اعلن القضاء البوسني الاثنين اول عقوبة يصدرها بالسجن لارتكاب جرائم حرب بحق امرأة مسلمة، وهي من قلة نادرة من النساء اللواتي وجهت اليهن جريمة كهذه ارتكبت ابان الحرب في البوسنة (1992-1995).
وقد حكمت المحكمة البوسنية لجرائم الحرب في ساراييفو على راسمة هندانوفيتش (39 عاما) التي كانت تنتمي سابقا الى القوات المسلمة في البوسنة والتي اقرت بذنبها، بالسجن لخمس سنوات ونصف سنة.
وفي البوسنة حيث اسفرت الحرب عن سقوط نحو مئة الف قتيل، تجري حاليا محاكمة كرواتيتين فيما تم توقيف صربية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وصرح المتحدث باسم النيابة العامة لجرائم الحرب بوريس غروبيسيتش ان اسماء نحو عشر نساء اخريات واردة في التحقيقات.
وقالت القاضية ياسمينة كوسوفيتش ان راسمة هندانوفيتش دينت ب"الاشتراك مع اعضاء اخرين من وحدتها في اعدام ثلاثة عسكريين وثلاثة مدنيين" من الكرواتيين.
واثناء اجراء الاقرار بالذنب اعترفت هندانوفيتش بمشاركتها في تلك الجرائم وعبرت عن "اسفها العميق".
وقالت "اود التعبير عن تعازي لعائلات الضحايا. اني حقا اسفة جدا".
وقد وقعت تلك الجرائم في 16 نيسان/ابريل 1993 في قرية تروسينا بجنوب البوسنة كما قالت هندانوفيتش التي كانت في الحادية والعشرين في 1993.
وفي تلك الاونة كانت عنصرا في الوحدة الخاصة ذوالفقار التي كانت تابعة مباشرة لهيئة اركان الجيش البوسني ذي الغالبية المسلمة.
وكانت بحسب محاميها سيناد كريو ضحية ايضا لجرائم حرب في بداية النزاع.
وقال المحامي كريو لوكالة فرانس برس "انها اغتصبت من قبل عسكريين صرب فيما قتل صديقها وافراد اخرون من عائلتها".
وكانت المحكمة وافقت الجمعة على اتفاق ابرم بين هندانوفيتش والنيابة العامة التي طالبت بحكم مخفف يراوح بين خمس وست سنوات من السجن في حين يمكن ان تصل عقوبة جرائم الحرب امام القضاء المحلي الى 45 عاما.
وبموجب هذا الاتفاق تعهدت هندانوفيتش الادلاء بشهادتها في محاكمات اخرى بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وهكذا ادلت بشهادتها في اذار/مارس ونيسان/ابريل في محاكمة رفاق سلاح لها.
ويحاكم ستة عسكريين مسلمين سابقين بينهم ذوالفقار علي سباغو قائد وحدة ذوالفقار في اطار قضية مجزرة تروسينا.
وكانت هندانوفيتش وهي اليوم ام لقاصر، هاجرت الى الولايات المتحدة بعد حرب البوسنة وهي تحمل الجنسيتين الاميركية والبوسنية. وقد تم ترحيلها من الولايات المتحدة في كانون الاول/ديسمبر 2011.
وتحاكم امراتان اخريان، هما البينا ترزيتش (40 عاما) ومارينا غروبيسيتش-فيزيتش (44 عاما)، وكانتا تنتميان الى القوات الكرواتية في البوسنة امام المحكمة البوسنية الخاصة بجرائم الحرب.
الى ذلك، اوقفت السلطات المحلية في كانون الاول/ديسمبر 2011 صربية من البوسنة تدعى مونيكا سيمونوفيتش (37 عاما) يشتبه بمشاركتها في بداية الحرب بتعذيب معتقلات كرواتيات ومسلمات في معسكر اعتقال في بركو (شمال شرق).
والرئيسة السابقة لصرب البوسنة بيليانا بلافسيتش (81 عاما) هي المرأة الوحيدة التي دينت بجرائم حرب من قبل محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة التي حكمت عليها بالسجن ل11 عاما. وقد نفذت عقوبتها وتعيش حاليا في بلغراد.