العدد 3517 - الإثنين 23 أبريل 2012م الموافق 02 جمادى الآخرة 1433هـ

برشلونة لإنقاذ الموسم يواجه تشلسي المتوهج بانتصار الذهاب

بعد فقدانه الأكيد «الليغا الإسبانية»

سيكون برشلونة الإسباني أمام مفترق طرق ستحدد وجهته المباراة المرتقبة مع ضيفه تشلسي الانجليزي اليوم الثلثاء على ملعب «كامب نو» في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ويدخل النادي الكاتالوني الى هذه المواجهة هو يسعى الى تعويض خسارته ذهابا في «ستامفورد بريدج» بهدف سجله العاجي ديدييه دروغبا، لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل المعنويات المهزوزة للاعبيه بعد فقدانهم الأمل «منطقيا» في الفوز بلقب الدوري المحلي للموسم الرابع على التوالي بخسارتهم السبت الماضي أمام الغريم الأزلي ريال مدريد (1-2) في أرضهم وبين جماهيرهم، ما سمح للنادي الملكي في الابتعاد بالصدارة بفارق 7 نقاط.

وستكون مواجهة الغد بالتالي مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني لان تنازله عن اللقب الأوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون 3 أعوام، قد يشكل فترة انحدار وخصوصا إذا فشلت إدارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب جوسيب غوارديولا الذي قاد «بلاوغرانا» الى لقب الدوري 3 مرات والكأس المحلية مرة واحدة والكأس السوبر المحلية 3 مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرتين أيضا، أي ما مجموعه 13 لقبا منذ استلامه الإشراف على الفريق العام 2008.

وتشير بعض التقارير الى أن غوارديولا مرشح لاستلام الإشراف على تشلسي بالذات، إلا انه نفى هذا الأمر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبرا هذه الأخبار من «نسج الخيال».

وذكرت وسائل الإعلام أن غوارديولا يعتبر الهدف الاول لمالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي أقال المدرب البرتغالي اندري فياش بواش وعين مساعده الايطالي روبرتو دي ماتيو بديلا له حتى نهاية الموسم.

لكن إغراءات ابراموفيتش المستعد لكي يمنح غوارديولا راتبا سنويا قدره نحو 16 مليون دولار بحسب بعض التقارير، لم تلق طريقها الى المدرب الشاب الذي علق على هذه الأخبار، قائلا: «إنها من نسج الخيال، إنها افتراضية. أنا مدرب برشلونة حاليا وتشلسي يملك مدربا جيدا نجح في تحقيق نتائج رائعة. ليس من المفيد بالنسبة لتشلسي أو برشلونة أن نتحدث عن هذه المسألة. لا يوجد هناك الوقت من اجل التحدث عن الموضوع».

ويمر لاعبو برشلونة والنادي بفترة من التشكيك الناجم عن عدم حسم مصير غوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي أواخر الموسم.

وعلى رغم ثقة ادارة النادي الكاتالوني بقدرتها على إقناع غوارديولا بمواصلة المشوار مع «بلاوغرانا»، فان لاعب الوسط الدولي السابق ترك تلميحات أثارت قلق مشجعي الفريق وإدارته، ما دفع الصحف الى التكهن برحيله.

وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريحات التي أدلى بها غوارديولا سابقا إذ أشار الى انه يحتاج الى المزيد من الوقت لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مضيفا «في الوقت الحالي، لا ادري، احتاج الى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع إذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة».

وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء غوارديولا مع الفريق، ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات داخل أروقة النادي مطالبة الأخير بتقديم الحوافز اللازمة من اجل إقناع «بيبي» بمواصلة المشوار، وابرز هذه الأصوات من اللاعبين أنفسهم وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي قال حديثا: «نريد أن يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا».

ومن المؤكد أن تخطي عقبة تشلسي ووصول النادي الكاتالوني الى المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه والفوز باللقب للمرة الخامسة (توج باللقب أعوام 1992 و2006 و2009 و2011 وخسر أعوام 1961 و1986 و1994)، قد يلعب دوره في بقاء غوارديولا في منصبه أما الخروج على يد النادي اللندني قد يسهل من عملية الطلاق.

وسيسعى برشلونة منذ البداية الى الوصول لشباك الحارس التشيكي بتر تشيك من اجل إطلاق المواجه مع النادي اللندني من نقطة الصفر، وقد تحدث لاعب الوسط تشافي هرنانديز عن المباراة قائلا: «قد نكون خسرنا لقب الدوري، لكن بانتظارنا نهائي الكأس (أمام اتلتيك بلباو)، فزنا باللقب (الدوري) 3 مرات وما زال بإمكاننا الوصول الى نهائي دوري الأبطال».

وأكد تشافي انه لا يوجد هناك متسع من الوقت من اجل التحسر على مباراة السبت الماضي أمام ريال مدريد، مضيفا «نحن نلعب الآن من اجل فرصة بلوغ نهائي دوري الأبطال، وذلك كاف لكي يؤكد أهمية الأمر. المشجعون يتمتعون بالذكاء الكافي ليدركوا بان هناك الكثير على المحك في مباراة الثلثاء ونريد مساندتهم بشدة».

ويطمح برشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة في ملعبه في المباريات الـ15 الأخيرة على الصعيد القاري، الى أن يصبح أول فريق يحافظ على لقبه منذ ميلان الايطالي عامي 1989 و1990، وذلك بعد أن أصبح أول فريق يتأهل الى نصف النهائي 5 مرات متتالية منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة في موسم 1992-1993، لكنه يصطدم بطموح تشلسي الساعي الى تحقيق ثأره من النادي الكاتالوني الذي كان أطاح به من نصف نهائي موسم 2008-2009.

ولا تزال تلك المواجهة عالقة في الأذهان بعد أن سجل اندريس انيسيتا هدفا قاتلا (1-1) في 6 مايو/أيار 2009 خلال لقاء الإياب في «ستامفورد بريدج» ليقود فريقه الى النهائي لان لقاء الذهاب انتهى حينها بالتعادل السلبي.

ويأمل تشلسي أن يواصل انتفاضته مع مدربه المؤقت الايطالي روبرتو دي ماتيو الذي حل بدلا من البرتغالي اندريه فياش بواش، وتحقيق ثأره من مضيفه من اجل بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2008 حين خسر أمام مواطنه مانشستر يونايتد، على أمل الفوز باللقب الذي يلهث وراءه مالك النادي ابراموفيتش.

وستكون مواجهة اليوم الثانية عشرة بين الفريقين على الصعيد القاري، ويتفوق تشلسي في عدد الانتصارات بأربعة، مقابل 4 تعادلات و3 انتصارات لبرشلونة الذي تفوق على منافسه الانجليزي في 3 من 4 مواجهات جمعتهما في الأدوار الاقصائية (مباراتي ذهاب وإياب).

كانت الغلبة لتشلسي في دور المجموعات من موسم 2006-2007 اذ فاز 1-صفر على أرضه وتعادل 2-2 في كاتالونيا.

وفي الدور الثاني من نسخة 2006 عندما أحرز اللقب، تأهل برشلونة لفوزه في لندن 2-1 بهدف متأخر من الكاميروني صامويل ايتو بعد تعادله 1-1 على أرضه، لكن تشلسي حسم موقعة 2005 لمصلحته في الدور الثاني لخسارته 1-2 ذهابا وفوزه 4-2 ايابا، في حين حقق برشلونة فوزا ساحقا على خصمه في ربع نهائي 2000 على أرضه 5-1 بعد التمديد بمشاركة دي ماتيو مع تشلسي وغوارديولا مع برشلونة وذلك بعد خسارته ذهابا 3-1، كما تواجه الفريقان في نصف نهائي كأس المدن والمعارض 1966 عندما فاز كل فريق 2-صفر على أرضه، قبل أن يفوز برشلونة بمباراة فاصلة 5-صفر في برشلونة.

ويحوم الشك حول مشاركة دروغبا في مباراة غد بعد أن غاب عن مواجهة ارسنال (صفر-صفر) السبت الماضي في الدوري المحلي.

ويعاني دروغبا من إصابة في ركبته قد تبعده عن الملاعب لعدة أيام، وذلك بحسب ما كشف دي ماتيو الذي دافع عن مهاجمه العاجي ضد الانتقادات التي وجهت إليه بعد مباراة الأربعاء أمام برشلونة بسبب سقوطه المتكرر في أرضية الملعب وادعائه الإصابة.

وقال دي ماتيو: «لكل رأيه الخاص، لكنه كان مراقبا من قبل مدافعين في معظم المباراة وتعرض لعنف جسدي، وبالتالي علينا أن نكون موضوعيين في رد فعلنا. لكل أسلوبه الخاص في اللعب لكننا فريق عادل. قدم مساعدة كبيرة للفريق (أمام برشلونة)، سجل لنا هدفا هاما جدا ونحن سعداء بذلك».

وأشار دي ماتيو أن لا رأي له في المباحثات القائمة بين إدارة النادي ودروغبا من اجل تجديد عقد اللاعب العاجي البالغ من العمر 34 عاما، مضيفا «إنها مباحثات تتم داخل النادي. لا دخل لي فيها».

وفي المقابل، سيكون نجم برشلونة ميسي، صاحب 63 هدفا في 53 مباراة هذا الموسم، أمام فرصة تحطيم رقم قياسي جديد وهو اكبر عدد من الأهداف في المسابقة القارية الأولى في موسم واحد والذي يتقاسمه راهنا مع الايطالي-البرازيلي جوزيه التافيني صاحب 14 هدفا لميلان الإيطالي في موسم 1962-1963.

العدد 3517 - الإثنين 23 أبريل 2012م الموافق 02 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً