في شهر واحد من خزي وفضيحة إلى مجد وشهرة. لم يظهر وجها كرة القدم الايطالية بمثل هذا التناقض الكبير كما حدث خلال الأسابيع الماضية.
ففي الوقت الذي يترافع فيه الادعاء ومحامو الدفاع في قضية التلاعب في نتائج مباريات التي تهز كرة القدم الايطالية قدم لاعبو المنتخب الايطالي لكرة القدم عروضا رائعة أوضحت لماذا وعلى رغم كل شيء تحظى كرة القدم الايطالية بالاحترام.
قدم المنتخب الايطالي بقيادة المدير الفني مارسيلو ليبي أفضل ما يميز كرة القدم الايطالية من أسلوب لعب والتزام وحماس وحصل على الجائزة بالتتويج بكأس العالم بعد التغلب على المنتخب الفرنسي بالركلات الترجيحية.
ولكن في ايطاليا يواجه مسئولو أندية وحكام وموظفون بالاتحاد الايطالي لكرة القدم اتهامات أمام محكمة تأديبية وتواجه أربع أندية احتمال هبوطها من دوري الدرجة الأولى الايطالي إذا تبين أنها حاولت التأثير على نتائج مباريات عن طريق التدخل في اختيار الحكام الذين يديرون المباريات.
ولا يمكن لنجاح ايطاليا في كأس العالم أن يلغي ما تم الكشف عنه من خداع خلال السنوات الأخيرة كما لا يمكن للفضيحة أن تقلل من شأن الانجاز الذي حققه المنتخب الازوري (المنتخب الايطالي) في كأس العالم بألمانيا.
كما أن ما قدمه 23 لاعبا بالمنتخب الازوري بقيادة ليبي يزيد من قيمة الانجاز بسبب الظروف التي تحتم على اللاعبين اللعب خلالها.
ومنذ اللحظة التي تجمع فيها لاعبو المنتخب الايطالي في معسكرهم التدريبي قرب فلورنسا حيث تمت بعض الاتفاقات التي يجرى التحقيق فيها في فضيحة التلاعب كما تشير نصوص المكالمات الهاتفية التي جرى تسجيلها تحتم على المنتخب التعامل مع آثار الفضيحة.
وبدأت مطالب لليبي بالاستقالة عندما ورد اسم ابنه في التحقيقات الجارية كما ظهرت مطالب بتجريد فابيو كانافارو من شارة كابتن المنتخب بعد أن دافع علنا عن مدير عام نادي يوفنتوس السابق لوتشيانو موجي أحد المدعى عليهم الرئيسيين في القضية.
واضطر حارس مرمى المنتخب الازوري جيانلويجي بوفون لمغادرة معسكر الإعداد للحديث مع قاضي تحقيقات بخصوص مراهناته على مباريات بالخارج.
وتركز الحديث في كل مؤتمر صحافي على الفضيحة ولكن بمجرد وصول المنتخب الازوري إلى ألمانيا ناشد ليبي الجميع التركيز على الفريق وعروضه في كأس العالم ولكن ذلك لم يحدث تماماً.
وبعد أسابيع من الإصرار على أن لاعبيه لم يتأثروا بتطورات الفضيحة في ايطاليا قال ليبي بعد الفوز على ألمانيا في الدور قبل النهائي إن الفريق اتحد نتيجة هذه الفضيحة.
وتابع: «بالتأكيد فان كل الفوضى التي وقعت قبل شهرين أو ثلاثة شهور ملأت اللاعبين رغبة وإصراراً على الرد لتوضيح أن كرة القدم الايطالية فعالة وحقيقية وقوية على المستويين الفني والأخلاقي. ساعدت الفضيحة في تشكيل مجموعة قوية». وكان اللاعبون بالتأكيد يشعرون بالاستياء لأنهم لم يتورطوا في أي أخطاء ولم يتورطوا في الفضيحة ومن ثم لا يستحقون أن ينظر إليهم على أنهم مذنبون.
وقال لاعب خط وسط المنتخب جينارو جاتوزو عندما سئل عن الفضيحة: «كل مرة أنزل فيها الملعب أعرق وأبذل قصارى جهدي». وكان جاتوزو بين الذين رفضوا مطالب بعض السياسيين بالعفو عن المتورطين في الفضيحة في حال الفوز بكأس العالم.
وبالتأكيد فان عروض لاعبي المنتخب الايطالي في كأس العالم توضح أنهم يستحقون أفضل ممن يديرون اللعبة في البلاد
العدد 1404 - الإثنين 10 يوليو 2006م الموافق 13 جمادى الآخرة 1427هـ