يشهد ختام الجولة السادسة عشرة لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم ثلاث مباريات مهمة قد ترسم ملامح ومؤشرات صورة الحسم في صراع القمة والقاع وذلك مع تبقي الجولتين الأخيرتين من عمر الدوري، إذ سيلتقي الجاران الرفاع المتصدر مع الرفاع الشرقي في الخامسة و45 دقيقة على استاد مدينة خليفة الرياضية وتعقبها مباشرة مباراة المحرق الثاني مع الحد السادس، فيما يلتقي البسيتين الثالث مع الحالة الثامن في الخامسة و45 دقيقة على استاد نادي المحرق بعراد.

وعلى رغم اختلاف مواقع الفرق المتبارية وطموحاتها في جدول الدوري إلاّ أن القاسم المشترك بينها سيكون الفوز بالنقاط الثلاث والتي تكتسب أهمية كبيرة في حسابات الصراع سوى في القمة أو القاع، وبالتالي فإنه يتوقع أن تحفل مواجهات اليوم بالندية والإثارة.

في المباراة الأولى تتفاوت طموحات الجارين الرفاعين، فالرفاع يطمح للتمسك بالصدارة وتفادي آية عثرة قد تكلفه ضياع جهد صدارته طيلة الموسم لذا فأن الفوز خياره الوحيد و»الغلطة بألف» في هذه المرحلة الحرجة، وسيدخل بكامل قواه الفنية والمعنوية بعد شفاء وعودة عناصره الأساسية المصابة وأبرزهم قائده طلال يوسف فضلاً عن استعادة الفريق نغمة الانتصارات بفوزه على البحرين 4/2 الجولة الماضية بعد غيبة أربع جولات من العثرات وفوزه اليوم سيعزز من موقعه في الصدارة وسيشكل دفعة معنوية للفريق قبل سفره لملاقاة العربي الكويتي في ربع نهائي البطولة الخليجية الثلثاء المقبل.

أما الجار الشرقي فهو يصارع في دائرة القاع ويحتل المركز التاسع قبل الأخير برصيد 14 نقطة وموقفه لا يحتمل مزيد من نزيف النقاط الذي قد يدفعه للاقتراب أكثر من الهبوط إلى الدرجة الثانية، والفريق يسعى لاستعادة توازنه بعد هزائمه في المباريات الثلاث الأخيرة وأن يكون نداً عنيداً أمام جاره معتمداً على تشكيلة يبرز منها دينامو الفريق فيصل بودهوم ومحمد خليفة والشاب عبدالله يوسف والمخضرمين أحمد حسان ومحمد سلمان لكنه يعاني من ضعف الناحية الدفاعية.

المحرق والحد

وفي المباراة الثانية يدخل المحرق متسلحاً بقوته الهجومية التي أظهرها بانتصاراته الساحقة في الجولتين الماضيتين على الشرقي بسباعية نظيفة والحالة 6/1 ويسعى للاستمرار في الضغط على صدارة الرفاع والمحافظة على فارق النقطتين آملاً في أي تعثر رفاعي.

وعلى رغم التغييرات التي تشهدها التشكيلة المحرقاوية خلال مبارياته الأخيرة تفادياً للإرهاق والإصابات إلاّ أن الفريق يحافظ على قوته نظراً لكثرة الخيارات من اللاعبين من النجوم الدوليين الحاليين والسابقين أو المحترفين وهو يسعى لمواصلة عروضه القوية قبل مواجهته النصر الكويتي الثلثاء المقبل في ربع نهائي البطولة الخليجية، على رغم أن مهمة الفريق قد لا تكون سهلة اليوم أمام جاره الحد الذي يسعى هو الآخر لتأمين موقفه من التأثر بصراع الهبوط خصوصاً أنه تراجع في الجولة الماضية إلى المركز السادس برصيد 18 نقطة وعادة ما يكون الحد نداً عنيداً لقوة المحرق مثلما كان عليه الحال في القسم الأول وسيحاول مدرب الشاب محمد المقلة وضع الطريقة المناسبة التي تحدّ من القوة المحرقاوية معتمداً على تشكيلة يبرز منها المدافع حبيب نصيف وصانع ألعاب الفريق عبدالوهاب المالود والمخضرم غازي الكواري ومحمد عاشور ونايف الماجد وعبدالله وحيد.

البسيتين والحالة

أمام المباراة الثالثة فستشهد صراعاً آخر بين فرق القمة والقاع إذ سيجمع فريق البسيتين الثالث برصيد 28 نقطة والحالة الثامن برصيد 15 نقطة، فالبسيتين بات الفريق الوحيد في الدوري الذي يلعب بارتياح دون ضغوطات بعدما ضمن المركز الثالث ويطمح إلى مواصلة انتصاراته على أمل خطف المركز الثاني من المحرق على رغم صعوبة المهمة في ظل فارق النقاط الست بينهما، والفريق يعتبر من أبرز فرق الدوري الموسم الحالي من الناحية الفنية وضرب بقوة في مباراتيه الأخيرتين بفوزيه على المنامة والأهلي بأربعة أهداف مقابل هدف ويضم مجموعة من اللاعبين الجيدين ما يجعله مؤهلاً لتحقيق فوز جديد إلى رصيده.

في المقابل، يدخل فريق الحالة الثامن المباراة برغبة انتزاع النقاط الثلاث من أجل التقدم خطوة نحو الهروب من صراع الخطر خصوصاً بعد اشتداد صراع الهبوط بعد فوز الأهلي أمس وتساويه مع الحالة والبحرين بـ 15 نقطة، والفريق قادم من هزيمة ثقيلة أمام المحرق بستة أهداف لهدف في مباراة غريبة لا تعكس المستوى الجيد الذي قدمه الحالة في بعض مبارياته الموسم الحالي وموقفه يتطلب جهوداً فنية ومعنوية كبيرة حتى في مواجهاته أمام الفرق القوية لخطف نقاط الأمان.

الرفاعي حمد: المستوى لايهم اليوم فالأهم الفوز

أوضح حارس مرمى فريق الرفاع حمد الدوسري إن مباراة فريقه اليوم ضد الرفاع الشرقي وحتى المباراتين القادمتين لا يستحمل الرفاع فيهم خسارة أي نقطة إطلاقاً، كون المنافسة على اللقب أصبحت صعبة للغاية بعد تقليص المحرق الفارق لنقطتين مع فريقنا المتصدر، وبالطبع خسارة أي نقطة بالنسبة لنا ستعطي المُحرق دافعاً نحو اقتناص الصدارة.

وأضاف الدوسري إن مثل هذه المباريات غير مهم فيها الظهور بمستوى متميز، فالأهم هو تحقيق الفوز والنقاط الثلاث حتى ولو بهدف واحد، وفريقنا قادر على تجاوز هذه المهمة الصعبة اليوم أمام الرفاع الشرقي، مشيراً إلى أن الشرقاويين سيلعبون من أجل الفوز كذلك تجنباً للهبوط وبالتالي هذا الأمر سيجعل المباراة صعبة للغاية ونحن نُدرك ذلك، والفريق سيظهر بصورة أفضل من المباريات السابقة خصوصاً بعد أن عاد لتذوق طعم الانتصارات في الجولة السابقة أمام البحرين.

صراع الهدافين الثلاثة يشتعل في مباريات اليوم

ستشهد مباريات اليوم منافسة خاصة بين المهاجمين المتنافسين على صدارة هدافي الدوري وهم حسين علي بيليه «المحرق» وسامي الحسيني «البسيتين» اللذين يشتركان في صدارة القائمة بعشرة أهداف لكل منهما وسط ملاحقة من جانب مهاجم الرفاع النيجيري جامبو برصيد تسعة أهداف، ومهاجم الحالة أحمد الختال برصيد 9 أهداف أيضاً، وتبدو الفرصة متاحة لكل من اللاعبين الثلاثة لتعزيز رصيده التهديفي من خلال تسجيل أهداف خلال مباريات اليوم الثلاث.

وكان المهاجمون الثلاثة أضافوا عددا من الأهداف في المباريات الأخيرة لفرقهم إذ سجل الحسيني خمسة أهداف في مباراتي فريقه أمام المنامة والأهلي فيما سجل حسين بيليه خمسة أهداف في مباراتي فريقه أمام الشرقي والحالة، فيما سجل جامبو أربعة أهداف في مباراتي الرفاع أمام الحد والبحرين. وسجل الختال هدف فريقه الحالة الوحيد في مباراته التي خسرها أمام المحرق بستة أهداف.

الحيام: لا مجال للخسارة أو التعادل

أكد لاعب فريق المحرق لكرة القدم وليد الحيام أن فريقه سيدخل لقاء اليوم أمام الحد بهدف الفوز وخطف النقاط الثلاث، وقال: «لا مجال للخسارة، نلعب بنظام الكؤوس، الخسارة أو التعادل تعني صعوبة الحصول على الدوري، نأمل أن نحقق الانتصار ويتعثر الرفاع في مباراته مع الشرقي من أجل الصعود على هرم الترتيب».

وأضاف «أعتقد أن المباراة لن تكون سهلة إطلاقاً على فريقنا خصوصاً أن فريق الحد قادم من خسارة ويأمل أن يعوض خسارته ويحسن مركزه، يمتلك لاعبين جيدين وأعتقد أن المباراة ستخرج بفنيات عالية».

وتابع «تركيزنا حالياً ينصب نحو لقاء اليوم أمام الحد، بعد المباراة سندخل في أجواء البطولة الخليجية التي سنلعب فيها مع النصر الكويتي، فوزنا اليوم سيعطي اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لتقديم أفضل المستويات أمام الفريق الكويتي وأتمنى أن نحقق الانتصار».

مكي: المباراة صعبة وهدفنا الفوز

أوضح لاعب فريق الحد محمد مكي أن مباراة اليوم ستكون صعبة أمام المحرق، مؤكداً أن فريقه سيدخل المباراة من أجل هدف واحد وهو الفوز وكسب النقاط الثلاث.

وقال: «لم نقدم المستوى المأمول في المباراة السابقة مع النجمة، خسرنا المباراة ونطمح للتعويض اليوم على رغم صعوبة المهمة، الفوز على المحرق ليس مستحيلا وسبق لنا الفوز عليه الموسم الماضي».

وأضاف «أرى العزيمة والإصرار على وجوه اللاعبين، وجميعنا سيسعى لتقديم أفضل العروض ونتمنى أن نحقق المطلوب»، وواصل مكي حديثه بالقول: «عمل مدرب الفريق على تصحيح الأخطاء التي وقعنا فيها في المباراة السابقة، المعنويات مرتفعة حالياً والجميع جاهز لخوض المباراة أمام المحرق وندرك صعوبة المباراة خصوصاً أن الخصم سيكون المحرق الذي يسعى يدخل بمنافسة قوية مع الرفاع من أجل الصدارة وسنقاتل حتى الرمق الأخير ونتمنى أن نوفق بالحصول على الانتصار».

البناء: نحتاج للفوز لتأمين موقفنا

وصف لاعب منتخبنا والحالة محمد البناء مباراة فريقه اليوم مع البسيتين بأنها تمثل مفترق طرق، مشدداً على صعوبة موقف فريقه وحاجته الكبيرة للفوز والنقاط الثلاث التي ستدفعه خطوات للأمام لتأمين موقفه ووضعيته في الدوري.

وقال البناء «المباراة صعبة خصوصا أننا سنواجه البسيتين الذي يقدم مستويات فنية متطورة من مباراة إلى أخرى ويملك مفاتيح لعب كثيرة في صفوفه خصوصا المهاجم سامي الجسيني»، إلا أن البناء أكد ثقته المطلقة في زملائه اللاعبين لتجاوز الخطر.

ونفى اللاعب الحالاوي أن تؤثر خسارة الفريق الأخيرة من المحرق وبنصف دستة من الأهداف على معنويات اللاعبين، مؤكدا أن فريقه لم يكن يستحق الخسارة الكبيرة خصوصا أنه كان ندا عنيدا للمحرق في الشوط الأول ولكنه انهار في الثاني لأسباب مختلفة منها الجوانب البدنية وكذلك الأخطاء الفردية.

حرم: نطمح للأفضل وسنلعب لتأكيد تقدمنا

نطمح للأفضل والتقدم أكثر لتأكيد تطور الفريق، وهدفنا الفوز بغض النظر عن الفريق الخصم أو وضعيته، بهذه الكلمات بدأ حارس البسيتين حسين حرم حديثه، وأكد على أهمية مباراة اليوم على رغم ابتعاد البسيتين عن حسابات المنافسة أو الهبوط.

وقال حرم أن البسيتين قادر على الوصول لأفضل ما هو عليه الآن، في إشارة واضحة منه إلى أنه يبحث عن المنافسة في المواسم المقبلة، وأضاف «نملك كل الأوراق التي تجعلنا نمضي قدما في طريق المنافسة خصوصا مع الدعم الكبير الذي يحصل عليه الفريق من إدارة النادي».

ووصف الحارس البسيتيني خصم فريقه اليوم بأنه واحد من الفرق الصعبة التي قدمت صورة وانطباع جيد في المرحلة الماضية، ويسعى لتحقيق الفوز للابتعاد عن خطر الهبوط الذي يتهدده، مطالبا زملاءه اللاعبين بضرورة احترام الخصم من أجل التفوق عليه.

انتصارات صعبة في الذهاب

تشير لقاءات الذهاب في القسم الأول بين الفرق المتبارية اليوم الى أنها لم تكن سهلة إذ كسب الرفاع موقعة جاره الرفاع الشرقي بهدف وحيد سجله لاعبه عبدالله عبدو في الشوط الأول من المباراة التي كان فيها الشرقي نداً عنيداً، فيما تجاوز المحرق عقبة جاره الحد بصعوبة بالغة وبهدف قاتل سجله قائده على عامر في الوقت بدل الضائع، في حين كسب البسيتين جاره الحالة بصعوبة أيضاً وبهدفين مقابل هدف، إذ سجل هدفي البسيتين المحترف البرازيلي فابيو ومحمد يعقوب، فيما سجل هدف الحالة هدافه أحمد الختال.

الشرقاوي سلمان: قادرون على خطف النقاط بشرط

أكد مهاجم فريق الرفاع الشرقي الخبير محمد سلمان جاهزية فريقه لتقديم أداء قوي ضد الرفاع في مباراة اليوم كي يُحقق نتيجة إيجابية تمكنه من انتشال وضعه من الوضعية التي يعيشها وجعلته يتراجع للمركز التاسع، موضحاً أن الرفاع سيلعب من أجل البطولة ولكن هذا الأمر يجب ألا يكون عائقاً لنا، فنحن إذا ما أردنا الهروب من القاع فلابد ألا ننظر لوضعية الخصوم، بل ننظر للطريقة التي تُمكننا من تجاوزهم. وأضاف سلمان إن فريقه يمتلك الإمكانيات التي تُمكنه من تحقيق نتيجة إيجابية أمام الرفاع المتصدر اليوم بشرط زيادة التركيز من قبل اللاعبين طيلة المباراة، حيث أن قلة التركيز أثرت على الفريق كثيراً في المباريات السابقة وجعلته يخسر العديد من النقاط لكن الآن الوضع مُختلف وخسارة أي نقطة ربما تُكلفنا الهبوط في نهاية المطاف أو خوض مباراتي الملحق.