تستهلك العاصمة الإندونيسية (جاكارتا) حالياً 18 ألف لتر من مياه الشرب في الثانية الواحدة، وهي الكمية التي يقدّر أن ترتفع إلى 26 ألف لتر في الثانية بحلول العام 2015، فما هو الحل؟
الحل المطروح هو شق طريق طولها 54 كيلومتراً عبر الأراضي المزروعة بالرز، وذلك لتسهيل مرور الشاحنات لجلب مياه التلال والجبال لإطفاء عطش 10 ملايين شخص في جاكرتا؛ لكن مثل هذه الحل يأتي على حساب التضحية بحقول زراعة الرز، مهما كانت طموحات سلطات العاصمة بأن تتحوّل جاكارتا إلى «واجهة عرض» لجهودها في مجال تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية، بما فيها تلك الخاصة بالمياه والصرف الصحي؛ لكن الأمر لا يقتصر على ذلك؛ فالحكومة، من خلال سياستها المعلنة، تتطلع إلى شراكات بين القطاعين العام والخاص من أجل التوصل إلى حلول.
بيْد أن شركات المياه تشترط أن «ترخي» الحكومة القواعد المفروضة على مشاريع المياه. هذا هو الحال بالنسبة إلى شركة «بي تي بام جايا» التي تتوقع زيادة بنسبة 44 في المئة في الطلب على المياه في جاكرتا بحلول 2015.
إن عملية جلب مياه تلال المنطقة - التي يبلغ ارتفاعها 600 متر - بالشاحنات ستأتي أيضاً في المستقبل على حساب سكان منطقة سوكابومي البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة، علماً بأن سوكابومي تفتخر بأنشطة السياحة البيئية مثل تجمع المياه البيضاء ومشاهدة الحياة البرية.
ويحذر مدير مركز سيكانانغا لإنقاذ الحيوانات ومقره في سوكابومي، رست روزر، من أن «درجات الحرارة سترتفع إلى نحو 36-38 درجة مئوية (من 25 درجة في المتوسط حالياً) بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع شق الطريق، وهذا من شأنه أن يؤثر على الغطاء النباتي الموجود».
هذا الارتفاع في درجة الحرارة من المؤكد أنه سيؤثر على الزراعة، وهي التي طالما وفرت سبل العيش لنساء سوكابومي، وهن اللائي يتولين 80 في المئة من زراعة الرز، إضافة إلى بيع الفواكه والخضروات في الأسواق التقليدية في المنطقة.
وأكد رئيس مراقبة التلوث البيئي في مكتب سوكابومي للبيئة، لوكامنول حكيم، أن درجات الحرارة تسجّل ارتفاعاً سريعاً بالفعل «ففي حين تعتبر 33 درجة مئوية «أمراً طبيعياً» الآن، كانت تبلغ 24-27 درجة مئوية منذ خمس سنوات فقط».
علاوة على ذلك، تزايدت شكاوى مزارعي الأسماك والصيادين في المناطق الساحلية في سوكابومي من أن المخزون السمكي في المياه العذبة قد هلك بالفعل؛ بسبب دخول مياه البحر إلى مناطقهم.
كفيل يامين
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3561 - الأربعاء 06 يونيو 2012م الموافق 16 رجب 1433هـ