توَّج نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، المنتخب الإيراني بطلاً لبطولة غرب آسيا الثانية لخماسي كرة الصالات للسيدات، بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب الأردني بثمانية أهداف مقابل هدف يتيم، في اللقاء الذي أقيم مساء أمس على صالة مدينة خليفة الرياضية بحضور رئيسة لجنة المرأة والرياضة في اللجنة الأولمبية الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة رئيسة اللجنة النسائية في الاتحادين العربي والبحريني لكرة القدم الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة، ومدير البطولة علي أحمد البوعينين، وأمين عام اتحاد غرب آسيا لكرة القدم فادي زريقات.

كما حضر اللقاء السفير الأردني في المملكة محمد سراج، بالإضافة إلى جماهير غفيرة من عشاق كرة القدم النسائية.

وظفر منتخبنا الوطني بالميدالية البرونزية بعد فوزه على نظيره المنتخب اللبناني بثمانية أهداف مقابل خمسة، ليحقق إنجازاً جديدا للكرة النسائية البحرينية، باحتلاله المركز الثالث في مسابقة قارية ضمت العديد من أبرز منتخبات خماسي كرة القدم في آسيا.

لقب مستحق للإيرانيات

ساهم الهدف المباغت للمنتخب الإيراني والذي جاء في الدقيقة الأولى عن طريق سبيدة زارينارد، في التأثير كلياً على معنويات المنتخب الأردني، وزاد الطين بلّة هو شراسة الضغط الإيراني، منذ البداية عبر تألق لاعباته في سرعة نقل الكرات في طول وعرض الملعب، مما شكّل عبئاً فنياً ونفسياً على لاعبات الأردن.

وأحرز المنتخب الإيراني هدفين آخرين، الأول عن طريق فهيمة أزاري من تسديدة قوية، والثاني جاء بواسطة اللناز ارمات التي استثمرت عرضية فريشتين كريمي وأسكنت الكرة في المرمى بالدقيقة العاشرة من زمن الشوط الأول.

الجهاز الفني لمنتخب الأردن أشرك شاهيناز جبرين وانشراح حياصات وميساء جبارة، فتحسن أداء الأردنيات ودخلن رويداً رويداً أجواء اللقاء!، وعبرت جبارة عن نفسها بتسديدة قوية ابعدتها حارسة مرمى إيران بصعوبة، وأثمرت محاولات المنتخب الأردني عن الهدف الأول بإمضاء انشراح حياصات التي تابعت كرة شاهيناز جبرين المرتدة من الحارس، وأكملتها في الشباك قبل نهاية الشوط بخمس دقائق.

تحسن الأداء الأردني لم يمنع المنتخب الإيراني من إضافة الهدف الرابع بواسطة الموهوبة فاطمة اتيدادي، لتنتهي به الحصة الأولى من اللقاء، والعنوان الابرز فيها كان « سيطرة إيرانية بحتة على مستوى الأداء والنتيجة».

وفي الشوط الثاني واصل المنتخب الإيراني سيطرته على مجريات اللعب، وسط غياب نظيره الأردني «ذهنياً»، وضعف واضح «فنياً»، واستمرت معاناة الأردنيات بإضافة فاطمة اتيدادي الهدف الخامس لفريقها من هجمة منسقة تبادلت فيها الكرة مع فريشتين كريمي قبل أن تودعها مرمى مسعدة الرمونية.

ووسعت فهيمة أزاري الفارق بتسجيلها الهدف الشخصي الثاني والسادس لفريقها، واصطدمت محاولات سيدات الأردن، بفريق منظّم استطاع أن يطبق خطط كرة القدم الخماسية بكل حذافيرها، عجزت مع ذلك خبرة ومهارة الأردنيات.

المجمل العام لسيناريو النصف الأخير من الشوط الثاني، كان إيرانيا بامتياز وشهد بعض الفرص الأردنية التي لم تشكل أدنى خطورة على المرمى، لكن أبرز ما يذكر في الدقائق الأخيرة هو الهدفين السابع والثامن لإيران عن طريق كريمي ونجمة غلام، لينتهي اللقاء بفوز إيران باللقب للمرة الثانية على التوالي.

نواعم الأحمر يقتنصن البرونز عن جدارة

الإثارة كانت حاضرة منذ الدقيقة الأولى للقاء، حينما سدّدت الشيخة العنود آل خليفة كرة قوية ارتدت من الدفاع اللبناني، وعادت اللاعبة نفسها لتصوب من جديد على مرمى دارين فخر الدين، أبعدتها في المرة الأولى لتجد المتحفزة دينا عبدالرحمن التي بدورها أسكنتها في المرمى هدف السبق لمنتخبنا.

واصل منتخبنا أفضليته وكادت علياء جمعة أن تضيف الثاني لكن كرتها ارتدت من القائم، منتخب سيدات لبنان لم يخضع كثيراً لسيناريو البداية المتمثل بالضغط البحريني، لتنجح تغريد حمادة في إعادة الأمور إلى نصابها بتسجيلها الهدف التعادل في الدقيقة السابعة.

التعادل اللبناني لم يؤثر كثيراً على أداء لاعباتنا، لتعود دينا عبدالرحمن وتحرز هدف التقدم لمنتخبنا الوطني، هدفاً أعاد لنواعم البحرين سيطرتهنّ على مجريات اللعب، ونجم عن ذلك «الهاتريك» للمتألقة دينا عبدالرحمن في الدقيقة الرابعة عشر.

وقلّصت تغريد حمادة النتيجة للمنتخب اللبناني عندما استثمرت الركلة الركنية، وعكستها داخل الشباك هدفا انتهى به شوط المباراة الأول.

وكما دخلت لاعبات منتخبنا الشوط الأول، بدأن في الشوط الثاني، ولاحت لهنّ هزّ الشباك اللبنانية مرتين، الأولى عندما سدّدت ريم الهاشمي كرة قوية ارتدت من القائم، والثانية من العنود آل خليفة وردّتها الحارسة اللبنانية، لكن الثالثة كانت في المرمى عن طريق نجمة المنتخب دينا عبدالرحمن التي أرسلت قذيفة عانقت الشباك بحرارة، الهدف الرابع للبحرين، قبل أن تضيف ريم الهاشمي الهدف الخامس، لتؤزم من موقف الفريق اللبناني.

ولم يتسرّب اليأس إلى قلوب اللبنانيات، وخصوصاً بتسجيل مروة خميس الهدف الثالث لهنّ، لكن سرعان ما عادت النجمة الأولى للقاء دينا عبدالرحمن لتضيف أحد أجمل أهداف البطولة، عندما انفردت بالمرمى وتجاوزت الحارسة اللبنانية، لتضيف الهدف السادس. ورفعت سيدات البحرين غلتهن إلى ثمانية أهداف عندما أضافت ريم الهاشمي هدفها الثاني ودينا عبدالرحمن هدفها السادس، وقبل النهاية بدقيقتين سجل منتخب لبنان هدفين سريعين بواسطة سحر دبوك وسارة حيدر، أطلق بعدها حكم اللقاء الإماراتي جاسم عيدي صافرته التي انطلقت معها أفراح لاعباتنا بالظفر بالميدالية البرونزية. وجاءت جوائز البطولة على النحو الآتي: حصد منتخبنا الوطني كأس اللعب النظيف، حازت نجمة منتخبنا الوطني دينا عبدالرحمن على كأس هداف البطولة، المنتخب اللبناني الأقوى هجوماً بتسجيله 33 هدفاً، المنتخب القطري الأضعف دفاعاً، وسكنت شباكه ( 48 ) مرة، اختيرت اللاعبة الأردنية شاهيناز جبرين أفضل لاعبة في البطولة، تم اختيار حارسة مرمى منتخب سيدات لبنان دارين فخر الدين كأفضل حارسة.