واصل الأسطورة البرازيلية بيليه تصريحاته المثيرة للجدل في معظم الأوقات ومواقفه التي لا تستند إلى الواقعية بل إلى «مخيلته الخصبة» في بعض الأحيان، وذلك عندما رأى إن على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أن يصل أولا إلى مستوى البرازيلي نيمار قبل مقارنته به.

«الجميع يتحدث الآن عن ميسي ويصفه بالنجم الكبير لكن (لكي يكون الأفضل) عليه أولا أن يصبح أفضل من نيمار»، هذا ما قاله بيليه خلال حدث إعلامي في مقر فريقه السابق سانتوس الذي يلعب في صفوفه نيمار، مضيفا «في الوقت الحالي ميسي يتفوق عليه (نيمار) من حيث الخبرة وحسب».

ويعتبر تصريح بيليه بشأن أفضل لاعب في العالم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة مجحفا خصوصا إن النجم الأرجنتيني صنف من قبل غالبية النقاد والنجوم السابقين والحاليين على انه من أفضل اللاعبين الذين عرفتهم كرة القدم وهذا الموقف ليس شعريا بل إن الأرقام تتحدث عن نفسها خصوصا هذا الموسم إذ أصبح على بعد 7 أهداف فقط من أن يصبح أفضل هداف في تاريخ القارة الأوروبية.

وكان ميسي سجل أمس الأول خلال مباراة فريقه برشلونة مع خيتافي (4/صفر) في الدوري الاسباني هدفه الحادي والستين هذا الموسم في جميع المسابقات وأصبح على بعد 6 أهداف فقط من معادلة انجاز الهداف الألماني السابق غيرد مولر الذي وجد طريقه إلى الشباك مع فريقه بايرن ميونيخ في 67 مناسبة خلال موسم 1972-1973.

وأصبح ميسي الثلثاء الماضي أفضل هداف في دوري أبطال أوروبا خلال موسم واحد بعد إن سجل هدفين في مرمى ميلان الايطالي (3/1) في إياب الدور ربع النهائي.

ورفع ميسي رصيده إلى 14 هدفا، وهو كان يتقاسم منذ الموسم الماضي الرقم القياسي السابق (12 هدفا) مع الهولندي رود فان نيستلروي عندما كان لاعبا مع مانشستر يونايتد الانجليزي (2002-2003)، فيما وجد مهاجم بايرن ميونيخ الالماني الألماني ماريو غوميز، هداف دوري بلاده، طريقه إلى الشباك في المسابقة الأوروبية 11 مرة حتى الآن، علما بأنه يجلس على مقاعد الاحتياط في مباراة اليوم ضد مرسيليا. ورفع ميسي رصيده إلى 50 هدفا في دوري أبطال أوروبا فعادل الفرنسي تييري هنري (50)، ولم يعد يتفوق عليه سوى الاسباني راؤول غونزاليس (71 هدفا) وفان نيستلروي (56).

كما أصبح في 20 الشهر الماضي أفضل هداف في تاريخ ناديه برشلونة الاسباني بتفوقه على الأسطورة سيزار رودريغيز الذي سجل سيزار رودريغيز 232 هدفا، وقد رفع رصيده حتى الآن إلى 241 هدفا.

ويبدو أن بيليه منزعج من الذين يعتبرون ميسي أفضل منه بالذات، وبدا ذلك واضحا في تصريحه حين قال: «هناك دائما هذه المقارنة (مقارنته) مع مارادونا والتي تقول بأنه أفضل من بيليه. وحاليا هناك بعض الذين يقولون بان ميسي أفضل من بيليه. عليه أولا أن يكون أفضل من نيمار، انه لم يصل إلى مستواه (نيمار) حتى الآن. انه يتفوق من حيث الخبرة وحسب».

وكان ميسي تواجه مع نيمار خلال كأس العالم للأندية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وأكد النجم الأرجنتيني تفوقه التام على منافسه البرازيلي وقاد فريقه برشلونة للفوز باللقب على حساب سانتوس بالفوز على الأخير 4/صفر، بينها ثنائية شخصية له.

ويحتاج نيمار (20 عاما) إلى الكثير لكي يرتقي إلى مستوى انجازات ميسي الذي يملك في رصيده حتى الآن 5 ألقاب في الدوري الاسباني و3 ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس العالم للأندية ومثلهما في كأس السوبر الأوروبية ولقب في كأس اسبانيا و5 في كأس السوبر الاسبانية، أي ما مجموعه 18 لقبا، إضافة إلى لقب بطل العالم مع منتخب الأرجنتيني لدون 20 عاما (2005) وذهبية اولمبياد بكين 2008.

أما نيمار فلا يملك في سجله على صعيد الأندية سوى 4 ألقاب، هي كأس البرازيل العام 2010 وبطولة ولاية ساو باولو «باوليستا» عامي 2010 و2011 وكأس ليبرتادوريس العام 2011.

وقد يجد هذا الثنائي نفسه جنبا إلى جنب اعتبارا من 2014 بعدما دفع برشلونة 14.5 مليون يورو إلى سانتوس، ما يوازي ربع القيمة الكاملة للعقد (58 مليون يورو)، بحسب ما ذكرت إذاعة «كادينا سير» الاسبانية الواسعة الاطلاع.

وأكدت الإذاعة على موقعها الرسمي «بحسب مصادر مؤكدة، لقد دفع برشلونة ربع مبلغ 58 مليون يورو إلى سانتوس للتأكد من انتقال اللاعب»، وأضافت إن الهداف البرازيلي سيحمل ألوان برشلونة بعد مونديال 2014 الذي سيقام في البرازيل.