خلال لقاء «جهينة» بلاعبة الجمباز «سابقاً» وعضو اللجنة الفنية في اللجنة التنظيمية لاتحاد الجمباز ليلى المدني بدت مستاءة من الوضع الحالي للرياضية النسوية البحرينية، ووددنا من خلال هذا اللقاء أن نقترب أكثر من هذا الواقع، فلم نجده إلا واقعاً يائساً، يحتاج إلى ما يشبه المعجزات حتى يطور نفسه، هموم تشغل، وإنجازات تأتي بـ «البركة»... للحظ دور في هذا السياق، وللطموح في المرأة البحرينية بصفتها فرداً له حضور لابد أن نقف له بالتحية، فكان لنا هذا اللقاء:
كيف تنظرين إلى واقع الرياضية البحرينية؟
- أرى أن البحرينية تفوقت على غيرها في المجال الرياضي، سواء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، أو الوطن العربي، كما أنها استطاعت أن تثبت وجودها، بعد مشاركاتها الكثيرة في مسابقات دولية وإحرازها ميداليات، ومراكز متقدمة.
وعلى الصعيد الإداري أيضاً استطاعت الشيخة حياة آل خليفة أن تمثل البحرين بعضويتها للجنة رياضة المرأة في المجلس الأولمبي الآسيوي ورئاسة لجنة المرأة باتحاد غرب آسيا، وكذلك عميدة شئون الطلبة في جامعة البحرين هدى الخاجة التي أصبحت عضو لجنة التطوير في الاتحاد الإسلامي لرياضة المرأة، ومنى الأنصاري وليلى العنزور، كما برزت اللاعبة سعاد ياسين في لجنة تطوير النشاط النسائي بالاتحاد العربي للكرة الطائرة، وأسوة بمن سبقنني في المجال عملت عضواً باللجنة الفنية للجنة التنظيمية للجمباز لدول مجلس التعاون الخليجي ورشحت للجنة الفنية في البطولتين الآسيوية والعربية.
ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه الرياضة النسائية في البحرين؟
- هناك الكثير من الصعوبات التي تواجهنا وهي غير ظاهرة للعامة، وفيها إجهاض لحق المرأة في المجال الرياضي، فأين المجلس الأعلى للمرأة عنا، على رغم وضوح انجازاته في جوانب أخرى؟، وكذلك مجلس النواب وغيرهما من الجهات التي يجب عليها أن تبدي اهتمامها بالرياضة النسائية في البحرين.
لا نمتلك إمكانات مادية وفنية
من وجهة نظرك، هل الرياضة النسائية في البحرين متطورة؟
- كلا، والرياضة عموما لدينا غير متطورة، فالإمكانات المادية أو الفنية غير متوافرة لدينا، وكذلك بالنسبة للأدوات القانونية لبعض الرياضات أيضاً غير متوافرة؛ وأعني بذلك الأدوات التي يمارس اللاعب الرياضة عليها، وخصوصا رياضتي السباحة والجمباز، إذ إن مسبح الاتحاد مغلق حالياً للصيانة، وكذلك بالنسبة للعبة الجمباز، التي تعاني من عدم وجود صالات للتدريب وأدوات قانونية، فإلى أين يتجه اللاعبون للتدريب في هذه الحال، وخصوصاً أنهم أمام خيارين اثنين، إما اللجوء إلى المعسكرات أو أنهم مضطرون للتوقف عن ممارسة اللعبة لفترات طويلة في الوقت الذي تستطيع وزارة التربية والتعليم أن تساندنا من خلال منحنا صالاتها الرياضية.
هل تنال البحرينية حقها من التقدير ومن الحصول على المكافآت التي تمنح للرياضيين، كما في دول أخرى؟
- التقدير الرياضي موجود للرياضيات في البحرين، وخصوصاً للاعبات ألعاب القوى ولكنه بسيط جداً، وإذا أردنا للرياضة النسائية في البحرين أن تتطور فنحن بحاجة إلى دعم مادي أكبر.
واللجنة الأولمبية تكرم اللاعبين سنوياً كلاً بحسب انجازاته، ولكن يوجد تساؤل يطرح نفسه هنا: من يكرم العاملين مع اللاعب من «وراء الستار»؟ وأعني بذلك المدربين والإداريين والمجالس الإدارية؟
أما على المستوى الشخصي فحصلت على التكريم وفرص للتدريب في فترات سابقة، إلا أن كل ذلك يبقى لفترة مؤقتة ويزول.
في البحرين... ينقصنا الكثير
هل من الممكن معرفة أنواع المكافآت التي تمنح للبحرينية؟
- يمكنني الإجابة على ذلك بأنه توجد لائحة مالية تابعة للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وبناء على ما تتضمنه هذه اللائحة تمنح كل لاعبة المكافآت والجوائز، بحسب البطولة المشاركة فيها.
وهل هذه الجوائز والمكافآت كافية من وجهة نظرك؟
- كلا، فنحن بحاجة إلى أن ينظر إلينا في جوانب أخرى أكثر أهمية، كتعويض اللاعبات عن الجهود التي تبذلنها والأوقات التي لا يمتلكنها، كالاهتمام بالجانب التعليمي لدينا، واستشهد في ذلك بالاتحاد القطري للجمباز الذي وفر للاعبيه مدرسين خصوصيين لمتابعة المجموعات الرياضية أولا بأول من خلال برنامج تعليمي للرياضيين، بدلاً من دراستهم في مدارس مع قرنائهم، وهم لا يحضرون فيها بقدر ما تضيع أكثر أوقاتهم في التدريبات، بالإضافة إلى توفيرهم أكاديمية «سباير للتفوق الرياضي».
ما الذي ينقص الرياضية في البحرين؟
- الكثير، كتوفير الخدمات الطبية المتطورة والمعسكرات التدريبية والمكافآت التشجيعية، كما أن الاهتمام بالأولاد واضح للجميع من الاهتمام الممنوح للفتيات.
من المسئول بالدرجة الأولى عن إبراز وتشجيع الرياضية البحرينية لمواصلة مشوارها الرياضي من توقفه؟
- البيئة التي تحيط بالفتاة والمجتمع، وأقصد بذلك أفراد أسرتها والمقربين منها، ومن ثم يأتي دور وتشجيع الحكومة.
الموازنة قليلة
وما هو الدور الذي يجب أن تقوم به الموسسة العامة للشباب والرياضة في هذه الحال؟
- «المؤسسة» دائماً ما تتهم من قبل الشباب بأنها مهتمة بالرياضة أكثر من الشباب، وفي الوقت نفسه تتهمها الرياضة النسائية بالاهتمام بالرياضة الرجالية.
والمرأة البحرينية الرياضة وجدت في المجال الرياضي منذ السبعينات، وشكلت لها فرق رياضية وطنية، بل وشاركت في عدة رياضات كرياضة الكرة الطائرة وكرة السلة، ثم توقفت عن ذلك لفترة وعادت تظهر في الفترة الأخيرة لتشجيع النساء لذلك.
وأود أن أضيف أننا نمتلك حالياً أندية تهتم بالنساء كأندية الأهلي، المحرق والرفاع، في حين أنها قليلة، وإمكاناتها أقل من عددها، كما يفترض أن تلعب هذه الأندية أدوارا كبيرة في تشجيع الفتيات كما تشجع رياضة الرجال، والتي ستتم من خلال زيادة الموازنة للنوادي، التي هي في الأصل تصرف بتفاوت كبير ومختلف من لعبة لأخرى.
مطالبات لم تتحقق
هل طالبتن بمميزات ولم تحقق لكن؟
- بالنسبة لي لم أطالب، ولكن بعض زميلاتي من الرياضيات سبقنني في ذلك وطالبن بتوفير أمور كثيرة للرياضية في البحرين كتوفير صالات خاصة للنساء وأندية للتدريب، إلا أن ذلك لم يتحقق، وأرى السبب الرئيسي في ذلك هو قلة الموازنة، كما أن الواقع عموماً يشير إلى أنه وإن توافرت الموازنة للأندية، فإنها ستفضل أن تمنح الرياضة الرجالية على النسائية.
هل من حق الرياضية في البحرين أن تتكلم وتقترح كيفما تشاء وأينما تكون؟
- يحق لها من خلال لجنة اللاعبين التابعة للجنة الأولمبية، والتي تطالب اللاعبات بحقوقهن، لكنها لم تبدأ بالتحرك فعليا، وحتى هذه اللحظة إذا ما وجدت أية مطالبات لها نتوجه إلى المدرب أو إداري النادي أو مجلس إدارة النادي.
كيف استطاعت الشهرة أن تفيد الرياضية البحرينية بعد تحقيقها المراكز الأولى في مسابقات دولية وإقليمية؟
- استطاعت أن تفيد الرياضية البحرينية في تشجيعها على مواصلة المشوار الرياضي، فبالنسبة إلي الإدارة السابقة للجنة الأولمبية البحرينية برئاسة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والأمين العام للجنة الشيخ عبدالرحمن آل خليفة شجعتني كثيرا لمواصلة مشواري الرياضي، ففي تلك الفترة استطعت المشاركة في دورات مختلفة كدورة القيادة الشابة في ماليزيا، عندما شرفت البحرين باختياري كأفضل مشاركة وترشيحي للحصول على الدبلوم الدولية من الأكاديمية الأولمبية الدولية باليونان. كما شاركت في المؤتمر الآسيوي لمكافحة المنشطات في اليابان، وفي الاجتماعات التحضيرية للمكتب الإقليمي لمكافحة المنشطات لدول الخليج واليمينين، في الوقت الذي رشحتني اللجنة المنظمة للأسياد الدوحة للمشاركة في لجنة مكافحة المنشطات لاستفادة من خبراتي في المجال، ولقيت تقديراً كبيراً، ونلت تشجيع اللجنة الاولمبية في مواصلة المشوار آنذاك.
وأود أن أشيد بدعم إدارة اللجنة الأولمبية السابقة للرياضة النسائية واهتمامها بها، وتحقيقها انجازات كثيرة للنساء، إذ إن عدد العضوات زاد مجلس إدارة الاتحادات وعدد المدربات واللاعبات كان مرتفعاً حينها، كما برزت في ذلك الوقت شخصيات نسائية رياضية في الرياضة النسائية وفي عضوية مجلس إدارة اللجنة أيضاً ولكننا للأسف نعيش كالتيار، إذ إن وضعنا الرياضي غير ثابت.
اهتمام بالرياضة التنافسية فقط
ما هي أهم الأنشطة التي تقدمها اللجنة الفنية باللجنة التنظيمية لاتحاد الجمباز؟
- دورها يتمثل في الإشراف الفني على بطولات مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الجمباز، واعتماد النتائج، واقتراح البرامج والأنشطة لتطوير الجمباز، ووضع اللوائح الفنية للبطولات وتفسير مواد القانون الدولي واعتمادها وإعطاء التفسيرات.
كما يوجد لدى اللجنة لائحة فنية تشمل جميع القوانين الفنية الخاصة لتنظيم كل لعبة على حدا، وهذه القوانين تحدد الجوانب الفنية لكل لعبة وتعطي الدرجات لكل لاعب وتحدد اللائحة الفنية طبقا للبطولات والتعديلات في القانون الدولي وبناء على الصعوبات التي نواجهها، كما أننا نشرف على البطولات التي تقام على مستوى الخليج العربي.
هل البرامج والأنشطة الموضوعة من قبل اللجنة الأولمبية وضعت للتناسب مع مدى الإقبال على الرياضة بأنواعها المختلفة؟
- الرياضة عموماً أنواع؛ فتوجد الرياضة التنافسية والرياضة التي تمارس من أجل الاهتمام بالصحة أو الترفيه، إلا أن الرياضة التنافسية هي التي تقتصر على المتميزين والموهوبين، ونحن في البحرين نعيب على الأندية اهتمامها بالرياضة التنافسية فقط، وإهمالها بذلك الشريحة الكبرى في المجتمع والتي لا تمارسها من أجل المنافسة بل لأهداف أخرى، وبالتالي فالتقصير واضح لدينا، بعكس دول أخرى التي تبدي اهتمامها لجميع الشرائح وتوفر أندية كثيرة ومختلفة، ومتكاملة بجميع مرافقها، بالإضافة إلى المع
العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ