قال مسئولون في بيت التمويل الكويتي «بيتك» إن تنفيذ المنتزه العلمي والتكنولوجي وهو عبارة عن مدينة متطورة سيبدأ على الأرجح في الربع الثاني من العام المقبل ويتوقع أن يكلف نحو مليار دولار وسيقام قرب المشروع الضخم الذي يتم تنفيذه في الوقت الحالي جنوب شرق المملكة وهو درة خليج البحرين بكلفة تبلغ نحو ملياري دولار.
مستشار أول لتطوير الأعمال وتمويل الشركات في «بيتك» فيليب مرباني ذكر أن الاستعدادات لاتزال تجري لتنفيذ المشروع الذي سيكون «ضخماً جداً» حسب تعبيره ويهدف إلى مساعدة الشركات المتوسطة والصغيرة ونحن الآن نمضي في عملية «التصميم والهندسة.
إنه مشروع ضخم وسيغير وجه البحرين». وأضاف يقول في حديث إلى «الوسط» إن المشروع سيفيد البحرين من حيث توفير فرص أعمال إلى الدولة وكذلك القطاع الخاص وأن المشروع مملوك في الوقت الحالي إلى بيت التمويل الكويتي - البحرين الذي جاء بعد دراسة قدمتها «اليونيدو» حيث يبدو أن الدراسة أثبتت الجدوى الاقتصادية للمشروع وهو الثاني الذي يقيمه «بيتك» في جنوب المملكة.
ولم يذكر مرباني كلفة المشروع إلا أن بعض المسئولين في المصرف قدروا أن الكلفة قد تبلغ نحو مليار دولار ما سيجعله أحد المشروعات الرئيسية في المملكة التي تستقطب أكثر من 4 ملايين سائح سنويا معظمهم من دول الخليج العربية خصوصاً المملكة العربية السعودية. وأبلغ أحد المسئولين «الوسط» أن «خطة المشروع الرئيسية (حفَُّّمْ ذٌفَ) سيتم الحصول عليها قبل نهاية العام الجاري وأن التنفيذ سيبدأ في الربع الثاني». وتعتبر المملكة، وهي المركز المالي والمصرفي في المنطقة، إحدى المناطق الرئيسية لجذب الشركات الصناعية المتوسطة خصوصاً مع قرب تنفيذ اتفاق التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة الأميركية والمتوقع أن يبدأ قبل نهاية العام.
ولم يوضع اسم للمدينة التكنولوجية حتى الآن والتي قال المسئول إنها تشبه المدينة العلمية في قطر والتي أقيمت في الآونة الأخيرة ولكن المشروع الجديد يختلف عن المدينة القطرية في القطاعات التي ستضمها مثل قطاع البيئة والطاقة والتكنولوجيا. أما المدينة القطرية فمعظمها تضم شركات عالمية تهتم بصناعة النفط والغاز مثل توتال وإكسون.
وسيقام المشروع بالقرب من مشروع درة خليج البحرين وهي المنتزه السكني والسياحي الضخم الذي يجرى تنفيذه بكلفة تبلغ نحو ملياري دولار والمملوك مناصفة إلى الحكومة البحرينية وبيت التمويل الكويتي - البحرين بعد انسحاب دلة البركة وقيام «بيتك» بشراء حصة دلة بقــيمة بلغت نحو 15 مليون دينــار.
وكانت الحكومة البحرينية ودلة البركة السعودية قد أنشأتا شركة مشتركة برأس مال يبلغ 100 مليون دينار تهتم بتطوير السياحة في المملكة ولكن مع تأخر إنشاء مشروعات حيوية في المنطقة الجنوبية قام «بيتك» بشراء حصة «دلة» وبدأ في إنشاء مشروع درة البحرين والمنتظر أن يكون أحد معالم المملكة من ناحية التصميم عند اكتماله المتوقع في العام 2009.
والمشروع المقترح هو الرابع الذي سيقام في المنطقة الجنوبية الخالية بعد إنشاء حلبة البحرين الدولية لسباق السيارات وبدء بيت التمويل الخليجي مع مطورين من دول الخليج العربية بتنفيذ منتزه العرين الصحراوي الذي يتكلف نحو 700 مليون دولار. ومن المنتظر أن يبدأ العمل في بناء فلل وشقق سكنية في العرين في نهاية العام الجاري بكلفة تبلغ 450 مليون دولار وتنفذه شركة كويتية.
ونتيجة للزحف العمراني الضخم الذي يطال المنطقة الشمالية من هذه المملكة الصغيرة فإن أنظار المستثمرين المحليين والإقليميين تتوجه الآن إلى المنطقة الجنوبية للاستفادة من موقع البحرين الواقع في وسط الخليج كنقطة وصل بين دول المنطقة الغنية بالنفط وتحويل المملكة إلى مركز جذب للشركات والمؤسسات المتوسطة والصغيرة.
كما أن استمرار الازدهار الاقتصادي والوفرة المالية في المنطقة والناتجة عن صعود أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية بلغت نحو 70 دولاراً للبرميل الواحد فإن المملكة مرشحة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات من المستثمرين المحليين والإقليميين الذين يرغبون في ضخ المزيد في مشروعات استثمارية أثبتت جدواها الاقتصادية
العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ