العدد 1450 - الجمعة 25 أغسطس 2006م الموافق 30 رجب 1427هـ

إخفاقات... فشل وهزيمة

انشغلت الصحف العبرية في رصد تداعيات الهزيمة التي مني بها جيشها في لبنان وإن خرجت أصوات تحث على السعي إلى التوصل إلى اتفاق لإيجاد حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي لأن «بلد صغير مثل (إسرائيل) غير قادر على الانتصار في كل مكان وزمان»! يتخوف الجميع من المؤشرات تدل على تراجع الدول التي ساهمت في صدور القرار 1701 عن تنفيذه إذ يصبح من المشكوك فيه أن تعير طهران اهتماماً جدياً لمجلس الأمن.

واللافت أن هناك تأكيداً إسرائيلياً أن القرار 1701 يتيح لـ «إسرائيل» مواصلة عملياتها العدوانية في لبنان. لكن الجو العام يتحدث عن الإخفاقات والفشل والهزيمة وعلى ما يبدو فإن «الشماعة» هي «السياسة الأحادية التي اخترعها آرييل شارون».


الإخفاق سياسي... وليس عسكرياً

ودافعت «هآرتس» عن إخفاقات الجيش الإسرائيلي التي تعرض لها أثناء العدوان على لبنان، ورأت أن ثمة أساليب كثيرة للتحقيق في ملابسات الحرب وفي استقاء الدروس، ولكنها أبدت يأساً من أن يستفاد من الدرس الأساسي الذي رجحت ألا يتم استيعابه في المستقبل المنظور، فالمشكلة ليست في الجيش بل تكمن في القرار السياسي.

والخطر الرئيسي لهذه الحرب الفاشلة مع حزب الله هي الدروس الخاطئة التي يجري استخلاصها. من هنا أعربت عن مخاوفها من أن تكون الحلول للإخفاقات هي في المزيد من التدريب العسكري ومضاعفة مخصصات الجيش الإسرائيلي كي يكون الجميع على استعداد للمهمات.

وأوضحت أن الجيش الذي تعاطى لمدة تزيد على أربعين عاماً مع القضايا الأمنية في الأراضي المحتلة والتزم الدفاع عن «إسرائيل» ضد ما وصفته بـ «الإرهاب» في الأراضي المحتلة، لا يجب أن يخضع للمحاسبة. والمطلوب هو البحث عن جميع السبل الممكنة للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وحث المجتمع الدولي على المساعدة لإيجاد حل للنزاع. ولكنها رجحت أن يسعى الخبراء الإسرائيليون إلى إعداد الجيش لمهمات واسعة النطاق، بدلاً من إزاحة عبء الاحتلال عن كاهل «إسرائيل» والفلسطينيين. وخلصت إلى أن على «إسرائيل» أن تدرك الحقيقة وهي أن الأمن لا يأتي إلاّ عبر اتفاقات السلام، وأن بلداً صغيراً مثلها غير قادر على الانتصار في كل مكان وزمان، كما أن على الدولة العبرية أن تستعد لمواجهة العدو الحقيقي وليس الأعداء التي تصنعهم بيديها. من جهة أخرى حثت «هآرتس» المجتمع الدولي على عدم تسليم لبنان إلى إيران. وركزت على أن «المتطرفين الإسلاميين» يستفيدون من الإرجاء في تشكيل القوات الدولية.


العالم يشجع طهران

وانتقد تسفي برئيل في «هآرتس» التأخير الحاصل في تشكيل قوة متعددة الجنسيات لنشرها في جنوب لبنان فهي تسير ببطء شديد جداً وهو أمر مثير للقلق. وبعد أن استعرض الحجج والمبررات التي تسوقها الدول المترددة، أشار إلى أن لبنان يحتاج هذه القوة لأنها ستدعم حكومته ولن تكون رادعاً لحزب الله فحسب بل للتدخل السوري والإيراني في هذا البلد أيضاً. بينما يتوقع الإسرائيليون أن تسمح هذه القوة لهم بمواصلة بعض العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية. وعن أهمية التسريع في تشكيل هذه القوة اعتبر أنها لا تشكل أهمية بالنسبة إلى الصراع اللبناني الإسرائيلي فحسب بل هي حاجة لإنجاز الملف الإيراني أيضاً. فالصعوبة في حشد قوة دولية من أجل لبنان ربما تشجع طهران على تحدي مجلس الأمن الذي يستعد أعضاؤه لاتخاذ قرار حاسم نهاية هذا الشهر فيما يتعلق بفرض عقوبات على طهران. فحين تبدي الدول التي ساهمت في صدور القرار 1701 مؤشرات على تراجعها عن تنفيذ هذا القرار بحذافيره، من المشكوك فيه أن تعير طهران اهتماماً جدياً لمجلس الأمن.


الانسحاب الأحادي سبب الهزيمة

وحاول موشيه آرينز، وهو وزير إسرائيلي سابق، في «هآرتس» تسليط الضوء على مختلف السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى الفشل الأخير في لبنان. ولكنه اعتبر أن مفهوم الانسحابات الأحادية هو وراء هذه الإخفاقات وأكد أن هناك سؤالاً سيبقى معلقاً ولن تستطيع الإجابة عنه أية لجنة تحقيق تشكلها السلطات الإسرائيلية، وهو كيف نجح من وصفهم بـ «فريق الباعة المنافقين» و«مهندسي العلاقات العامة» في الإدارة الإسرائيلية بأن يقنعوا الإسرائيليين بأن الانسحابات الأحادية هي الحل لمشكلات «إسرائيل»؟ وأن حزب كديما الذي يكرس نفسه لهذا المفهوم البدائي، هو الذي سيقود «إسرائيل» إلى رسم مستقبلها؟ وأن رجل سياسة مثل إيهود أولمرت الذي أعلن منذ عام أن الإسرائيليين تعبوا من القتال ومن إلحاق الهزيمة بأعدائهم، عليه أن يقود الأمة الآن؟ هذا سؤال برسم علماء الاجتماع والمؤرخين، يختم آرينز مقاله

العدد 1450 - الجمعة 25 أغسطس 2006م الموافق 30 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً