العدد 1479 - السبت 23 سبتمبر 2006م الموافق 29 شعبان 1427هـ

ريجيم مو راضي يستوي

كنت محتاجة إلى بعض الأغراض من السوبر ماركت ذاك اليوم، قررت أروح أشتريها قبل ما أرجع البيت من الشغل لأني إذا دخلت البيت ما راح يفكوني اليهال، وبيقولون يبون يطلعون معاي. وإذا طلعوا، ما بيخلون جبس ولا مينو ولا أيسكريم ولا حلاوة ما بياخذونه، فقررت «آخذها من قاصرها» على قولة المصريين وأشتري الأغراض في رجعتي إلى البيت.

من وصلت السوبرماركت، لاحظت حالة استنفار غير طبيعية، الناس مسوية «هجوم» غير طبيعي على الأغراض، عربات متروسة أكل من كل الأنواع والأشكال، أنا بصراحة خفت، قلت يمكن في حرب وأنا ما أدري، والناس قاعدة تجمع لها مؤونة تنفعها لأن محد بيحصل أكل بعدين. وظنيت بوش يمكن غضبان علينا في البحرين هالأيام، وقرر يطلع له حجة من هني أو هناك علشان يقضي علينا. وقامت الأفكار تأخذني وتوديني، وأقول شيبي في البحرين، ما حصل غيرها، بروحنا غاصين بمشاكلنا والناس طافشة من الضغوط، شيبي بعد فينا، بترولنا على قدنا، وما سوينا له مشكلات، ما نعترض، صج سبوه شوي من اللي سواه في العراق، ولبنان، وفلسطين، وهتفوا ضده في المظاهرات، لكن في النهاية كلنا مسالمين، همنا على روحنا، بس نبي نعيش. حرام عليه هالبوش يدخلنا في حروب إحنا ما فينا شدة. وفي وسط أفكاري اللي اكتشفت أنها راحت بعيد وايد، تذكرت أن شهر رمضان بعد يومين، وأن الناس تستخف مع بداية الشهر، ومتعودين يشترون أكل يكفيهم سنة لهالشهر بس، وحمدت الله سبحانه على أن ما في حرب ولا هم يحزنون.

وقفت ساعة في «الكاشير» مثل ما توقعت، لأن طابور الدفع كان طويل، والناس ما خلت شي في السوبرماركت ما شالته، وأعتقد أن كل المحلات في البحرين استفادت من هالموسم، وفضت مخازنها من كل شيء. وبعد معاناة طويلة، من الكاشير إلى الباركات إلى الطلعة، خلصت وطلعت أخيراً.

وعلى رغم أني متأكدة أن اللي عندنا في البيت من أكل وأغراض يكفينا لشهر رمضان ويزيد، قررت نخصص يوم أنا وأبو العيال للسوبرماركت نشتري مثل ما كل هالناس تشتري، ومحد أحسن من أحد. وطبعاً لازم نشتري كميات كبيرة من كل الأنواع، هذا اللي كل الناس تسويه، تقول خايفين تخلص الأغراض من السوق، أو يطلع قرار يصكون عقبه السوق ويمنعون الناس من الأكل.

ألحين شهر رمضان مو للصيام، يعني الامتناع عن الأكل، لكن اللي نشوفه أن الناس تصير بالعكس ميتة على الأكل في هالشهر، ويتمحور تفكيرهم كله حول الفطور، والسحور، والغبقات، والحلاوات، والثريد، والهريس وهلم جرا، ولازم بالتالي يشترون كل هالكميات من الأكل، اللي يطبخونه ويرمون نصه كل يوم.

وتأكيداً للنظرية العبقرية اللي اكتشفتها، موضوع الأكل والطبخات كان موضوع الساعة للموظفات في الشغل لما داومت ثاني يوم. اللي تشرح كيكة الجبن، واللي توصف طريقة الفطاير والمعجنات، وطريقة لف السمبوسة. ويتبادلن بينهن أحدث كتب الطبخ، وكل واحدة تروح تطبق استشارات الطبخ في البيت وتحرق الطبخة أو تعفسها لحد ما تنضبط بعد محاولات مريرة.

لكن أنا ما علي منهن، أنا مقررة من زمان أستغل فرصة الصيام علشان أسوي ريجيم، لأن وزني زايد ويبي لي أسوي كونترول على الأكل. لكني مو واثقة من النتائج، كل سنة أقول هالكلام، وأحط نفس الخطة، وتبوء كل محاولاتي بالفشل، وكله بسبب صحون الهريس والثريد والحلويات اللي إذا شردت منها في البيت، بتلاحقني في الغبقات، أو العزايم، أو أي مكان يتجمع فيه الناس في شهر رمضان بعد الفطور، والكل يتفنن في الأكل، كأنهم كلهم تعاونوا علشان يخربون برنامج الريجيم اللي أبي أسويه، ومو راضي يستوي.

أنثى

«إن لم تعجبكم... فاحسبوها ثرثرة

العدد 1479 - السبت 23 سبتمبر 2006م الموافق 29 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً