عقد مساء أمس (الأربعاء) لقاء أهلياً تضامنياً في جمعية أهل البيت (ع) لوأد الفتة التي أثيرت أخيراً بشأن شراء عقارات في محافظة المحرق، إذ أكد الحاضرون ضرورة طي هذه الصفحة وعدم العودة إليها مجدداً لأنها تسبب الفرقة والخلاف وشق الصف، في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع إلى الوحدة والترابط للتصدي للتحديات التي تواجه المملكة.
المحرق - أحمد الصفار
انتقدت الناشطة زهراء مرادي صمت الحكومة إزاء ما أثير من فتن بشأن وجود مخطط إيراني يستهدف دعم جمعيات سياسية موالية لإيران وتغيير التركيبة السكانية في المملكة، مشيرةً إلى أن العقلاء تمكنوا من إطفاء الحريق قبل أن يأكل الأخضر واليابس، إلا أن دور السلطة لم يكن واضحاً فهي لم تكن متورطة بل، كما لو أنها كانت راضية لأنها اكتفت بمراقبة ما يجري من بعيد.
وحذرت مرادي، من أن الأرضية في البحرين مهيأة لحدوث صدامات طائفية، ما يستلزم وضع خطة وقائية لمنع تكرار ما جرى من فتنة، إذ إن هناك من يروج لذلك مستغلاً سلطته وماله.
جاء ذلك خلال لقاء أهلي تضامني ضد الفتنة الطائفية والمذهبية في محافظة المحرق، أقيم مساء أمس (الأربعاء) في مقر جمعية أهل البيت (ع).
واستكمالاً لما جاء على لسانها، قالت مرادي: «هناك انفصام في الشخصية لدى المسلمين، فالكثيرون منهم يفزعون عندما تتعرض الأقلية المسلمة لمضايقات في الدول الغربية، ولكنهم يضطهدون أنفسهم فيما بينهم. ما حدث في حالة بوماهر هو استنكار وشجب إلا أننا متورطون في عقلية أنا أو الآخر وإقصاء الغير».
وتابعت حديثها «إن ما جرى في المحرق ليس بمثابة سحابة صيف أو حادث عرضي لا ينبغي أن نفرد له الكلام، بل هو حادث مؤلم ينبغي تحليله حتى لا يتكرر مرة أخرى، فالدين الإسلامي راق وبه الكثير من المبادئ ولكننا ابتعدنا عن مقاصده ومنها توثيق العرى والروابط وإشاعة روح التعاون على البر والتقوى، فشابت بيننا روح العصبية والاختلاف».
إلى ذلك، شدد رئيس جمعية أهل البيت (ع) الشيخ عبدالعظيم المهتدي، على ضرورة العودة إلى الدواء المحمدي المتمثل في نهج رسول الله (ص) عند حدوث أي مشكلة، مستشهداً بحديث النبي (ص) «لا فرق بين عربي وأعجمي وأبيض وأسود إلا بالتقوى».
ورأى المهتدي عدم وجود ما يدعو إلى التأزم بين الأحباب في منطقة المحرق، مؤكدا أهمية الحفاظ على الكلمة الطيبة والموقف الصادق.
وتمنى رئيس «أهل البيت»، الالتقاء مجدداً بين جميع الطوائف في مناسبات مقبلة بعيداً عن تلك القضية التي انتهت من خلال تطويق رجالات المحرق للفتنة.
من جهته، أشار الأستاذ المحاضر بجامعة البحرين أحمد العطاوي إلى أن «الرسومات المسيئة للنبي (ص) في الدانمارك كانت سبباً في الالتئام واللحمة الواحدة بين جميع المسلمين، ولعل المشكلة الأخيرة التي حصلت هي سبب في عودة اللحمة من جديد».
وأكد أن ما تتميز به «المحرق» هو تنوع سكانها فهناك السنة العرب والهولة والشيعة العرب وذوو الأصول الفارسية، فلم يمر على هذه المنطقة ما يعكر صفو قاطنيها، كما أن الجريمة الأخيرة التي حدثت وراح ضحيتها أحد الشباب جراء طلق ناري، أثرت في نفوس جميع القاطنين على أرض هذا الوطن.
ولفت العطاوي إلى أن البعض في المملكة أوخارجها، يؤرقهم وجود لحمة وتكاتف وتعاضد بين أبناء المحرق، ولكن هناك من بين السنة والشيعة من يتعامل مع مثل هذه الأمور بحكمة، وفي المقابل هناك سنة وشيعة آخرون سفهاء ومتهورون.
وفي الإطار ذاته، قال رئيس جمعية الإخاء الوطني محمد الشهابي: «أؤكد أن ولاء العجم من أصول فارسية للبحرين فقط، ويجب أن نميز أن العجم ليسوا إيرانيين بل هم بحرينيون من أصول فارسية. نتمنى أن تكون هذه الفعالية هي آخر ندوة لزوبعة حالة بوماهر، فالمجتمع البحريني يتكون من خليط وأجناس وأعراق وأصول وهذا واقع تاريخي، والعجم من أصول فارسية مكون أساسي لهذا الخليط ونسبتهم تبلغ 22 في المئة من سكان البحرين».
وأضاف الشهابي «في الواقع لدينا ثلاثة خيارات للتعاطي مع هذه المشكلة، الأول: ترحيل هذه الطائفة ذات الأصول الفارسية إلى خارج البحرين، والثاني: إبادتهم جماعياً، والثالث: نعترف ببعضنا بعضاً ونتعايش في أمن وسلام اجتماعي. الخيار الأول والثاني غير قابلين للتنفيذ لأنهما يتعارضان مع الدستور، وأخلاقياً: يتنافيان مع مبادئ وفطرة الإنسان، وعقائدياً: يتعارضان مع الدين الحنيف، كما يتعارضان مع الأعراف الدولية وحقوق الإنسان، علماً أن البحرين وقعت على العهود والمواثيق الدولية».
وواصل كلامه «يجب تطبيق إجراءات رادعة ضد كل من يحاول التحريض طائفياً ومذهبياً وعرقياً، وأعتقد أن قضية التجنيس هي التي أثارت هذه الزوبعة، وعلينا أن نتحرر من العقد والتعصب العقائدي والمذهبي».
استنكر عضو مجلس بلدي المحرق ممثل الدائرة الثالثة مجيد كريمي، التهديد الذي وجه إلى الوجيه يوسف بن حسن لمنعه من حضور اللقاء الأخوي الودي الذي أقيم في مأتم الحالة الاثنين الماضي، بهدف القضاء على الفتنة التي أثيرت أخيراً بشأن وجود مخطط إيراني لشراء بعض العقارات في محافظة المحرق، وللتأكيد على اللحمة الوطنية بين جميع طوائف قاطني المحرق.
وفي هذا الإطار، قال كريمي: «نأخذ على محمل الجد ذلك التهديد، ونناشد المسئولين في المملكة للتدخل السريع والوقوف ضد من تسول له نفسه تهديد أمن واستقرار المنطقة التي لم يجف من أرضها دم أحد قتلاها الذي راح ضحية حيازة سلاح من قبل شخص طائش».
وأضاف «نحن متيقنون من أن من هدد بن حسن هو نفسه مثير فتنة الأراضي والتمييز العنصري ضد البحرينيين من ذوي الأصول الفارسية، الذين عاشوا على هذه الأرض منذ قرون طويلة حتى خالطت دماؤهم وعروقهم ترابها، ونقف مع كل داع إلى الوحدة الوطنية وسنحميه شخصياً، كما سنقف صفاً واحداً مع كل عضو نيابي يدعو إلى وحدة الصف، وسنتصدى لكل من يسعى إلى تمزيق هذه الأمة بأفكاره الخبيثة».
وأكد العضو البلدي، أن اللقاء الذي تم في مأتم الحالة كان ناجحاً بنسبة 100 في المئة وتحقق المرجو منه، إذ تمت تهدئة الوضع وتلطيف الأجواء وتطييب النفوس، وتأكيد ضرورة محاسبة مسببي الفتنة، مناشداً خطباء الجمعة من الطائفتين، إلى التحقق من المعلومات قبل تبنيها وبثها على الملأ
العدد 1469 - الأربعاء 13 سبتمبر 2006م الموافق 19 شعبان 1427هـ