«متفوقة على رغم التيار الذي يسير ضدها... قوية هذه المرأة»، هذا ما قيل عن المرأة البحرينية، ومازال يقال.
في عالم «الكرة» وأخواتها سقط الرجل البحريني، من منا ينسى سقطات الرجال في بلوغ كأس العالم أو حتى الحصول على كأس الخليج - ولو مرة واحدة - للتاريخ فقط، المرأة البحرينية تفعل ما عجز الرجل البحريني أن يفعله، للمرأة «جبروت» لا يدركه إلا الحكيم وبعيد الرؤية من الرجال، عاطفة معقدة، وعزيمة مؤكدة.
«كرة»، «رياضة»، «سباحة»، «دراجة»، كلها مفردات مؤنثة سرقها الذكر المتغطرس من الأنثى، لكنها اليوم استطاعت أن تعود للمشاركة فيها، وها هي تتفوق عليه. أسطورة تلك المقولة «الأعمال الشاقة للرجال».
على الجانب الرياضي نجد أن البحرينية استطاعت التفوق والظهور كما استطاعت أن تثبت ذلك في مجالات مختلفة وأكثر صعوبة، وذلك بعد أن استغلت وعيها بأهمية الرياضة في حياتها، خصوصاً في السنوات الأخيرة، إذ نجد الكثير منهن يمارسن الرياضة وفي أماكن مختلفة، وإن اختلفت الأسباب، خصوصا بعد أن أجهض حق المرأة في ممارستها للرياضة لفترات طويلة.
وكما يعلم الجميع، فإن الرياضة تمنح المرأة فوائد كثيرة للحصول على حياة صحية سليمة خالية من المتاعب الجسمانية والنفسية، من خلال عملها على رفع كفاءة عمل أجهزة الجسم، والوقاية من الإصابة بأمراض مختلفة. وعليه كانت العلاقة بين المرأة والرياضة أكثر عمقاً وأهمية.
وبقيت الرياضة في مخيلة الناس مرتبطة بالرجل، إذ كان النشاط الرياضي مقصوراً على الرجل، حتى أن مؤسس الحركة الأولمبية الحديثة البارون بير دي كوبرتان في أثينا استقال من منصبه حين طلب منه الموافقة على مشاركة سيدات في الألعاب الأولمبية في العام 1896، وكان ذلك أحد أسباب استقالته، كونه من أشد المعارضين لاشتراك المرأة في الألعاب الأولمبية.
نرى في الوقت الحالي تطور مشاركة المرأة في الألعاب الأولمبية بصورة واضحة للغاية، إذ إن المرأة اشتركت في 20 رياضة في الدورة الأولمبية للعام 1992 المنعقدة في برشلونة، فيما شاركت المرأة في جميع الرياضات المدرجة في البرنامج الأولمبي ما عدا رفع الأثقال والملاكمة والخماسي الحديث، وذلك في الدورة الأولمبية للعام 1996 والمنعقدة في أطلنطا.
وعلى رغم التطور الملحوظ لمشاركة المرأة الرياضية فإن الاحصاءات في جميع دول العالم بلا استثناء تشير إلى أن نسبة الرياضيين من الرجال تفوق بكثير نسبة الرياضيات من النساء.
ولو نظرنا إلى انجازات المرأة العربية أو البحرينية على الصعيد الأولمبي، سنجد أن البداية كانت مع البطلة نوال المتوكل في اولمبياد لوس انجلوس العام 1984، ثم مع الجزائرية حسينة بولمريقه في برشلونة 1992، تلتهما السورية غادة شعاع في أطلنطا 1996، والجزائرية نورية بنيدة والمغربية نزهة بدوان في بطولة سيدني، وحسناء بنحسي التي حصلت على فضية سباق 800 ميل في أولمبياد أثينا لعام 2004، في حين أن البحرين قادت رياضيات شاركن على الصعيد الأولمبي بمشاركة أول وأصغر سباحة وهي فاطمة عبد الحميد والعداءة مريم الحلي في أولمبياد سيدني العام 2000، ما شجع مثيلاتهما في الدول الخليجية المشاركة، فزادت مشاركة العنصر النسائي في دورة أثينا للعام 2004 بمشاركة الكويت والعراق والإمارات، كما زادت مشاركات العنصر النسائي من البحرين لتصل إلى عداءتين متأهلتين هما نادية الجفيني ورقية الغسرة والسباحة سميرة بيطار.
ولو ألمحنا جانباً من تاريخ المرأة الرياضية في البحرين سنجد أنها بدأت ذلك منذ السبعينات، من خلال حضورها وتكوينها عدداً من الفرق الرياضية في الأندية الوطنية ومشاركتها في رياضات عدة كرياضة كرتي الطائرة والسلة، وكانت هناك عدد من الفتيات اللائي مارسن الرياضة ضمن المنتخبات الوطنية في رياضة تنس الطاولة وألعاب القوى، إلا أن النشاط الرياضي النسائي توقف لفترة، ليعود في التسعينات، شاملا معظم الألعاب الرياضة، بل شاملاً مشاركة المرأة البحرينية في البطولات الخليجية والعربية وتحققت بعض المراكز فيها
العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ