أكد الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) أحمد النعيمي ان الشركة ستركز في استراتيجيتها للفترة المتبقية من العام الجاري على تحديد الرؤية المستقبلية لها من أجل تقديمها إلى مجلس الإدارة في اجتماعها المقرر عقده في مطلع شهر اكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مؤكدا ان هذا الاجتماع خارج طبيعة الاجتماعات الاعتيادية للشركة، إذ سيبحث الاجتماع استراتيجية هي خريطة الطريق لمستقبل الشركة وسبل تطوير عملها القادم والبدائل المتاحة للتزود بالطاقة.
وأضاف النعيمي قائلا «لدينا المشروع الكبير وهو الخط السادس. ان الدراسة الأولية للمشروع والذي تبلغ كلفة انشائه نحو 1.7 مليار دولار قد أثبتت جدواه وأهميته. الا ان المشروع متوقف على الغاز ومدى توافره من المصادر القريبة».
وأضاف نحن ننتظر نتائج المشاورات التي تجرى بين البحرين وقطر بهذا الخصوص. وأوضح قائلا «لو كانت الصورة واضحة في تحديد الوقت الذي نحتاجه للحصول على الغاز لسهلت علينا الكثير من الأمور في وضع استراتيجاتنا وخططنا التطويرية موضع التنفيذ بناء على جدول محدد مسبقا».
وأشار إلى ان قطر أعلنت مرارا ان البحرين ستكون على رأس الأولويات في تلبية الحاجة للغاز. وان تحقيق حاجة البحرين من الغاز هو مجرد وقت بحسب ما تم الإعلان عنه. الا ان هذا الوقت غير معروف. وهذا ما يعوق خططنا المستقبلية.
وقال: ان ألبا لديها المشروع الرئيسي في اجندتها وهو مشروع الخط السادس. ولكن السؤال الذي نطرحه بإلحاح ماذا بعد هذا المشروع؟ وماذا سنقدمه إلى مجلس الإدارة من خطط قادمة وهذا ما نعكف عليه الآن في الاستراتيجية المقبلة وذلك بدراسة امكان الدخول في شراكة مع مصاهر اخرى أو مناجم للمواد الخام. لتكون بديل عن الاسلوب الحالي في التركيز على محيط الشركة. منوها الى المصاعب في تحديد البدائل التي ستؤخد في خطط الشركة القادمة.
مشروع الجسر وخط الغاز
وقال ان مشروع جسر البحرين وقطر سيسهل مد أنابيب خط الغاز بين البلدين بدلا من مدها تحت مياه البحر. من هنا نجد ان مد الأنابيب في وقت إنشاء الجسر سيكون أوفر واسرع وحتى من ناحية الكلفة الخاصة بالصيانة للخط.
وردا على سؤال بشأن البدائل في حال لو تعثرت المشاورات بين البحرين وقطر في الحصول على الغاز أجاب النعيمي ان الشركة تشتري الغاز من الحكومة وبالتالي فإن موضوع الغاز هو بين الحكومتين. نأمل ان تنتهي بحصول البحرين على الغاز. الا انه في حال عدم الوصول الى حل مناسب فإن شركة المنيوم البحرين ستضطر إلى شراء واستيراد الطاقة بدلا من الغاز، إذ توجد مصانع للطاقة في الدول المجاورة وهي ضمن البدائل المطروحة بحيث يتم امداد كابيلات الطاقة عبر البحر للشركة.
وأضاف ان لدى البا محطة طاقة ويتم حاليا انتاج الطاقة بواسطتها. ولذلك اضافة محطة جديدة سيكون أرخص من استيرادها من الخارج. الا ان كل البدائل مطروحة. الا انه يتم الآن تكثيف التركيز وبذل الجهود في الحصول على الغاز القطري بالدرجة الأولى اما اذا وصلنا إلى طريق مسدود (فلكل حادث حديث).
وقال ان حاجة الشركة من الطاقة التي تحصل عليها من البحرين والتي تبلغ نحو 350 مليون قدم مكعب، وبخصوص مشروعات المصاهر في المنطقة قال النعيمي انه ليس جديدا علينا وجود هذه المصاهر. فقد أشارت دراساتنا التي تمت إلى ان المنطقة بحاجة الى مصهرين او ثلاثة. ولكن مشروع إنشاء مصهر في أبوظبي لم نتوقعه بعكس المصهر في سلطنة عمان والسعودية وقطر.
مصاهر المنطقة قوة لها
وأضاف ان بناء المصاهر في المنطقة أو خارجها لا يعني شيئا، إذ ان تأثيرة ذلك بسيط للغاية مؤكداً ان استهلاك المنطقة لا يذكر من الألمنيوم كما ان الاسعار تتحدد في سوق لندن للمعادن.
وقال نحن نؤمن بان توجد مصاهر في المنطقة، يجب ان يخلق شراكة وتعاون فيما بينها. إذ يشكل وجود هذه المصاهر قوة للمنطقة وتعاوناً كبيراً لذلك يجب النظر الى ذلك من هذا الجانب بدل النظرة الى المنافسة. وهذا ما نعمل على تحقيقه.
وذكر ان ألبا لها أسواقها وزبائنها ولها تاريخها. موضحا ان نحو 50 في المئة من انتاج الشركة يباع في السوق المحلية خصوصا المرتبط بالصناعات التحويلية. وقال ان النمو على الألمنيوم في ازدياد وسيستمر الى عشرين سنة مقبلة.
وقال ان حجم الانتاج في حدود 845 ألف طن. وان مجمل المبيعات بلغت 900 الف طن بعد الاستعانة بمخزون المصنع. واوضح النعيمي نتيجة الطلب المتزايد على انتاج الألمنيوم فقد تم بناء الخط الخامس والانتهاء منه في العام الماضي. ومازلنا في عجز لتلبية كل طلبات الزبائن. مشيرا الى انه في الشهور الماضية من 2006 تم بيع الطاقة الانتاجية بأكلمها للشركة.
تسرب 40 من كوادر الشركة
وبشأن تسرب اعداد من الكوادر والخبرات من الشركة الى الشركات المماثلة في المنطقة اجاب قائلا «نعم لقد تسرب من الشركة نحو 40 من الخبرات والكوادر البحرينية التي نعتز بها ووجدت لها فرصا في المصانع الخليجية وبعض المصارف الاخرى». منوها الى انه على رغم ان هذه الخبرات تعتز بها الشركة وقد تعلمت وتدربت وتدرجت في الشركة حتى وصلت الى مستويات عالية الا ان هذه الخبرات جميعها يمكن التعويض عنه اذ انه لم يغادر الشركة أي كادر لا يمكن التعويض عنه.
وقال نحن نفتخر بالكفاءات البحرينية خصوصا اذا كانت محل استقطاب من دول المنطقة وعلى رغم ان مغادرة هذه الكوادر للشركة لا يشعرنا بالراحة ولكن لكون ألبا لها تجربة طويلة وسنوات من الخبرة التي يمكنها من تجاوز كل مشكلة ولهذا فإن مغادرة هذه الخبرات البحرينية يمكن التعويض عنها كما ان مغادرتها للشركة سيمنح غيرها من الكوادر الحصول على فرصته في الترقي واستلام اعمال الكوادر التي غادرت.
وأشار انه من المهم ان لا نخسر الكوادر البحرينية التي لا يمكن التعويض عنها وهذا لم يتحقق حتى الآن. وقال ان خلق فرص جديدة للشباب خصوصا في السنوات الماضية كان من الأمور الصعبة. في حين أصبح الآن هذا الأمر في بعض المجالات متاحا لهذه الخبرات تحقيق فرصة المزيد من المساهمة في تطوير عمل الشركة.
وبشأن الأسباب التي جعلت هذا الكوارد تغادر، قال النعيمي انه نتيجة ظهور مصاهر جديدة في المنطقة وحاجتها إلى كوادر لها الخبرة في العمل بحيث تقوم بتوظيفها من دون الحاجة إلى اعدادها وتأهيتها وتقديم الحوافز المغرية لها.
وأضاف ان وجود مصاهر في المنطقة ليس جديدا إذ انه خلال 35 سنة من تاريخ عمل الشركة لم نعتد على خسارة كوادر بحرينية تم تدريبها وتأهيلها لا انه في نهاية الأمر يجب ألا ننظر اليه على انه مشكلة كبيرة، اذ ان ذلك اجده جانباً صحياً.
وبخصوص مدي استفادة (البا) من مشروعات المنطقة الصناعية الجديدة وميناء خليفة ذكر «اننا نستورد حاليا 600 ألف طن من مادة المينا و840 ألف طن من الفحم، كما تصدر الشركة 250 ألف طن من الفحم و500 الف طن من الألمنيوم سنويا من هنا فإن الموانئ والجمارك من المجالات المهمة جدا لعمل الشركة».
وأضاف قائلا لدى الشركة ميناء خاص بها ولكن قطر البواخر الى الميناء يتم عبر كوادر ميناء سلمان والتي ستتحول مستقبلا الى ميناء خليفة.
وأشار النعيمي الى وجود بعض المصاعب حصلت عقب افتتاح الخط الخامس اذ ارتفعت الواردات والصادرات بنسبة 60 في المئة ونتيجة لذلك حصل ضغط على الميناء في قطر البواخر أو ايجاد المساحات الكافية من الحاويات من هنا فإننا نعول الكثير على ميناء خليفة بقدرته الكبيرة والتي ستساعدنا كثيرا في تنفيذ استراتيجاتنا لتطوير اعمالنا المستقبلية.
الخطة التسويقية
وبخصوص الخطة التسويقية ذكر انها خطة سنوية يقدمها مجلس الإدارة إلى المساهمين بيحث يتم تعين الأسواق التي ستركز عليها الشركة لتسويق انتاجها والخطة ستركز أولا على السوق المحلية بتغطية 50 في المئة من الإنتاج ومن ثم 15 في المئة للمنطقة و35 في المئة لبقية دول العالم خصوصا دول شرق آسيا وأروروبا وأميركا.
وردا على سؤال بشأن تطوير نظام الرواتب في الشركة قال النيعمي نعكف حاليا على دراسة مقارنة بين سلم الرواتب داخل الشركة وحجمها مع بقية الشركات المماثلة في المنطقة وعلى ضوئها سيتم اتخاذ الخطوات المناسبة حيال ذلك.
الضريبة الاوروبية
وبشأن الضريبة الأوربية على الألمنيوم أوضح انه بعد مشاورات طويلة خليجية أوروبية بشأن هذه الضريبة فإننا ننتظر قراراً نهائيا بعد نهاية العام الجاري 2006 من أجل الغائها. وهذا القرار سيساعد كثيرا في زيادة حجم الصادرات الى أوروبا نتيجة زيادة الطلب على الألمنيوم الخليجي.
وأوضح ان أسعار الألمنيوم تتحدد في بورصة لندن للمعادن وان الأسعار شهدت ارتفاعا وهي أسعار تتغير في اليوم أكثر من مرة منوها الى ان الأسعار ما بين العامين 2005 و2006 ارتفعت بصورة ملحوظة نتيجة تأثيرات عدة منها العرض والطلب وكلفة الإنتاج وسماسرة المعادن واسباب اقتصادية وسيكلوجية اخرى.
مضيفاً ان السعر الحالي هو 2450 دولار للطن الواحد وهذا السعر يعتبر منذ 13 شهرا ماضية خياليا لكنه تحقق الآن. خصوصا وان نسبة الزيادة في الطلب على الألمنيوم تقدر بنحو 4.5 في المئة سنويا.
وقال ان مصهر ألبا يعتبر الثالث عالميا في الإنتاج والأول على مستوى العالم في كونه مصنعا يضم مجالات كثيرة مثل كونه مصدرا للطاقة وصهر الألمنيوم وتكليس الفحم اضافة الى اهتمامات الشركة التي تنصب على المحافظة على البيئة والسلامة
العدد 1479 - السبت 23 سبتمبر 2006م الموافق 29 شعبان 1427هـ