نظم الرئيس الأميركي، باراك أوباما تجمعه الانتخابي الرسمي الأول أمس السبت (5 مايو/أيار 2012) في وقت غير مؤات مع تراجع إشارات التعافي الاقتصادي الذي كان يأمل أن يدعم إعادة انتخابه لولاية ثانية.
وافتتحت الحملة زوجته، ميشال أوباما أمام حشد هائل من المؤيدين الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض قبل أربعة أعوام والتي تتضمن تنظيم تجمعات تحت شعار «مستعدون للانطلاق» في ولايتي أوهايو وفرجينيا الحاسمتين.
لقد بات أوباما اليوم أكبر عمراً وأكثر حكمة وربما أقل حماسة مما كان عليه في حملته الأولى في شتاء 2007 القاسي، حيث بدا في صورة المبشر بالأمل والتغيير.
لقد أنهكته ثلاث سنوات ونصف السنة من المعارك السياسية مع الحزب الجمهوري في واشنطن والأزمة الاقتصادية الأسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والتي طغت على فرحة فوزه التاريخي في انتخابات 2008.
ويواجه أوباما اليوم معركة معقدة لإعادة انتخابة في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو الذي أضعف حجته بأنه أعاد الازدهار للبلاد.
لكن أوباما سيتغلب على إعلان الفشل من خلال التأكيد بأنه جعل البلاد تتفادى انكماشاً كبيراً ثانياً وبأن خصمه الجمهوري الثري يريد العودة إلى سياسة الإعفاءات الضريبية للأثرياء وإلى إضعاف الرقابة المالية التي كانت سبباً وراء الأزمة.
وسيتحدث أوباما عن رؤيته الاقتصادية التي ستضمن تحقيق الفائدة لعموم الأميركيين وليس فقط للأثرياء، وسياساته الأمنية والخارجية بما فيها قتل أسامة بن لادن الذي يقول إنه جعل الأميركيين في مأمن.
وسخر الجمهوريون من فكرة الانطلاق الرسمي لحملة أوباما الذي يتهمونه بأنه بدأ حملته قبل أشهر مستفيداً من المناسبات الرسمية المتصلة بواجباته الرئاسية.
وقال أوباما مازحاً الأسبوع الماضي خلال ظهوره وبجانبه الرئيس الديمقراطي السابق، بيل كلينتون إن كل مرشح يقول إن انتخابه هو الأهم في تاريخ أميركا، ثم ينكب على الأمور بجدية.
وأضاف «لكن دعوني أقول لكم إن هذه الانتخابات مهمة. هذه الانتخابات مهمة. هذه الانتخابات مهمة».
وبين استطلاع أجراه موقع «ريل كلير بوليتكس» أن أوباما يتقدم بهامش ثلاث نقاط على المرشح الجمهوري ميت رومني - 47 إلى 44 في المئة - قبل ستة أشهر من الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويحتاج الرؤساء إلى الحصول على نسب قريبة من الخمسين لكي يشعروا بالثقة بفرصة إعادة انتخابهم.
ويبدو طريق أوباما أكثر سهولة من رومني على الخريطة السياسية الأميركية حيث يتعين الفوز بأصوات المندوبين الـ 270 للفوز بالانتخابات، وخصوصاً في نحو عشر من الولايات الصعبة.
وترى معظم استطلاعات الرأي أن أوباما يحظى بتأييد شعبي أكبر من رومني، وأنه يسجل نقاطاً في مجال الأمن القومي، وبين المجموعات السكانية الحاسمة مثل النساء والناخبين من أصل لاتيني.
لكنه ضعيف على الجبهة الاقتصادية مع زيادة البطالة فوق 8 في المئة وإشارات مربكة بشأن تعافي الاقتصاد والهجمات الحادة التي يشنها عليه رومني الذي يعتمد شعار «سياسة أوباما فاشلة».
وتلقى أوباما الجمعة ضربة عندما بينت أرقام وزارة العمل انخفاضاً في فرص العمل الجديدة التي لم تتجاوز 115 ألف وظيفة في أبريل/ نيسان.
وقال رومني «إنه تقرير رهيب ومحبط»، خلال مقابلة مع «فوكس نيوز» الجمعة.
وأضاف «الشعب الأميركي يتساءل لماذا لا يحصل الانتعاش بصورة أسرع»، وهو يدرك أن النتائج الاقتصادية الضعيفة تشكل بالنسبة له أفضل فرصة لإعادة أوباما إلى شيكاغو بعد ولاية رئاسية واحدة.
وفي 2008، خاض أوباما حملته باعتباره مرشح الإصلاح والتغيير والأمل الذي سيعمل على إحداث نقلة نوعية في سياسة البيت الأبيض وتغييراً في صورة البلاد.
ولكنه لم يعد الآن بوصفه رئيساً مرشحاً، يتمتع بتلك الفرصة لأن المشكلات الاقتصادية التي ورثها والتي كافح لحلها باتت جزءاً من إرثه وعليه أن يقنع الأميركيين بأن الأمور تتحسن وأنه هو صاحب الفضل في ذلك.
ويؤمن أوباما بأن الأميركيين سيصدقون رؤيته في ضمان «حصول كل فرد على حصة عادلة وقيام كل فرد بقسط عادل من العمل، وأن القوانين ذاتها تنطبق على الجميع».
لكن حملة أوباما اعتمدت جملة من الإعلانات السلبية التي تستهدف نقاط ضعف رومني بين الناخبات، وثروته الكبيرة التي تجعله لا يشاطر أعباء الطبقة المتوسطة.
لكن رومني يرد على ذلك بقوله إن نجاحه كرجل أعمال هو ما تحتاجه البلاد لإنعاش الاقتصاد.
وقال رومني الجمعة «الرئيس إنسان طيب، ولكنه لم يعمل قط في القطاع الخاص. لم يخلق يوماً فرصة عمل. أعتقد أنه ينبغي أن يكون الإنسان موظفاً ليعرف كيف يخلق وظائف».
العدد 3529 - السبت 05 مايو 2012م الموافق 14 جمادى الآخرة 1433هـ