أستمتع فرانك دي بوير باحتفالات أكثر من 50 ألف متفرج ملأوا استاد أياكس أمستردام، وصبغوه باللونين الأحمر والأبيض. النادي التاريخي الهولندي كان للتو فائزا بلقب الدوري المحلي للمرة الحادية والثلاثين، لكن تلك كانت لحظة فارقة في مشوار المدير الفني. وقال مدرب أياكس خلال احتفاله باللقب ليلة الأربعاء: «لقب الموسم الماضي بدا أنه لا ينسى. لكن هذه البطولة كانت من جديد شيئا مميزا».

وبالفوز 2/ صفر على الضيف فينلو أكد الفريق حسابيا فوزه بلقب الدوري. وقبل جولة على نهاية الموسم، يتفوق الفريق بفارق 6 نقاط على أقرب ملاحقيه فينورد. ويرجع الفضل في تحقيق هذا النجاح إلى صانع اللعب سيم يونج الذي سجل هدفين في الدقيقتين 8 و59.

ويرجع الفضل بشكل كبير إلى إحراز هذا اللقب إلى دي بوير. فخلال أشهر وجد النادي نفسه عالقا في صراع على النفوذ بين اثنين من أكبر نجومه على مر التاريخ: يوهان كرويف ولويس فان غال. بل أن كرويف لجأ إلى القضاء للحيلولة من دون تعيين عدوه الأكبر مديرا رياضيا للنادي. ولم يتمكن الفريق من غض الطرف تماما عن الدعاوى القضائية، ودي بوير أيضا تضرر من الوضع. واعترف الدولي الهولندي السابق لمجلة «فويتبال إنترناشيونال»: «كان لدي إحساس كما لو كان على أن أختار بين ابن وابنة». وفي فبراير/ شباط، كان الجانب الأكبر من الصراع قد مضى.

وهكذا كانت المثابرة والهدوء مرة أخرى سببا للنجاح هذا الموسم. فبعد مرور 20 جولة، كان فريق دي بوير في المركز السادس بفارق 8 نقاط خلف المتصدر آيندهوفن، والدفاع عن اللقب بدا وقتها أمرا مستبعدا. لكن الهدوء المستعاد داخل النادي والثقة في مجموعة قوية تضم يونج والمهاجم ميراليم سوليماني ولاعب الوسط المدافع تيو يانسين، قادا إلى تحقيق الفريق 13 انتصارا متتاليا. وبالنسبة لدي بوير يعد هذا اللقب الثاني منذ أن تولى تدريب أياكس أواخر العام 2010 بدلا من مارتن يول.

وعلى هذا النحو يمضي اللاعب السابق (41 عاما) على خطى مدربه السابق فان غال، الذي كان آخر من يقود أياكس إلى الدفاع بنجاح عن لقب الدوري العام 1995. في ذلك العام فاز الفريق بآخر ألقابه الكبرى دوليا، دوري الأبطال، في ظل قيادة فنية لفان غال، وأخرى داخل الملعب من المدرب الحالي كقائد للفريق. والآن، يتطلع دي بوير إلى إنجازات أكبر في الموسم المقبل. وتلقى مدرب أياكس الكثير من المديح على عمله. وقال مدرب فينورد رونالد كومان: «على رغم كل القضايا، ظل فرانك هادئاو لم يستخدمها قط عذرا وأبعد لاعبيه عنها». كما تميزت لغة كرويف بالود في عموده بصحيفة «دي تليغراف»: «أود من قلبي تهنئة كل من ينتمون لأياكس».