العدد 3491 - الأربعاء 28 مارس 2012م الموافق 06 جمادى الأولى 1433هـ

العاهل: ريادة البحرين تحتاج إلى من يحفظ شكلها وسمعتها ويداري عليها

مجلسا طلبة جامعتي البحرين والبوليتكنك يشكرون جلالته لتوجيهه بإعادة الطلبة لمقاعد الدراسة

قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إننا نسعى الى التطوير دائما قدر استطاعتنا لكي تحافظ البحرين على ريادتها في العلوم حيث كانت مركزاً للعلم والتعليم (...)، والبحرين لها ريادة وهذه الريادة تحتاج الى من يحفظ شكلها وسمعتها ويداري عليها، لافتاً جلالته إلى أن التعليم الأساسي في البحرين يواكب سوق العمل، مشيراً إلى زيارته المرتقبة لليابان حيث سيتم جلب مؤسسات علمية يابانية تفيد من الناحية العلمية بآخر ما توصل اليه العلم في اليابان.

جاء ذلك لدى استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصافرية أمس الأربعاء (28 مارس/ آذار 2012) وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي الذي قدم لجلالته رئيس وأعضاء مجلس طلبة جامعة البحرين، ورئيس وأعضاء مجلس طلبة كلية البحرين التقنية (لبوليتكنك)، حيث تشرفوا بالسلام على جلالته، معربين عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لجلالة الملك لتكرمه بالتوجيه لإعادة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، مشيدين في الوقت ذاته بتلك التوجيهات الملكية السامية التي كان لها أبلغ الأثر في نفوس الجميع، مؤكدين تقديرهم للدعم الكبير الذي يقدمه جلالته للمسيرة التعليمية، ما يمكّن لأبناء مملكة البحرين الحصول على الخدمات التعليمية التي تساعدهم في بناء مستقبلهم.

بعد ذلك تفضل عاهل البلاد بتوجيه كلمة قال فيها: يسعدنا أن نرى أبناءنا وبناتنا في هذا اليوم لأنهم عدة المستقبل، والمستقبل يحتاج الى سلاح العلم المعروف، إلا أنه أحياناً التطبيق يختلف عن الكلام، بمعنى أن الشخص ينصح بالتعليم والجهد والمثابرة لكن ليس كلنا نجتهد ونثابر، أنتم غير، وصلتم الى قيادة الطلبة وأصبحتم قدوة وليس هناك خوف عليكم.

وأضاف جلالته أن مدارسنا الأساسية تتطور، وأنا فخور بذلك، لأنني وجدت أن خريجي مدارسنا العامة، يذهبون الى جامعات أوروبا وأميركا، وليست لديهم مشكلة، عادة أن خريجي المدارس الخاصة هم الذين يصلون الى هذا المستوى، وهذا معناه أن التعليم الأساسي في البحرين يواكب سوق العمل وهذا يتطلب أخذ توجه الدولة وتخطيطها للمستقبل ويبنى عليه.

وتطرق جلالته إلى زيارته لليابان، مبيناً «نهدف عند عودتنا بمؤسسات علمية يابانية تنقل علومها لكم وهذا عن طريق اتفاقيات، ولا شك نجني من الناحية العلمية آخر ما توصل اليه العلم في اليابان، وهناك أمل كبير في أن نعود بأحسن المؤسسات».

وذكر جلالته «أنا لما ذهبت وزرت بعض المؤسسات العريقة مثل جامعة كمبردج وجامعة أكسفورد وبعض الجامعات الأخرى في أوروبا، الحقيقة لم أدخل في الدراسة ولا حاضرت، لكنني أعجبت بالجو الأكاديمي الدراسي وطلبة الجامعة لديهم الجدية للتحصيل العلمي، جدية صحيحة (...)، لا بأس البحرين مستواها جيد ونحن نحب المنافسة، وأنتم ترون النتائج التي تحققها البحرين في مختلف المجالات حتى في الاختراعات الصغيرة والأعمال وهو مستوى مشرف وليس هناك قصور، لكنهم يحتاجون الى طريقة أكثر وتأهيل أكثر والمستوى المتوافر من الحريات والمسئوليات يعطيهم المجال الى أن يتفوقوا، حتى ان بنات البحرين متفوقات، ونحتاج كذلك الى التركيز على الأم لأنها المعلمة وانا سمعت أن أغلب الامهات يذاكرن الدروس مع ابنائهن».

وأشار إلى أننا «نسعى الى التطوير دائما قدر استطاعتنا لكي تحافظ البحرين على ريادتها في العلوم حيث كانت مركزاً للعلم، والتعليم عندنا النظامي من 1919 وقبله تعليم آخر، تعليم تقليدي، وحتى البنات من 1923، وأنا عرفت أن أول شحنة بترول من البحرين الى اليابان العام 1934 وكذلك أشياء اخرى مثل الألمنيوم، والمنتجات ذهبت الى الصين في السبعينات قبل اي شحنات أخرى، والبحرين لها ريادة وهذه الريادة تحتاج الى من يحفظ شكلها وسمعتها ويداري عليها، فأنتم لديكم عراقة وتاريخ وحضارة في هذا البلد، فليست عرضة لأية سمعة سيئة، بالعكس أن الذين لم يحبوا الخير للبحرين من الخارج كانوا يسعون الى الاساءة لسمعة البحرين وعندهم سياسة جديدة (اغتيال الشخصية) مثلاً البحريني لازم يظهر بمظهر غير مظهر الخير واللطف والكرم والجود والمثابرة والجدية والسمعة الطيبة، يحاولون أن يظهروه من الصفر، البحريني وراءه حضارة في هذا البلد من آلاف السنين سواء كان كميناء مفتوح على العالم كتجارة منفتحة على العالم، فنحن نعادل الدول كلها القديمة التي لها حضارات، اسم البحرين اسألوا عنه في التاريخ موجود ومحفوظ في عمق التاريخ بكل ما تعنيه الكلمة، فالانسان يمثل هذا البلد أولا له شرف عظيم أن يمثله ويجب ان يكون أمينا على اسمه وسمعته وسمعة أهله، فلو بحثتم وقرأتم، للأسف ما عندنا الأرشيف الوطني الذي يسجل تاريخنا الوطني ونحاول أن نبنيه عن طريق الصرح الوطني ويحتاج الى جهد كبير ولكن الذي كتب عن البحرين في الخارج كثير، كثير، كثير، عن تجارة أهلها وصنعوا كل شيء، الصناعة في البحرين كانت كل شيء».

وقال جلالته: «لا يمكن لنا ان نقبل كمتعلمين وابناء البحرين كآباء لكم وللبحرين أن ما ننصح أبناءنا لأن العالم أصبح فيه خير وشر، طريقان، طريق الخير وطريق الشر، أهل البحرين اهل خير ولا يختلف على ذلك اثنان كبيرهم وصغيرهم الرجل والمرأة، ومهما يكن، الخير الذي فيهم أكثر من أي شر آخر، لكن لا يسمحون من يدخل بينهم، ترى اغلب هذا الكلام اكتشفنا انه يأتي من الخارج وليس من الداخل، الكلام اللي لا يمكن ان تتصوروه والذي لا يمكن ان تتصوروا أن بحرينيّاً يكتبه، بعضه من الخارج».

وبيَّن جلالته أن «النصيحة التي أستطيع أن أقدمها هي أن العلم يجب أن يوظف للخير وللتحاب والتواد، وإلا ما فائدة العلم إذا قام بتفريقنا، لقد كان السائد أن الجهل هو الذي يؤدي إلى هذه الأمور، ولكن اتضح العكس، كون من يستطيع استخدام هذ التقنيات الحديثة يمتلك مستوى عقلي عال، وأنا شخصيّاً لم أرغب في أن أتقن استخدام أجهزة الهواتف الذكية، فهذه الأجهزة صنعت في الأساس لأغراض جيدة ولكن السيء هو الذي طغى على استخدامها».

وأشار إلى شبكة الانترنت، قائلاً: «شبكة الإنترنت بدأها في الأساس مجموعة خبراء لتبادل المعلومات والأخبار، وأعتقد أن ذلك كان في سويسرا، وقد بدأ على نطاق ضيق ومن ثم بدأت الشبكة بالتوسع أكثر فأكثر حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم».

وأردف «على كل حال، لم يستطيعوا هزيمة البحرين بهذه الوسائل، وهي وسائل لم توضع للفائدة، بل وضعت لقليل من الفائدة وللتخريب أكثر، ولو تناصح الطلبة فيما بينهم وقاموا ببدء حملة على كل من يقوم بالإساءة لبعضهم البعض فإنني سأكون شاكراً لكم، لأنني والد الجميع، وهم أبنائي، فلماذا يسيء الأخ لأخيه؟ وذلك ليس من طباعنا وشيمنا كبحرينيين وليس في ذلك خير أو مكسب، وخاصة أن من يحرض على هذا التباغض ليس من الداخل بل يراقب من الخارج وهو سعيد بهذا الصراع»، لافتاً جلالته إلى أن «معاول الهدم في الأمة العربية والإسلامية مازالت تعمل – لم أكن أريد أن أتطرق لمثل هذه المواضيع ولكنها تعد فرصة – لقد تم استخدام معاول الهدم في مناطق كثيرة ونجحت، واليوم يتم توجيهها إلى العالم الإسلامي، وما أيسر أن يقاتل المسلم أخاه المسلم وهذا سيوفر على أعداء الإسلام الكثير».

وأكد جلالته أن «أهل البحرين لطالما عاشوا متكاتفين متحابين ولازالوا، فالأغلبية لازالت كذلك، ولكن المشكلة في أن كثرة ترديد الأقاويل قد تؤدي في النهاية إلى تصديقها، فأي رواية مغلوطة حين يتم تكرارها من الممكن أن تصدق، فمن هنا يجب على أهل البحرين الخيرين أن يقوموا بتقديم النصح ووقف تلك الأقاويل والرد عليها».

وقال جلالته: «في بداية الهجمة الإعلامية على البحرين، استفسرنا حول من يقوم بنقل هذه الأخبار المغلوطة وقيل لنا إنهم مدونون، وهي كلمة كانت جديدة علي، وحين بدأوا في تناقل معلومات مغلوطة عن البحرين قيل لنا إنه لا يمكن إيقافهم إلا من خلال أن يقوم مدونون آخرون بالرد عليهم وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع خلاف بين الاثنين، وكل ذلك تحت مسمى حرية التعبير، ونحن دوماً ما اكدنا على أن حرية التعبير مكفولة للجميع لكنها لا يمكن ان تكون مقبولة حين تتعدى على حرية الآخرين، فللجميع حرية التعبير وحرية ممارسة العقيدة والتعبد، ولكن لا يمكن تسمية أي اعتداء على أي طرف حرية تعبير، ويجب التعبير عن الذات ضمن حدود الفرد دون تعد».

وذكر أن «الإعلام في العالم يقع تحت سيطرة فئات لا تضمر الخير للبحرين على الأقل أو لدول مجلس التعاون وخاصة بعد قيام هذه المنظومة وتقدمها وازدهارها، وتفوقها على كثير من دول العالم، وفي حين نمت دول المجلس وهوت كثير من الدول الأقدم من حيث التقدم والنماء»، لافتاً إلى أن «الحملة الشرسة التي شنت على البحرين استمرت لأشهر، وقد فوجئ البحرينيون بما جاء في هذه الحملة من إساءات وآلمهم ذلك كثيراً كما آلمنا، لذلك فإننا فتحنا المجال أمام العالم ووجهنا الدعوة لخبراء دوليين بالمجئ وأن يشاهدوا بأنفسهم ويقيموا الوضع هنا لنستفيد من خبراتهم كوننا نملك الثقة بالله سبحانه وتعالى أولاً ومن ثم بأنفسنا، وقد ثبت أنه لا يوجد ما يحدث في البحرين ما يستدعي كل تلك الضجة التي قام بها البعض».


السفير الياباني يستعرض مع العاهل برنامج زيارته لليابان

أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حرص البحرين واهتمامها بتوثيق العلاقات مع اليابان وتنميتها لكل ما فيه خير البلدين ومصلحة شعبيهما الصديقين، متطلعاً جلالته إلى الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها إلى اليابان بدعوة من إمبراطور اليابان أكيهيتو.

جاء ذلك لدى استقبال عاهل البلاد في قصر الصافرية أمس سفير اليابان لدى مملكة البحرين شيجيكي سومي، حيث رحب جلالة الملك بالسفير الياباني، مشيداً بالعلاقات الطيبة التي تربط البلدين الصديقين في المجالات كافة، مؤكداً حرص البحرين واهتمامها بتوثيق هذه العلاقات وتنميتها لكل ما فيه خير البلدين ومصلحة شعبيهما الصديقين، متطلعاً جلالة الملك إلى الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها إلى اليابان والتي تأتي بدعوة من إمبراطور اليابان أكيهيتو والتي ستسهم في توطيد وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية. كما تم خلال المقابلة استعراض برنامج زيارة جلالة الملك إلى اليابان. وأبدى جلالته اعتزازه بمستوى التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في القطاعين الاقتصادي والاستثماري.

العدد 3491 - الأربعاء 28 مارس 2012م الموافق 06 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:40 ص

      في الوقت الذي يتحدث فيه وفد الجامعة للعاهل .. مايزال عشرات الطلبة من كلية البحرين للمعلمين محرومين من مستحاقتهم المالية منذ مارس 2011م حتى اليوم .. وجميعهم تم استهدافهم حسب الانتماء المذهبي والسياسي ومازالنا نتعرض للاستهداف حتى اليوم ..

اقرأ ايضاً