يستعد الفلسطينيون لتقديم أسماء عشرين موقعاً في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة لإضافتها إلى لائحة منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) للتراث العالمي، كما أعلن مسئول في وزارة الخارجية الفلسطينية.
وقال مسئول قسم الأمم المتحدة في الخارجية الفلسطينية عمر عوض الله، لوكالة فرانس برس: «سنتقدّم في الأيام القليلة المقبلة بلائحة أولية تتضمّن عشرين موقعاً لإضافتها إلى اللائحة».
وقبلت فلسطين كعضو كامل في هذه المنظمة التابعة إلى الأمم المتحدة العام الماضي (2011)، على رغم اعتراضات قدّمتها الولايات المتحدة و»إسرائيل»، مع أنها ليست عضواً كاملاً في الامم المتحدة.
وقال عوض الله: «من اليوم فصاعداً نحن عضو كامل ونستطيع الآن القيام بكل الأمور التي تستطيع الدول القيام بها بحسب قوانين الاتفاقية ومنها تقديم لائحتنا إلى لجنة التراث العالمي».
وتقول «اليونسكو»، إن اللائحة المحتملة التي سيتم تقديمها هي أول خطوة في محاولة الحصول على وضع تراث عالمي للمواقع المقدّمة، مشيرة إلى أنها عملية جرد للمواقع التي يريد الأعضاء تسجيلها.
وتتضمّن اللائحة التي حصلت «فرانس برس» على نسخة منها مواقع من بينها كنيسة المهد في بيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح والمدينة القديمة في الخليل جنوب الضفة الغربية.
كما تتضمّن كهوف قمران؛ إذ عثر على مخطوطات البحر الميت وبعض القصور الأموية ومنها تلك الموجودة في القدس بالإضافة إلى موقعين أثريّين في غزة. والموقعان هما مرفأ غزة القديم أو «ميناء أنتيدون» الذي يعود إلى عهود الإغريق. وقد شيّد في القرن الثامن قبل الميلاد عندما كانت غزة مدينة كبيرة تمر منها التجارة، ووادي غزة شمال القطاع.
ومدينة القدس القديمة مدرجة على اللائحة بعد أن رشحتها الأردن العام 1982. وبحسب موقع «اليونيسكو» الإلكتروني أدرجت القدس على لائحة المواقع المهدّدة نظراً إلى المشكلات العديدة كالتطوير المدني وتدهور مواقعها بفعل السياحة.
وأشار عوض الله إلى أن اللائحة النهائية ستقدم إلى لجنة التراث العالمي وقت الاجتماع السنوي في يونيو/حزيران 2012، لمناقشة أي مواقع سيتم قبولها.
وعارضت كل من «إسرائيل» والولايات المتحدة بشدّة قبول فلسطين في «اليونيسكو» وقامتا بقطع التمويل للمنظمة عقب القرار.
ويختلف الفلسطينييون و»إسرائيل» كثيراً في «اليونيسكو» على العديد من المواقع الدينية والأثرية في الضفة الغربية.
وأصبح التقاتل على التراث في الأراضي المقدّسة من أهم نقاط الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد يؤجّج قرار «اليونيسكو» النزاع على المواقع الأثرية في مهد الديانات السماوية الثلاث. ففي 2010 قررت السلطات الإسرائيلية تجميد تعاونها مع «اليونيسكو» بعد قرار المنظمة اعتبار «قبر راحيل» مسجداً إسلامياً أيضاً؛ الأمر الذي رفضته «إسرائيل» ولكنها تراجعت عن قرارها بعد ذلك بوقت قصير.
وقبر راحيل هو المكان الذي يعتقد اليهود أن راحيل زوجة النبي يعقوب مدفونة فيه، وهو ثالث الأماكن اليهودية قدسية ولكنه في الوقت عينه مكان مقدس بالنسبة إلى المسلمين الذين يطلقون عليه اسم مسجد بلال بن رباح.
ويشكّل هذا الموقع الديني جيباً يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي في قلب مدينة بيت لحم الفلسطينية التابعة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.
العدد 3477 - الأربعاء 14 مارس 2012م الموافق 21 ربيع الثاني 1433هـ