الصحافة كلمة ثمنها الدماء

يحتفل العالم في 3 مايو/ أيَّار من كل عام بحرية الصحافة، وهو التاريخ الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1993م موعدا للاحتفال بالمبادئ الأساسية لهذه الحرية، مشتملاً على تقييم مستوى الحرية الصحافية حول العالم ومدى استقلالها، وحماية وسائل الإعلام ومنتسبويا، والوقوف أمام ذكرى مَنْ فَقَدْوا حياتهم نتيجة عملهم.

كما أَنْ هذا اليوم يُعتبر مناسبة للإعلان عن الإنتهاكات التي تنال من حرية الصحافة في العديد من بلدان العالم، والتي منها: ممارسة الرقابة التي يُعبَّر عنها بالاستبدادية (AUTHORITARIAN CONTROL)، ومواجهتها بفرض غرامات ورسوم جزاءات، إلى تعليق للصدور، ومن ثَمَّ إغلاقها وتشميعها بالشمع الأحمر، فيما تصِل عند بعض أنظمة الدول إلى الاستهداف المباشر للصحافيين والمحررين والناشرين وذلك من خلال المضايقات والاعتداءات والاعتقالات وحتى الاغتيالات والتصفية الجسدية.

ولهذا أصبح هذا التاريخ من كل عام يُمثل مناسبةً عالميةً لِحثِّ حكومات العالم أجمع إلى ضرورة احترام الصحافة وعدم العبث بحريتها والنيل من استقلالها، بل على العكس من ذلك تماماً؛ وهو دعمها وتقديم المساعدات المالية والمعنوية لها ولمنتسبيها لِما في ذلك من إيجابيات تعود بالنفع والخير والصلاح على المجتمع العالمي شعوباً وأنظمةً على حدٍ سواء.

تعريف الصحافة لغة: قال العلامة ابن منظور في لسان العرب في مادة (صَحَفْ) الصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ، وصَحِيفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جلده، والصَّحيف وجْه الأَرض؛ والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ. وجاء تعريف (الصَّحِيفَةُ)في المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة بقولهم هي: ما يكتب فيه من وَرَقٍ ونحوه. ويطلق على المكتوب فيها. والجمع: صُحُفٌ .

وفي التنزيل العزيز:» إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى» (الأعلى 18- 19)، وإضمامةٌ من الصفحات تصدر يوميًّا، أو في مواعيد منتظمة بأخبار السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة وما يتصل بذلك. والجمع: صُحُفٌ، وصَحَائِفُ.

وتعريف الصحافة اصطلاحا من أشمل التعريفات الحديثة لمصطلح الصحافة هو ما جاء في كتاب (فن التحرير الصحافي بين النظرية والتطبيق) لإسماعيل إبراهيم، حيث يقول: الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها.

ولهذا السبب كانت الصحافة واحدة من وسائل الإعلام التي أثّرت وأثَرَت المجتمع البشري على مدار قرنين من الزمان ولاتزال.

يُشار إلى أَنْ «وسائل الإعلام» تُعرف بقنوات اتصال (COMMUNICATION CHANNELS)، وهي تَدور تاريخياً حول ثلاث من النظريات المشهورة التي استحوذت على فِكر العلماء والمختصين في هذا المجال كفريّال مهنّا في معالجتها لموضوع: (وظائف الإعلام الجماهيري والمجتمعات العربية) المنشور في العدد (266) من مجلة الموقف الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتَّاب العرب بدمشق في شهر يونيو/ حزيران للعام 1993م ما ملخصها:

أولا: نظرية الإعلام INFORMATION: إن كلمة الإعلام تغطي معنى المضمون ومعنى الطريقة التي ينقل بها هذا المضمون. فهي مجمل التجهيزات والمعدات والأجهزة التي تسمح في لحظة ما، وفي مجتمع ما، بموجب تقنية صناعية معينة ما، بانتشار عناصر المعرفة والتقويم هذه. وبتعبير أدقَّ وأكثر شمولاً تعني واقعاً اجتماعياً تشكل الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزة معاً، من جهة ومعنى مجمل المواقف والقناعات الجماعية التي ينتجها هذا الواقع من جهة أخرى.‏

ثانياً: نظرية الإعلام الجماهيري MASS MEDIA: هي المعلومات والأفكار والآراء والمواقف والقيم - المتمثلة في الكلمة والصورة والصوت - التي تتضمنها الرسالة الإعلامية المطبوعة والمسموعة والمرئية، في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمجتمع ما، من خلال الوسائل والوسائط التي تحقق صنع ونشر هذه الرسالة أو بثها وانتشارها على أوسع نطاق ضمن إرادة سياسية معينة واستراتيجية محددة.

ثالثاً: نظرية الاتصال الجماهيريMASS COMMUNICATION : هو كل ما يصدر عنه من معلومات ومضامين ومعطيات عبر الأجهزة والمعدات التقنية والصناعية المخصصة للاتصال كمراكز الاتصالات ومحطات الأقمار الصناعية بالإضافة إلى الأشكال الأخرى الموجودة في أي مجتمع. كما أن مصطلح الاتصال الجماهيري أكثر سعةً وعمقاً وشمولية من مصطلح الإعلام الجماهيري المرتكز على الصحافة والإذاعة والتلفزيون فقط».

إلا أننا وفي ظل ثورة المعلومات التي يعيشها عالمنا الإنساني نجد أن وسائل إعلامية أخرى جديدة اقتحمت عالم الإعلام والاتصال فمثَّل ثورة قائمة بحدَّ ذاتها ونقصد بها المواقع الإلكترونية الشهيرة: التويتر، والفيسبوك. وهي وسائل تُعدُّ في عالمنا المعاصر من الوسائل الإعلامية المهمة والخطيرة لما لها من أثرٍ في نقل المعلومات والأفكار والأحداث والأنباء في غضون ثوان قليلة على شبكة المعلومات العالمية.

وظائف الصحافة

نقل الأخبار ونقدها وتحليلها، والتثقيف والتعليم، وترابط ???????، والتسلية والترفيه، والرقابة العامة، و????? والترويج، وتكوين الآراء والاتجاهات، وأخيراً ??????? المجتمعية المختلفة.

حرية الصحافة واستقلالها

انطلاقا من المادة التاسعة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على: «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية» ومن المادة التاسعة عشرة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تنص على:

1 - لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة.

2 - لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.

إنَّ حرية الرأي والتعبير هي أحد أهم الأسس الرئيسية لأفراد وجماعات العالم الإنساني، وبالتالي هي أحد أهم المكونات والأعمدة التي يقوم عليها العمل الإعلامي بشكل عام والصحافي بشكل خاص، وفق ما نصت عليه الشرائع السماوية، وأقرَّته الشِرعة الدولية لمواثيق وحقوق الإنسان،

على أن هذه الحرية لابد أن تتوافر لها البيئة المجتمعية التي تعتمد في بنائها الثقافي مبادئ العدل السياسي والمدني والدستوري، وما إلى ذلك من أمور تتعلق بتطور هذه الحرية ونموها، في ظل المفاهيم التي تؤكد على السلام، وأصول العيش المشترك، وحماية المصالح العامة، وتبادل المنافع، والوقوف أمام تيارات التطرف التي تُغذّي الاستبداد والإرهاب من خلال دعاوى التحريض على الكراهية والتصدّي لإثارات العصبية، وإذكاء نار الفتنة، ونبذ جميع أشكال العنف، وألوان الأذى بمختلف درجاته، لاسيَّما عند اشتداد الأزمات السياسية كالاحتقان السياسي والفكري، والاقتصادي كاتساع مساحات الفقر والبطالة المؤثرة على الحياة المجتمعية للشعوب والدول مما يؤكد على ضرورة أن هذه الحرية تقتضي ضمانات شرعية ودستورية من شأنها أن تُحافظ على بقائها حرة مستقلة.

استقلالية الصحافة

استقلال الصحافة هو في إرادتها والتزامها في تعزيز حرية الرأي والتعبير لبناء حياة حرة كريمة ترتكز على الحقوق والواجبات، وذلك من خلال التالي:

1 - إطلاع أفراد والمجتمع على مختلف الأحداث والحقائق والآراء والشئون العامة، وذلك عبر تمكين المؤسسات الصحافية وكوادرها من الوصول إلى كل مصادر الأخبار والمعلومات، وتداولها وبثها بحرية تامة دون قيد أو شرط، بغرض البحث عن الحقيقة ومعالجتها والوقوف على حلول ناجعة لها لتحقيق مصالح الشعب، عبر تشكيل رأي عام قوي وفاعل في الشئون العامة للبلاد، دون أن يعني ذلك إفشاء الأسرار المتعلقة بالأمن القومي أو كل ما من شأنه أن يضر البلاد، وهذا ما تفرضه المسئولية الوطنية والأخلاقية إزاء المجتمع والوطن واحترام مكوناته والحياة الخاصة بهم.

2 - استقلال الصحافة هو مقاومة تلك الضغوظات المتمثلة في الأموال والهبات التي تهدف إلى التأثير بما يخدم هذه الجهة أو تلك من تضليل للرأي العام أو تبرير للتصرفات الخاطئة أو التستر على المخالفات التي يجرمها القانون، أو النقد الموجَّه والبنَّاء الذي من شأنه الحفاظ على المصالح والمكتسبات العامة.

أحمد عبدالله

الظلم في حق الزوجة

انتشر في الآونة الأخيرة عنوان «المشاكل الزوجية»، حيث يرتبط هذا العنوان ارتباطاً أساسياً ووطيداً بموضوع «الظلم في حق الزوجة».

قمت بدوري وبإمكانيات المتواضعة والمحدودة بالبحث في هذا العنوان الأخير، وليتني لم أفعل لما سببت لي نتائج هذا البحث من أرق ومضاعفات نفسيه؛ فعلى القارئ الذي يريد أن يعرف ما تعاني منه هذه الزوجة من بلاء ومصائب أن يملك قلباً قوياً وصبراً شديداً وإيماناً صادقاً بالله.

فلنحلق بجناحي نحلة في وسط تلك الورود ولننتقل من واحدة إلى أخرى ونستمع إلى تأوهات تلك الورود التي ألهمها الله سبحانه وتعالى الصبر فبقيت إلى هذه اللحظة تأخذ أنفاسها بصعوبة وتحاول أن تبقى على قيد الحياة لتكمل رسالتها الإلهية على أكمل وجه.

ها هي الوردة الأولى تملأ مسامعنا بآهات تفوق حرارتها الحمم البركانية وهي تقول: زوجي لا يعرفني إلا عندما يريد حقه الشرعي، فيكون طوال اليوم مشغولاً بعمله وبعدها مع أصحابه وأصدقائه، وقد تكرر هذا المشهد على مدى الأعوام الستة من زواجنا وقبل أن تنتهي الأولى من الحديث حتى بدأت الثانية فالحرارة التي بداخل أحشائها سلبت منها السيطرة على حواسها فانطلق لسانها يتفوه بكلمات الحسد على ما هي (الوردة الأولى) فيه من نعمة!

وهناك مئات القصص التي لا أريد أن أذكرها لكي لا أجرح شعوركم وحياءكم أكثر مما فعلت.

ولو انتقلنا إلى حقل آخر وسألنا مجموعة أخرى من الورود عن حالهن فستسمع بكاء واحدة وأنين أخرى وعندما سألت التي تئن مما أنينك فأجابت مباشرة من غير أي تردد «اللهم العن كل بخيل»، وهل زوجك بخيل؟ فتكلمت بكل حرقة ومرارة، يحاسبني وأولادي (أولاده) على كل شيء من أكل وشرب ولبس فلم أطلب منه قط إلا وزأر في وجهي «ما عندي»؛ وأصعب لحظه عندي عندما يقترب العيد وأطلب منه مبلغاُ من المال لشراء ملابس للأطفال (فقط) فبعد الشجار والبكاء والضرب في بعض الأحيان أمام الأولاد يقوم بإعطائي مبلغاً لا يكفي لواحد من الثلاثة فما يكون مني إلا اللجوء إلى إخوتي وأخواتي، وهكذا قضيت الثماني سنوات التي عشتها معه والجدير بالذكر أن زوجي الكريم يملك عدداً من الودائع في أكثر من مصرف.

تروي إحدى الورود أن كل محاولاتها بآت بالفشل لكي تغير أطباع زوجها من ناحية النظافة الشخصية، ففي كل ليلة يمتلئ قلبها قيحاً وهي تنام في وسط مكب من الزبالة، فتقول استخدمت كل الطرق والوسائل لكي أغير من أطباع زوجي واجعله إنساناً نظيفاً ولكن في كل مرة أجني الثمار لأيام معدودة ومن ثم يخيم علينا فصل الخريف لأشهر طويلة، وتسترسل في الحديث وهي تقول عندما فكرت في الطلاق انقض عليّ كل من سمع مني وقال إني «تافهة».

وما إن تلفت يميناً وشمالاً حتى سقط نظري على إحدى الورود التي يتضح من ملامحها أن الزمن قد أخذ منها مأخذاً عظيماً، قمت بالاقتراب منها وسألتها عن سبب تحول حمرتها إلى اصفرار شديد، قالت: «الخيانة وما أدراك ما الخيانة...».

العجيب في الأمر أنه كل القصص المسرودة أعلاه تم أخذها من مجتمع إسلامي يعرف الله سبحانه وتعالى، هذا ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين، عصر التطور والتكنولوجيا، عصر التحضر و «الأتيكيت»، عصر العلم والثورة العلمية، العصر الذي لو كتب أي شخص في الكمبيوتر على الشبكة العنكبوتية «حق المرأة في الإسلام» لوجد العشرات من الصفحات تتضمن المئات من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة، ولوجد أن حياة أفضل البشر (ص) مليئة بالمواقف والعبر التي تبين لنا قدر وعظم حجم المرأة عامة والزوجة خاصة.

قال سبحانه وتعالى في كتابه: «وجعل بينكم مودة ورحمة» (الروم: 21)، فأين المودة والرحمة التي تكلم عنها الرب الكريم فيما ذكرناه وفي سورة النساء الآية رقم 19 قال تعالى شأنه: «وعاشروهن بالمعروف»، أما الرسول الأكرم (ص) قال: الا واستوصوا بالنساء خيراً وقال أيضاً خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وهو (ص) الذي كان يفترش عباءته لصديقات زوجته خديجة (رض) إجلالاً لقدرها وهو الذي يقول رفقاً بالقوارير وفي موضع آخر قال: إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى فيّ امرأته.

فانظروا كيف جسد الرسول الكريم (ص) أعلى مستويات ما يسمى بالرومانسية فيوصي الرجل بأن يضع اللقمة في فم زوجته وعلى ذلك يؤجر.

والسور والأحاديث التي ذكرناها أنفاً إن لم يتبعها المرء ويطبقها عملياً فبالتأكد أن إيمانه ناقص.

إن أية آية قرآنية توصي الإنسان وخصوصاً الرجل بالمؤمنين أو المسلمين أو الناس أو الأقرباء أو الجيران فهي بطبيعتها تتضمن الزوجة حيث إنها واحدة ممن سبق ذكره.

أيها الرجال، اتقوا الله في زوجاتكم، واطردوا الشيطان من حياتكم وابدأوا حياة جديدة مليئة بالحب (الفعلي) والوفاء والطيبة والإخلاص والأمل والمعاملة الحسنة.

منير الشهابي

الطبيعة

الطبيعة جميلة بما فيها من مظاهر الحياة

بها البحر الغني بثرواته الكثيرة الباقية

والأشجار والحقول والأزهار فيها والورود

هي المصدرُ للجمال هي الرحيقُ للبادية

مختلف الخضروات والفواكه المفيدة للجسم

هي الصحة والغداء للأجسام الخالية

تلك الطيور في أشكالها وأنواعها العجيبة

إنها أروع المناظر في الطبيعة النائية

والأمطار الغزيرة نعمة من رب العالمين

تطل علينا بعد غروب الشمس الصافية

ومهما وجدت الطبيعة فالإنسان دائماً يخترع

الأضرار بمختلف أصنافها المدمرة القاضية

تبقى رياح الطبيعة في أرجاء هذا الكون

من جميع النواحي العجيبة والغريبة زاهية

الطبيعة نعمة لطيفة من ربنا في هذه الحياة

تغمرنا بخيراتها الجمة الكثيرة الغالية

ميرزا إبراهيم سرور

قصة يتيمة

ودي معاك أسهر

على ضو القمر

وودي معاك أمشي

على سيف البحر

اتبعيني لا تخافي

أنا ما اهاب الخطر

يا حلو تستاهلين

أهديك من الألماس والدرر

وأخبيك في فؤادي

هذا غاية مرادي

بعد ودي أسمعك قصايد

ما أحد سمعها من قبل

ولا انكتبت في مجلات وجرايد

وتحفظيها في الملفات القديمة

قصتي ويّاك قصة

لكن هي قصه يتيمة

أنا محتاج إلك

وإنتي محتاجه إلي

بس مهليني شويه

أخبر عنّك كل هلي

ماذا تقولين في الكلام؟

أخبرهم عن الغرام

وأخبرهم إني علّقت

على صدرك الوسام

جميل صلاح

علاوة الغلاء ومسمار جحا

روي أن جحا استأجر بيتاً راق له سكناه وبعد فترة وجيزة جاء المؤجر لكي يخرجه منه ليسكن فيه، وبعد مشادة بسيطة لا تخلو منها الدعابة وافق جحا على طلب المؤجر لكن بشرط، قال له ما شرطك قال جحا بيني وبينك هذا المسمار مثبت في جدار منزلك عليك ألا تخلعه من مكانه، وقال له لماذا قال جحا اعتدت أن أعلق عليه عمامتي وثوبي وأشياء أخرى. فوافق المؤجر على ذلك، ولما رحل أخذ جحا ينزل على المؤجر في أوقات راحته وقيلولته وفي أي وقت يشاء ويدخل ويستبدل عمامته أو ثوبه وينصرف، وهكذا دواليك إلى أن استاء المؤجر منه وضاق ذرعاً من تصرفات جحا وقال له إلى متى ستستمر على هذه المهازل الصبيانية يا جحا، وما كان للمؤجر إلا خلع المسمار وحذفه على جحا وغلق الباب في وجه. وهذه القصة الطريفة تنطبق على علاوة الغلاء التي ابتلينا بمعاييرها وقوانينها واستحداث بياناتها السنوية التي لا تنتهي. ندعو أخوتنا النواب الكرام أن يفعلوا ما بوسعهم بالتحرك الحثيث مع وزارة التنمية لكي تضاف هذه الـ 50 ديناراً في راتب المواطن الشهري، وبذلك تنقطع ذلة المراجعة السنوية وعناء الوقوف مع طابور المراجعين لاستحداث البيانات. الغلاء يشتعل رويداً رويداً والـ 50 ديناراً تتأرجح وتميل للسقوط.

مصطفى الخوخي