربع شخصيات لكل منها مرجعيتها وأحلامها ورؤيتها الخاصة للحياة. فالمسرحية تحكي عن شخصيات «حمودة» المراهق الذي يحرس المنزل ويستخلص مستحقات الكراء من الشخصيات الثلاث الأخرى من دون أن يفارقه حلم الهجرة نحو الخارج، و«رقية» التي تحلم بعودة زوج لا يوجد سوى في مخيلتها، و«رابح» الدكتور المعطل، و«الفقيه اليزيد» الذي يحل بهذا المنزل مؤقتا في انتظار أن يكمل رحلته نحو قندهار بحثا عن كنز. وتنطوي المسرحية على صراع يبدأ من اللحظة التي تكتشف فيها الشخصيات الثلاث أن الفقيه اليزيد يتوفر على قطع ذهبية قديمة «اللويز»، إذ يشتد طمعهم باستثناء الدكتور رابح المتخصص في الكيمياء والذي سيكتشف بعد إجراء اختبار بسيط على «اللويز» أن قطع الفقيه اليزيد الذهبية مغشوشة ولا قيمة لها، ليتطور الصراع بين كل من الشخصيتين الأخريين «حمودة ورقية» إلى درجة يتيهان معها في دوائر من الحيرة والتبعية. وضمن هذا الفضاء من الصراع والرغبات المتناقضة اختارت المسرحية أن تظهر مشاهدها في شكل تجريدي وجاء ديكورها ثابتا في مكان واحد لكنه يمثل في الوقت نفسه عدة أمكنة. إلا أن ما يجعل من هذا الديكور لافتا للاهتمام، أنه بدا أجرد صارما وخشنا بألوان قاتمة ذات دلالات مختلفة تبعث على التأمل ودخول مغامرة فك رموزها. أما الإنارة فقد حرص المخرج على أن تعكس رؤيته لهذا العمل الفني ككل، على اعتبار كونها جزءا أساسيا مكملا لباقي عناصر العمل المسرحي وفي مقدمتها المؤثرات الصوتية التي رافقت العرض منذ البداية

العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً