استقرت أسعار النفط فوق 119 دولاراًَ للبرميل أمس الإثنين (30 أبريل/ نيسان 2012) وسط توقعات بجولة ثالثة من التيسير الكمي في الولايات المتحدة وفي ظل استمرار تراجع الدولار الأمر الذي دعم أسعار السلع على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

وتراجع سعر مزيج برنت 48 سنتاً إلى 119.35 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 09:21 بتوقيت غرينتش ليتجه صوب الانخفاض للشهر الثاني على التوالي.

وتراجع سعر الخام الأميركي الخفيف 35 سنتاً إلى 104.58 دولارات للبرميل. ويقول محللون إن السوق تشهد تداولاً في نطاق عرضي عقب بيانات أظهرت تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بصورة أكبر من المتوقع في الربع الأول ما عزز الآمال بضخ سيولة جديدة. وسجل الدولار أدنى مستوى في شهرين أمام سلة من العملات أمس.

ويجعل تراجع الدولار العملات المقومة بالعملة الأميركية في متناول المشترين المتعاملين بعملات أخرى.

على صعيد متصل، أظهر مسح لـ «رويترز» أمس أن إنتاج دول منظمة أوبك من النفط سجل في أبريل/ نيسان أعلى مستوياته منذ 2008 حيث طغت زيادة الإمدادات من العراق والسعودية وليبيا على تراجع المعروض الإيراني لأدنى مستوياته في 20 عاماً قبيل بدء سريان حظر أوروبي.

وبحسب المسح الذي شمل مصادر بشركات نفطية ومسئولين في أوبك ومحللين بلغ متوسط معروض 12 عضواً بمنظمة البلدان المصدرة للبترول 31.75 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 31.32 مليون برميل يومياً في مارس/ آذار.

وإضافة إلى تخفيف أثر الحظر الأوروبي المزمع على النفط الإيراني، ساهمت كميات النفط الإضافية في سد الثغرات الناجمة عن انقطاعات كبيرة غير معتادة في الإمدادات على مستوى العالم.

وقال المحلل لدى بي.إف.سي إنرجي بول توسيتي «توجد كميات وفيرة من النفط في السوق لكن هناك كثير من الانقطاعات في الإمدادات من خارج أوبك والتي مازالت تؤدي إلى شح المعروض».

وسجل إجمالي إنتاج أوبك أعلى مستوياته في استطلاعات «رويترز» منذ سبتمبر/ أيلول 2008 أي قبل فترة وجيزة من اتفاق المنظمة على سلسلة تخفيضات في مواجهة ركود اقتصادي وانهيار في الطلب.

وفي أبريل جاءت أكبر زيادة في إمدادات أوبك من العراق مع تشغيل ثاني مرفأ تصدير بحري جديد على الخليج ما دعم الطاقة التصديرية للبلاد. وتجاوز إنتاج العراق ثلاثة ملايين برميل يومياً وارتفع 230 ألف برميل يومياً عن مارس.

وزاد إنتاج السعودية في أبريل إلى عشرة ملايين برميل يومياً بحسب المسح ويقول بعض الزبائن إن المملكة التي قالت إنها تريد أن ترى انخفاضاً في الأسعار قد عرضت عليهم كميات إضافية من الخام. ويواصل الإنتاج تعافيه في ليبيا بعد أن توقف خلال الثورة التي أطاحت بحكم القذافي في 2011.

وارتفعت أيضاً الإمدادات من أنغولا ونيجيريا عضوي أوبك من غرب إفريقيا. وفي إيران التي تواجه حظراً أوروبياً من يوليو/ تموز هبط الإنتاج بشكل ملحوظ في أبريل للشهر الثاني بحسب مصادر نفطية من خارج البلاد.

وأظهر المسح تراجع إنتاج إيران إلى 3.15 ملايين برميل يومياً في أبريل. ويعد هذا أدنى مستوى في البلاد منذ أن أنتجت 3.088 ملايين برميل يومياً في 1990 بحسب أرقام من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وفي مارس سجلت صادرات إيران النفطية أول انخفاض كبير منذ أن أعلن الاتحاد الأوروبي في يناير/ كانون الثاني عن خططه لحظر استيراد النفط من إيران وفرضت واشنطن وأوروبا عقوبات على البنك المركزي الإيراني.