لقي 15 شخصاً على الأقل حتفهم في قتال بين قوات الأمن السورية ومعارضين أمس الخميس (29 مارس/ آذار 2012) في حين عقد الزعماء العرب قمة في بغداد للضغط على دمشق من أجل سرعة تنفيذ خطة سلام قال الرئيس السوري، بشار الأسد إنه يمكن أن يقبلها.
وفي إسطنبول اجتمع ممثلون للمعارضة السورية لمحاولة تسوية نزاعات داخلية عميقة قبل وصول وزراء خارجية دول غربية لحضور مؤتمر «أصدقاء سورية» يوم الأحد لاستكشاف الطريق الذي تتجه إليه الانتفاضة التي بدأت قبل عام ضد حكم الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهي جماعة معارضة مقرها بريطانيا تراقب أعمال العنف في سورية إن 13 مدنياً ومقاتلاً وجندياً قتلوا في الاشتباكات التي دارت في أنحاء البلاد.
وفي محافظة حماة الشمالية وقعت قافلة تابعة للجيش في كمين وقتل جنديان. وفي محافظة إدلب قتل ثلاثة أشخاص حين نفذ الجيش غارة في منطقة ريفية شرقي بلدة معرة النعمان. وفي مدينة حمص قتل ثلاثة أشخاص بنيران الجيش. وأفاد المرصد بمقتل شخصين عندما فتح الجيش النار في قرى قريبة من الحدود مع لبنان وقتل ثلاثة في اشتباكات في مناطق ريفية بمحافظة حماة الشمالية.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن عقيدين اغتيلا في مدينة حلب الشمالية أمس. وقالت الوكالة إن «أربعة إرهابيين يستقلون سيارة سياحية استهدفوا بنيران أسلحتهم العقيدين عبدالكريم الراعي من مرتبات قيادة المنطقة الشمالية وفؤاد شعبان من إدارة التعيينات في منطقة دوار باب الحديد بحلب خلال توجههما إلى عملهما ما أدى إلى استشهادهما».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الذي حضر اجتماع القمة التي تعقد في بغداد إن قبول الأسد لخطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، «خطوة أولى مهمة يمكن أن تجلب نهاية للعنف». وحث بان كي مون الأسد على «وضع هذه التعهدات موضع التنفيذ الفوري».
وشددت روسيا والصين الحليفتان الرئيسيتان لسورية الضغوط على الأسد بتأييدهما خطة عنان مع تلميح غير معلن بأنه إذا تقاعس عن الاستجابة فإنهما قد تكونان على استعداد لتأييد إجراء يتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لكن روسيا تضغط أيضاً على المجلس الوطني السوري المعارض ليقبل رسمياً مقترحات عنان التي لا تلبي مطلبه بأن يتنحى الأسد على الفور.
ويقول دبلوماسيون إن من الأفكار المطروحة هو أن تراقب بعثة مراقبة من الأمم المتحدة أي وقف لإطلاق النار يتم التوصل إليه في نهاية الأمر وهي آلية من المرجح أن تحتاج إلى تفويض من مجلس الأمن. وفشلت بعثة مراقبة للجامعة العربية العام الماضي في تحقيق أي فرق في الأزمة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة ضد حكم الأسد والمستمرة منذ عام. وتقول سورية إن نحو 3000 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا وتلقي بالمسئولية على مجموعات «إرهابية». وبينما تستعد وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون للقيام بجهود دبلوماسية جديدة تهدف إلى وقف إراقة الدماء في سورية، لا يوجد مؤشر يذكر على أن إدارة الرئيس باراك أوباما مستعدة للخروج على أسلوبها الذي يقوم على عدم التدخل.
العدد 3492 - الخميس 29 مارس 2012م الموافق 07 جمادى الأولى 1433هـ