في إطار الاهتمام الشامل بكل الجوانب الحياتية لليتيم وعلى رأسها جانب الصحي جسدياً ونفسياً، أقيمت فعالية اليوم الصحي لمجموعة من الأيتام المندرجين تحت سجلات جمعية الكوثر للرعاية الاجتماعية لما دون (17 سنه) بمناسبة إعادة افتتاح الجمعية لمقرها الثاني الكائن في منطقة سار. والذي كان عبارة عن سلسلة طبية متعددة الحلقات والتخصصات ابتدأت بالفحوص الأولية وانتهت بالفحوص المتخصصة وكانت تدرجاتها كالتالي:

- المرحلة الأولى: الفحص العام، والذي تضمن فحص ضغط الدم والطول والوزن والنظر والأذن، إضافة إلى التثقيف الصحي والتغذية.

- المرحلة الثانية: فحص الأسنان.

- المرحلة الثالثة: الفحص الأولي الشامل للأطفال وطب العائلة.

- المرحلة الرابعة: الاستشارات النفسية والأسرية.

وتمت هذه الفحوصات على أيدي كوادر طبية بحرينية المتخصصة في الحقول الطبية التالية: أطباء الأطفال، أطباء العائلة، أطباء الأنف والأذن والحنجرة، أطباء العيون، أطباء جراحة الأطفال، أطباء الأسنان، أطباء القلب، التمريض، اختصاصيو التغذية والتثقيف الصحي، وأخيراً استشاريون نفسيون وأسريون.

ولتحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات الطبية والتاريخ المرضي لكل يتيم فقد تم تشكيل الحلقات الطبية وفق شبكة من التواصل البناء بحيث لم يقتصر عمل كل حلقة على الفحوصات الطبية التي تقع ضمن حقلها بل شملت تحويل التقارير والإخطارات الطبية لباقي الحلقات في حال تبين من خلال الفحوص الأولية علامات جسدية تنبئ بأعراض مرضية تخص الحقول الطبية الأخرى، الأمر الذي أدى أن تكون ثمار اليوم الصحي عبارة عن قاعدة بيانات صحية شاملة تدخل ضمن الملف التعريفي لليتيم في سجلات الجمعية لتسهيل التعاطي مع أي مشكلة مستقبلاً.

كما اشتمل اليوم الصحي إضافة إلى الفحوصات الطبية على حلقات تثقيفية صحية في مجالات التغذية والصحة العامة والتوافق الأسري للأيتام وعوائلهم، تم فيها تقديم معلومات غذائية وإجراءات وقائية قيمة تساعد الأطفال على تفادي المشاكل المرضية الناتجة عن سوء التغذية وكذلك بعض الإرشادات والمهارات السلوكية التي تساعد اليتيم على الاندماج والتوافق مع أفراد أسرته من جهة ومع أقرانه ومجتمعه من جهة أخرى.

وتكللت جهود الجمعية في هذه الفعالية بنجاح ملموس بناءً على ما به جاءت نتائج تفريغ بيانات الفحوص الطبية التي كانت مطمئنة إلى حد كبير لشريحة كبيرة من الأطفال ومتسقة مع توقعات الجمعية لها بناءً على المتابعات السابقة لها في هذا المجال. وتضع هذه الفعالية جمعية الكوثر موضع المسئولية اتجاه الأيتام والمجتمع وتعبد لها الطريق نحو فعاليات أكبر وأكثر تخصصاً من حيث الفحوصات الطبية بهدف اكتشاف المشاكل الصحية في مراحلها الأولى إن وجدت والعمل على علاجها بالتنسيق مع باقي أطراف الجسد الطبي قبل تطورها من جهة وتفادي وقوع المشاكل المتوقعة مستقبلاً بتطبيق حزمة من الإجراءات الوقائية التي تقدم للكافل من جهة أخرى.