بدأت بورصة المسلسلات الرمضانية عبر القنوات الفضائية العربية ترتفع، حتى استعدت كل قناة فضائية بباقة متنوعة من برامج ومسلسلات ومسابقات متنوعة، علها تجذب عدداً أكبر من المشاهدين، يرفع رصيدها في سوق المعلنين، ليقبلوا عليها بإعلانات أكثر، تقطع بين كل عدد من الدقائق استغراق المشاهد في برنامجه أو مسلسله، لتعرض تلك الإعلانات، التي تؤكد في عرضها أن الهدف من كل ذلك تجاري بحت، ولا شيء غيره.

مسلسلات محلية، خليجية، مصرية وسورية، بدأت أسماؤها تعلن عبر الشاشة الفضية، وعبر الصحف والمجلات، ومواقع الانترنت، لتحمل تشكيلة متنوعة، متناقضة من الأعمال الدرامية، والكوميدية، والتاريخية، لتكرر تنافسها، عاماً بعد عام، على إقبال المشاهدين.

ومن المسلسلات والبرامج المحلية التي أعلن حتى الآن عن عرضها في شهر رمضان، إلى المسلسلات الخليجية التي شكل كل منها «ماركة مسجلة» تتكرر بقصص وحوادث أخرى كل عام، إلى ظاهرة عودة «المحجبات» للدراما التلفزيونية المصرية بأعمال متنوعة، إلى دراما «المشاهير» التي تستعيد قصصاً لمشاهير رحلوا عنا منذ زمن، يتقدمهم في هذا العام كل من العندليب عبدالحليم حافظ، والسندريلا سعاد حسني في عملين دراميين يجسدان حياتهما.

أعمال كثيرة جداً يصعب حصرها تعرضها التلفزيونات العربية هذا العام في شهر رمضان، تصيب المشاهد بالدوار قبل أن يحصي أسماءها، ومواعيد عرضها على القنوات المختلفة. ناهيك عن البرامج المنوعة وبرامج المسابقات التي دأبت القنوات الفضائية على تخصيص مساحة وقتية واسعة لها من بثها.

تقول مديرة البرامج في هيئة الإذاعة والتلفزيون فوزية زينل إن كل الدراسات الإعلامية أوصت بأن يحدد المشاهد ساعات معينة لمشاهدة التلفزيون، والأمر ينطبق بالذات على الطفل الذي يعتبر أكثر عرضة للتأثر من الكبار. مشيرة إلى أن تقسيم الوقت بين التلفزيون وغيره من الأنشطة هو التوصية السليمة التي يجب أن يتعاطى معها أي مشاهد. وفي شهر رمضان بالذات، ترتفع نسبة مشاهدة التلفزيون وبرامجه المختلفة بطبيعة الحال، غير أن المشاهد يمتلك في النهاية الريموت كونترول، وهو القادر على تحريك واختيار القناة والبرنامج الذي يريد مشاهدته، أو إقفاله. وتزداد بحسب زينل علاقة الناس في شهر رمضان المبارك بالتلفزيون وبالاتصال الشخصي مع الناس سواء عبر اللقاءات والزيارات الشخصية، أو عبر المحاضرات والندوات باختلاف طبيعتها.

ولا تشجع زينل على متابعة المسلسلات التلفزيونية لساعات طويلة في شهر رمضان، إذ إن غالبية هذه المسلسلات تعاد فيما بعد في قنوات مختلفة، وردود الفعل بشأن هذه المسلسلات بعد شهر رمضان قد تقوى عنها خلال الشهر، وهو الأمر الذي يثبت أن لا أحد يستطيع مشاهدة كل شيء يعرض في التلفزيون نظراً إلى الفائض الكبير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية على الشاشة الصغيرة