ففي الواقع، لا تولد تربية الماشية فقط كما من الغازات المسببة للاحتباس الحراري أكثر من قيادة السيارات، وفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة العام 2006، لكنها أيضاً تساهم بشكل رئيسي في تدهور الأراضي والمياه. ويقول مؤلف التقرير، هينينغ ستينفيلد، إن «الثروة الحيوانية هي أحد أكبر المساهمين في مشاكل البيئة الأكثر خطورة في أيامنا هذه».

وبدوره، قال ستيفن تشاتشا، من «منظمة المجتمع الدولي لحماية الحيوانات» فرع تنزانيا، لوكالة إنتر بريس سيرفس، «إن مؤتمر ريو + 20 يتعلق بالحد من الفقر. وإذا كنا نريد تحقيق ذلك فعلاً، فلا يمكننا إغفال أهمية القطاع الزراعي أو قطاع الثروة الحيوانية».

وأضاف أن «الحكومات بحاجة فعلاً لإيلاء هذه القطاعات المهمة جل تركيزها».

وعملاً على إقناع الحكومات الممثلة في قمة الأرض بأخذ تربية الماشية في الاعتبار، فقد جمعت هذه المنظمة غير الحكومية أكثر من 100,000 توقيع من أكثر من 165 بلداً في عريضة موجهة لكل من جون أش وسوك كيم، وهما رئيسا مؤتمر قمة الأرض.

وسلمت هذه العريضة في 25 أبريل/ نيسان إلى منسقي مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهما إليزابيث طومسون وبرايس ألوند، اللذان وافقا على إحالة التوقيعات إلى أش وكيم.

وتعتبر هذه العريضة جزءاً من الحملة التي تشنها «منظمة المجتمع الدولي لحماية الحيوانات» من أجل وضع صحة ورفاه الحيوان على جدول أعمال ريو + 20. وتشير الحركات المتنامية في جميع أنحاء العالم لأهمية صحة ورفاه الحيوان في الحفاظ على المناخ والبيئة، وكذلك الحفاظ على صحة الشعوب. كما وجدت العديد من الدراسات والمجموعات روابط مباشرة بين صحة ورفاه الحيوان وسلامة الغذاء. ويقول الموقع الالكتروني للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية: «إن معايير صحة ورفاه الحيوان والممارسات الإدارية بما في ذلك التغذية الحيوانية، ومواقعهم وتربيتهم يمكن أن يؤثر على انتشار الأمراض التي تنقلها الأغذية».

وعلى الرغم من وضوح هذا التحول تدريجياً، وذلك بتزايد أعداد المستهلكين الأكثر وعياً بخياراتهم الغذائية، إلا أن جهود الحركة في التغلب على الزراعة الصناعية، وإحراز تقدم ملموس في نضالها من أجل خلق نظام زراعي مستدام وسليم بيئياً، قد تتسم بالبطء الشديد.

ورغم ذلك، فقد أعلنت شبكة مطاعم الوجبات السريعة العملاقة «برغر كينغ» في الأيام الأخيرة تحولاً كبيراً في سياستها، فتعهدت باستخدام البيض خارج الأقفاص بنسبة مئة في المئة في أكثر من 7200 من مطاعم الوجبات السريعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وذلك بحلول العام 2017.

جوهانا تريبلين

وكالة إنتر بريس سيرفس