علُق عدد من الشاحنات والناقلات الثقيلة على الحدود السعودية الإماراتية والأردنية لأكثر من 3 أيام بسبب تطبيق الجمارك السعودية نظاما آليا جديدا لأخذ البصمات.
وذكر السواق في اتصالات هاتفية مع «الوسط» أن عددا كبيراَ من الشاحنات أصبح عالقا على الحدود ضمن طابور امتد لأكثر من 15 كيلومترا؛ بسبب البطء في إنهاء إجراءات التفتيش وعبور الحدود نظرا إلى قلة الموظفين وضيق المساحة المخصصة للجمارك، إلى جانب التأخر في تفتيش الشاحنات المحملة بآلاف الأطنان من البضائع.
جسر الملك فهد - صادق الحلواجي
نقل عدد من سواق الشاحنات والناقلات الثقيلة شكواهم في اتصالات هاتفية وردت لـ «الوسط» من مدة التأخير التي تصل لأكثر من 3 أيام على الحدود السعودية الإماراتية والأردنية وغيرها.
وذكروا أن عددا كبيراَ من الشاحنات أصبح عالقا على الحدود ضمن طابور امتد لأكثر من 15 كيلومترا بسبب البطء في إنهاء إجراءات التفتيش وعبور الحدود نظرا لقلة الموظفين وضيق المساحة المخصصة للجمارك وتفتيش الشاحنات المحملة بآلاف الأطنان من البضائع.
وأوضح السواق أن الوضع عند منفذ البطحاء الرابع بين السعودية والأردن أصبح مأسويا، وخصوصا في الفترة الأخيرة التي أصبح يضطر فيها أغلب السواق للانتظار لأيام حتى يتمكنوا من الخروج بسبب بطء التفتيش، في ظل الأعداد الكبيرة من الشاحنات بمقابل الأعداد القليلة من المفتشين.
وأضاف السواق أن المنطقة التي ينتظر فيها السواق منطقة حدودية، ولا يوجد بها ماء ولا طعام، أو حتى مسجد، وهو ما يدعهم يتعرضون للجوع والعطش الشديدين تحت أشعة الشمس الحارقة.
ونقل سواق أن مئات الشاحنات عالقة على الحدود بين دولة الإمارات العربية والسعودية بسبب الإجراءات السعودية لعبور الحدود، مبينين أن السواق يصطفون ضمن طوابير وسط درجات حرارة تصل لـ 45 مئوية دون أن تتاح لهم الخدمات الأساسية عند منفذ الغويفات الحدودي، وذلك لحين إتمام إجراءات العبور.
وأرجع السواق أسباب التعطيل إلى تطبيق نظام جديد يلزمهم بأخذ البصمات في الجمارك السعودية.
وفي تفاصيل أكثر عن الأزمة، ذكر السواق أن مئات الشاحنات الخليجية والأردنية والسورية أجبرت على التوقف في جمرك البطحاء بين الحدود السعودية والإماراتية منذ أكثر من أسبوع، وذلك بسبب تطبيق السلطات السعودية لأنظمة وإجراءات جمركية جديدة أدت إلى هذا التأخير.
ومن المقرر أن تكون المشكلة في طريقها للحل حاليا بحسب ما أبلغته السلطات السعودية للسواق.
ونقل السواق في اتصالٍ هاتفي لـ «الوسط» عن صحيفة «الرياض» السعودية الاقتصادية، أن المتحدث باسم الجمارك السعودية عبدالله الخربوش أوضح أن تطبيق البرنامج الآلي الجديد في منفذ البطحاء الجمركي لإدخال بصمات سائقي الشاحنات؛ أسهم في زيادة تكدس الشاحنات عن المعتاد.
أكد عدد من تجار التجزئة والجملة في السوق البحرينية أن حجم الخسائر التي يتعرضون لها يوميا إثر أزمة تأخر الشاحنات البحرينية أو العربية التي تنقل بضائع للبلاد على الحدود السعودية، تقدر بآلاف الدنانير بسبب مدة التأخير التي تصل لأكثر من 3 أيام في انتظار إنهاء الإجراءات.
وقال التجار إن البضائع المستوردة من الأردن وسورية وغيرها من الدول العربية عبر المملكة العربية السعودية، أصبحت تصل للبحرين فاسدة وغير صالحة للتداول والبيع.
وأضاف مستوردون للخضراوات والفواكه أن «الخسائر التي يتعرضون لها يوميا تصل إلى 2000 دينار بدلا من الفائدة المرجوة، لأن غالبية الخضراوات والفواكه لا تتحمل درجة الحرارة خلال فترة الانتظار الطويلة، إذ تتعرض للتلف والضرر قبل وصولها للسوق»، موضحين أن «الخضراوات خصوصا من الأصناف السريعة التلف والضرر، وفي حال وصولها للسوق وهي بتلك الصورة لن يقبلها المستهلك».
وبين التجار أنه في ظل استمرار العملية على الحدود السعودية بهذه الصورة، ستؤثر سلبا على المستهلكين في البحرين، فالبضائع سيرتفع سعرها بسبب ارتفاع تكليف الرواتب والنقل لحين وصول البضائع للبلاد من الدول المصدرة، وبالتالي سيرفع التاجر الأسعار لاسترداد ما أنفقه خلال عملية الاستيراد.
يذكر أنه خلال الأسبوع الماضي تعرض عدد من التجار إلى تعطل ناقلاتهم التي استغرق بقاؤها أكثر من 4 أيام على الحدود السعودية (البطحاء، والعويفات)، ما أدى إلى حال من الغضب لدى التجار، كما عبر عدد من أصحاب الشاحنات عن استيائهم.
أدت الإجراءات الحديثة التي اتبعتها إدارتا الجمارك لجسر الملك فهد، وكذلك أزمة تأخر الشاحنات على الحدود السعودية بين عدد من الدول العربية، إلى خفض مستوى تدفق الشاحنات وتأخرها على الجسر لإنهاء الإجراءات الرسمية للعبور.
وانخفضت نسبة التأخير على الجسر خلال الفترة القليلة الماضية إلى أقل من 3 ساعات لإنهاء إجراءات عبور الشاحنات حتى في أوقات الذروة، وذلك بسبب تطبيق نظام جديد لدى الجمارك البحرينية والسعودية لتمرير الشاحنات وتفتيشها.
وبحسب مصادر لـ «الوسط»، فإن مساعي عدد من التجار وأصحاب الشاحنات والحافلات الصغيرة مع مسئولي الجمارك على الجسر أسفرت عن الوصول إلى حل إيجابي يقلل من مدة التأخير والخسائر المترتبة على ذلك. في الوقت الذي استمرت الجمارك في تحويل الناقلات الصغيرة إلى الجمارك.
وعكف موظفو شئون الجمارك البحريني مؤخرا أيضاَ على تكثيف العمل اليومي والعمل بطاقة مكثفة بعد زيادة عدد الموظفين خلال الدوام الرسمي لتسهيل سرعة إنهاء إجراءات الجمارك، وتلافي حدوث طوابير طويلة على الجسر، وهو ما أسهم بدرجة كبيرة في اختزال وقت الانتظار للأعداد الكبيرة من الشاحنات الثقيلة والصغيرة التي تتوافد على الجسر.
العدد 2482 - الثلثاء 23 يونيو 2009م الموافق 29 جمادى الآخرة 1430هـ