العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ

مواطنون: تغيير الإجازة غير مبرر والحكومة تجاوزت الرغبة الشعبية!

«خميس وجمعة» يسلمان العهدة غداً إلى «جمعة وسبت»!

غداً الجمعة... الحادي من سبتمبر/ أيلول سيطبق قرار مجلس الوزراء بتغيير الإجازة الأسبوعية من يومي الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت... وعلى رغم أن استطلاعات الرأي التي أجريت في الموضوع، صبت في ضرورة البقاء على الإجازة الأسبوعية المعهودة، فإن الحكومة فضلت نقلها إلى الجمعة والسبت. ويبدو أن السبب الرئيسي وراء ما حدث هو إبقاء الأجهزة الاقتصادية على اتصال بالمصارف العالمية وشركات الاقتصاد التي تتخذ عادة من يومي السبت والأحد إجازة أسبوعية لموظفيها ونشاطاتها. ولذلك، سيتقلص الفارق الزمني بين الاقتصاد البحريني والاقتصاد العالمي إلى يوم واحد فقط.

كيف يرى الشارع البحريني تغيير الإجازة؟ وكيف يقرأ قرار الحكومة؟ وما هي أبعاد القرار الذي أجمع كثيرون على أنه تجاوز للرغبة الشعبية ببقاء الإجازة على ما هي عليه؟

إجازة تجار فقط!

يبدأ المواطن محمد رضا حديثه عن تغيير الإجازة، موضحا «شخصيا، ولأن إجازتي كانت على الدوام يومي الخميس والجمعة، فإنني أشعر بأن الأمور ستتغير كثيرا، وخصوصا أننا تعودنا على الإجازة في هذين اليومين».

وعما تراه الحكومة من مصالح اقتصادية يقول: «صحيح أن بعض الشركات والمصارف وبعض التجار يفضلون أن تكون الأجازة يومي الجمعة والسبت، بل يومي السبت والأحد على اعتبار أنهما يوما الركود الاقتصادي في بقية دول العالم، وتحديداً في الغرب، إلا أن ذلك لا يعني تجاوز إرادة الناس وفرض واقع لم يكونوا ليرغبوا فيه في يوم من الأيام».

ويبدي رضا مخاوفه من أن تتم سرقة يوم الجمعة من رصيد الإجازة، لتتحول إلى السبت والأحد «على اعتبار أن الحجة الأساسية لتغيير الإجازة هي المصالح الاقتصادية... لقد كنا على الدوام في الوضع نفسه، ولم تكن حكومتنا تشكو من تأخر المعاملات، إلا أنه يبدو أن هناك حملة لعولمة الاقتصاد، أو لفرض الرؤية الغربية وطريق الحياة الغربية على الشعوب العربية، ونحن أول من سيتم اختبارهم».

وتتفق طالبة الحقوق في جامعة البحرين غدير المطوع مع رضا فيما ذهبت إليه، وترى أن تغيير الإجازة سيؤثر سلبا على الطلبة» ولاسيما في الأيام الدراسية الأولى، وربما سنتعود في النهاية على الوضع، لكن يبقى ليوم الخميس خصوصيته».

وتقول: «لا أتخيل نفسي أخرج من البيت يوم الخميس أبدا، والشيء بالشيء يذكر، فإذا كان لدينا امتحان يوم الخميس وهو أمر يحدث كثيرا في الحياة الجامعية، لا نستوعب الذهاب للجامعة، فكيف إذا كان يوم الخميس يوما دراسيا».

الجمعة والسبت أفضل

ويختلف المواطن سلمان الصفار مع رضا والمطوع، ويؤكد أن يوم السبت هو يوم ثقيل على العمال، وغالبا ما يتكاسلون فيه» صحيح أنني الآن متقاعد ولن أجني شيئا من تغيير الإجازة لأن أيامي كلها إجازات، ولكن إذا كان في تغيير الإجازة ما يحقق مصلحة الناس والوطن فلماذا نعارض».

ويشير إلى أن الاقتصاد في البلدان الغربية يقوم على أساس العمل طيلة الأسبوع ويعطي نفسه استراحة يومي السبت والأحد، ومن المفترض أن نعي أهمية مواكبة العالم، «استغرب ممن يحتجون على تغيير الإجازة، وما قامت به الحكومة هو الأمر الصحيح».

ويتفق محمد عبدالرحمن خليفة مع هذا الطرح مبيناً أن تغيير الإجازة لن يؤثر على سير الحياة الطبيعية سواء داخل العمل او خارجه. ويقول: «لا أتوقع أن المتشائمين سيبقون على رأيهم حين يتأكدون بأن التغيير يصب في صالح الجميع».

ولا يتفق مدرس اللغة الإنجليزية حميد أحمد مع الصفار، ويرى أن السبب الذي تم تبديل الإجازة على أساسه واه، وفضل بقاء يوم الخميس إجازة رسمية للدوام الحكومي، وذلك للتهيؤ ليوم الجمعة وهو يوم له طابعه الروحي لدى المسلمين ولا ننسى أنه هذا اليوم يحتضن أحد أهم العبادات وهي صلاة الجمعة.

وتساءلت الطالبة غدير المطوع عما إذا كانت دول الخليج وخصوصا المملكة العربية السعودية ستطبق النظام نفسه «على اعتبار أن البحرين تستقبل الوافدين من المملكة بغزارة يومي الخميس والجمعة، كما أن البلدان العربية والخليجية التي تتخذ من يوم الخميس والجمعة إجازة رسمية لديها معاملات اقتصادية مع الشركات والمؤسسات في البحرين، فهل سنغلق يوم السبت على المعاملات الخليجية والعربية على حساب المعاملات الأجنبية والدول الخليجية تحديداً تسعى إلى تفعيل مفهوم دول التعاون الخليجي أم أن الخطة ستطبق على جميع الدول الخليجية».

ماذا سنجني؟

وعن مصلحة الشارع البحريني من تغيير الإجازة يقول حميد أحمد: «لا اعتقد أن البحرينيين سيجنون شيئا من تغيير الإجازة، خصوصا أولئك الذين يعملون في القطاع الحكومي كالمدرسين مثلا».

ويعلق محمد رضا «لا اعتقد أن جيوبنا ستستقبل أية فائدة مرجوة من تغيير الإجازة، وكل ما سيحصل أن المصارف والمؤسسات التجارية والاقتصادية ستزيد من محصلتها - كما يقولون - وفي النهاية سيقال إن مستوى الاقتصاد الوطني ارتفع... بعد هذا كله، كم سيكون المستوى المعيشي للبحرينيين، اعتقد أنه سيبقى على ما هو عليه والأسعار سترتفع أكثر وأكثر، وهو ما حدث ويحدث كل يوم».

ويواصل «إلا إذا كان من وراء ذلك مصلحة حقيقية ورفع مستوى الأجور، فنحن لا نمانع من تغيير الإجازة إذا ما رجع ذلك بالنفع على المواطنين، وهنا يمكن أن نقول إن المصلحة الشعبية تحققت، لكن إذا كان التجار هم المستفيد الأكبر من التغيير فماذا سنجني؟».

أما سلمان الصفار فيرى أن الناس ستنسى أو تتناسى مسألة التغيير» مع مرور الوقت سيعتاد الناس على الإجازة يومي الجمعة والسبت، ولا أرى مانعا من حصول المؤسسات الاقتصادية والمصارف على ربح أعلى مادامت هناك وسيلة لا تسبب أية مشكلات للناس».

ويضيف «لا يخفى على أحد أن المصالح تتعطل يومي الخميس والجمعة، وتظل المعاملات عالقة لا تعرف سبيلها حتى يفرج عنها يوم الاثنين من كل أسبوع، فلنتخيل التأخير الكبير الذي يطول هذه المعاملات، فهل من الإنصاف أن نعارض قرارا حكيما سيصب في نهاية المطاف في مصلحة البحرين».

ومهما قيل ويقال، يوم الخميس أعفي من مهماته الرسمية وأضحى يوما أسبوعيا عاديا حاله كبقية الأيام، وربما يكون يوما ثقيلا مملا على الناس، إلا أن يعتادوا ويستوعبوا أنه يوم عمل... وتبقى المصالح الاقتصادية هي اللاعب الرئيس في الموضوع، وهي المقدمة على آراء الناس، ولكن من يدري، لربما كان توجه الحكومة صحيحا وسيعود بالنفع على البحرين وهو ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.

فهل سيكون التغيير فاتحة إلى ترحيل الإجازة إلى السبت والأحد؟ لا أحد يدري، ولكن إذا كانت الحكومة تتطلع إلى ربط الاقتصاد أكثر فأكثر بالاقتصاد العالمي فهو أمر غير مستبعد، وحينها هل ستقدم الحكومة رأيها على رأي الشارع البحريني؟ هل ستقدم مصالح المصارف والمؤسسات الاقتصادية؟ أسئلة تبقى من دون إجابات، ولكن ربما نلمس بعضا من دلالاتها قريبا. ولنبقى ننتظر

العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً