أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن على كومان في رسالته بمناسبة أسبوع المرور العربي والمقام في الفترة من 4 وحتي 10مايو 2012م أن السلامة المرورية تهدف إلى تبني كافة الخطط والبرامج واللوائح المرورية والإجراءات للحد من الحوادث المرورية ضمانا لسلامة الإنسان وممتلكاته وحفاظاً على أمن البلد ومقوماته البشرية والاقتصادية .
وقال كومان في كلمته أن الدول العربية تعاني كباقي دول العالم من حوادث المرور إذ تمثل هذه الآفة هاجساً وقلقاً لكافة أفراد المجتمع لكونها تستنزفه في أهم مقوماته ومكوناته الفعالة ، إضافة إلى ما تخلفه من تأثير ومشاكل اجتماعية وخسائر مادية ضخمة ، مبيناً أن ازدياد أعداد المركبات والتحولات البنيوية التي شهدتها الدول العربية في السنوات الأخيرة وعلى مختلف الأصعدة إلى تفاقم المشكلة المرورية بوتيرة أسرع الإستراتيجيات والبرامج والخطط الموضوعة لمواجهتها والحد من تأثيراتها ، إذ تحذر منظمة الصحة العالمية من أن استمرار الوضع الحالي في المنطقة العربية سيؤدي لا محالة إلى زيادة أعداد الوفيات والإصابات بنسبة 60% عما هي عليه الآن مع حلول عام 2020م .
واستمر قائلاً هناك قناعة تامة لدى الجميع بأن العنصر البشري هو أهم العناصر المسببة لحوادث المرور ، وقد أثبتت الدراسات والبحوث والإحصاءات التي قام بها المكتب العربي للحماية المدنية والإنقاذ وكذا تلك التي أنجزت على المستوى العالمي أن السبب الرئيسي لما يزيد عن 80% من حوادث المرور يرجع إلى خطأ العنصر البشري ، وكثير من أخطائه يعود إلى عادات سلوكية خاطئة في القيادة أو في استعمال الطريق أو المركبة وأن الوقاية خير من العلاج فعلى قائد المركبة الالتزام بالسلوك المنضبط أثناء القيادة ، إذ يعد هذا الأخير عاملا أساسياً في الحد من الحوادث المرورية وتداعياتها السلبية على الجميع ، وعليه أن يدرك أن التقنيات الحديثة الخاصة بالسلامة التي يوفرها صانعوا المركبات قد تساعد في تقليل مخاطر الحوادث المرورية لكنها لا تمنع وقوعها إذ يظل ذلك مرهونا بقائد المركبة ومدى التزامه بقواعد المرور وآداب استخدام الطريق وإذ التزم الجميع بذلك .
وشدد كومان على وجوب التذكير بأن عدد الحوادث المرورية في المنطقة العربية يبلغ أكثر من نص مليون حادثاً سنوياً تخلف حوالي 26الف قتيل ، وأكثر من 250 ألف جريح يصاب جزء كبير منهم بعاهه أو عجز دائم كما تخلف هذه الحوادث خسائر مادية تقدر بما يزيد عن 25 مليار دولار أمريكي سنوياً ويمكننا أن نتصور عائد هذه التكاليف لو تم استثمارها واستغلالها في التنمية والإنتاج.
مبيناً أنه من هذا المنطلق أولى مجلس وزراء الداخلية العرب للمشكلة المرورية في الوطن العربي أهمية بالغة انطلاقا من اختصاصاته ومسؤولياته الهادفة إلى ضمان كافة عناصر الأمن والأمان لشعوب العالم العربي ويتضح ذلك من خلال المبادئ العامة التي يرسمها وكذا الإستراتيجية والخطط المختلفة التي يتم اعتمادها وإقرارها، على كافة الأصعدة ومنها صعيد التوعية بالسلامة المرورية اتخذ المجلس إجراءات عديدة منها إنتاج ألأفلام وإصدار الملصقات والنشرات والكتيبات وإجراء المسابقات الدورية لاختيار أفضل الأعمال التوعوية في مجال المرور ، وكذا تنظيم أسبوع المرور العربي خلال الفترة 4-10 مايو /أيار من كل عام ليكون مناسبة لتكثيف حملات التوعية عبر تبني شعار واحد في الوطن العربي كله تجسيداً للأهمية التي يوليها المجلس للمواطن العربي ولأمنه وسلامته والحفاظ على حياته التي هي أغلى ما يملك.
وأوضح الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن شعار أسبوع المرور العربي لهذا العام "إلى متى ؟ " يأتي ليركز على انه آن الأوان للحد من حوادث المرور وآثارها المأساوية فإلى متى سنظل ونشاهد المآسي على الطرقات والى متى ستستمر المجتمعات في استنزاف مواردها ؟ والى متى سيستمر المشاة والسائقون في الاستهانة بالقوانين والإشارات الطرقية ؟ والى متى سيظل الفرد بصفة عامة يعتبر وبشكل لا إرادي أن هذه الحوادث لا تقع إلا للآخرين ؟
وأكد بأنه يجب علينا أن نعي جيدا أن الطريق مرفق اجتماعي عام يشترك الكل في استعماله والاستفادة منه فهذا يسلكه إلى عملة وهذا يتجه من خلاله إلى دراسته وهذا يذهب منه إلى السوق لقضاء حاجاته فكل فرد من أفراد المجتمع يحتاج إلى الطريق في كل يوم من أيام حياته ويرجو دائما أن تكون الطريق آمنه ميسرة لا يتعرض فيها لأذى ولا يعترضه خلال سيره عليها ما ينغص يومه أو يهدد أمنه أو يفسد طمأنينته .
من سياقتكم ألسنعة
أو مو قريبة بيكم يوم أو بتنقرضون مثل الديناصورات.