العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ

«رجال الأزوري» تراقصوا فرحاً بالكأس الذهبية

إيطاليا تخرج عن بكرة أبيها للاحتفال بالأبطال

تجمع مئات الآلاف من الايطاليين مساء أمس الأول (الاثنين) في ساحة مكسيموس أحد أشهر الاستادات الأثرية في روما للاحتفال بأبطالهم نجوم المنتخب الايطالي لكرة القدم (المنتخب الازوري) الفائز بكأس العالم لكرة القدم.

وتعالت الهتافات وأطلقت الألعاب النارية وكان بحر من أعلام ايطاليا في استقبال الحافلة ذات السقف المفتوح التي أقلت الفريق.

وبدأت الحشود تتدفق على الساحة التي كانت تستخدم قديما في سباقات العربات التي تجرها الخيول منذ بعد الظهر في أعقاب عودة المنتخب إلى البلاد.

ونجح فوز المنتخب الازوري في أن يبعد الأذهان ولو لفترة عن فضيحة التلاعب في نتائج مباريات التي تهز البلاد.

وقال مكتب رئيس البلدية إن ما يقدر بنحو 600 ألف مشجع تدفقوا على الساحة إضافة إلى مئات الآلاف الذين رافقوا الحافلة في مسيرتها إلى الساحة بعد حفل استقبال أقيم للفريق في مقر رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي على بعد بضعة كيلومترات.

وكان المحتفلون أعدوا للحفل بعرض نعش ملفوف بعلم فرنسا التي تغلبت عليها ايطاليا بالركلات الترجيحية في مباراة الدور النهائي بكأس العالم يوم (الأحد).

وصعد المدير الفني للمنتخب الايطالي مارسيلو ليبي واللاعبون على مسرح ورفعوا الكأس الذهبية في حين عزف السلام الوطني الايطالي عبر مكبرات للصوت كما عزفت أغنية «نحن الأبطال» لفريق كوين لموسيقى الروك.

وفي ليلة حارة وتحت ضوء القمر رقص لاعبو المنتخب الازوري وغنوا لنحو 40 دقيقة بقيادة نجم فريق يوفنتوس اليساندرو ديل بييرو.

وفي مراسم احتفالية أكثر تحفظا استقبل برودي اللاعبين بعد الظهر في ميدان اكتظ بالمشجعين خارج مقره الرسمي ورفع الكأس مع ليبي وكابتن المنتخب فابيو كانافارو أحد أبرز اللاعبين في نهائيات كأس العالم.

وقال برودي للاعبين الذين جرى تسليمهم ميداليات أمام المحتشدين: «شكرا لكم على استعادة كرامة كرة القدم الايطالية التي تستحقها وهي تواجه عاصفة غير مسبوقة». وكان قائد الطائرة التي عادت بالفريق إلى ايطاليا علق علم البلاد خارج مقصورة القيادة بعد هبوط الطائرة في مطار عسكري جنوبي روما قبل أن ينزل كانافارو وليبي من الطائرة وسط هتافات المشجعين الذين كانوا في انتظارهم بالمطار.

وقال ليبي للتلفزيون الايطالي على متن الطائرة: «لا أدري إن كنا في السماء السابعة أم السماء السادسة. لكننا في منطقة عالية جدا». وفي معرض إشارته إلى الفضيحة التي تعصف بالكرة الايطالية قال ليبي: «نحن سعداء لوقت قصير. ليس لمدة طويلة بل قصيرة». وقالت فدريكا كوتيشيلي (19 عاما) التي كانت تلف نفسها بعلم ايطاليا وتقف وسط آلاف من المشجعين الذين كانوا في انتظار الطائرة: «حضرنا لأننا في العشرينات فقط من عمرنا ولم نشاهد كأس العالم العام 1982. وبالنسبة إلينا هذه الكأس هي الأهم». وأعلن الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو انه سيكرم اللاعبين والجهاز الفني للفريق رسميا بمنحهم أوسمة.

ولكن وسط هذه الاحتفالات مازال مشجعو أربعة أندية بارزة في ايطاليا يركزون أنظارهم على المحكمة الرياضية في روما المقرر أن تعلن حكمها في قضية التلاعب بنتائج مباريات.

ويأمل مشجعو أندية يوفنتوس وميلانو وفيورنتينا ولاتسيو أن تساعد الفرحة بالفوز بكأس العالم على تخفيف العقوبات المقرر أن تصدرها المحكمة أمس (الثلثاء).

وشارك ثمانية من لاعبي يوفنتوس في مباراة الدور النهائي في كأس العالم بينهم خمسة في المنتخب الايطالي وثلاثة في المنتخب الفرنسي.

ويخشى المشجعون أن يهبط هؤلاء النجوم إلى دوري الدرجة الثانية الايطالي أو أقل كما يطالب الادعاء أو يتركوا أنديتهم الايطالية لتفادي مثل هذا المصير.

وفي حديثه المقتضب مع اللاعبين في روما بدا برودي وكأنه يستبعد إمكان العفو عن الأندية قائلاً: «يجب أن تحافظ كرة القدم على صفحتها نظيفة». وأوصى الادعاء الرياضي في قضية التلاعب بهبوط نادي يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثالثة أو أقل وتجريده من لقب الدوري في الموسمين الماضيين مع خصم نقاط منه ببداية الموسم المقبل.

وطالب بهبوط أندية ميلانو وفيورنتينا ولاتسيو إلى دوري الدرجة الثانية مع خصم نقاط أيضا منهم. ونفت الأندية تورطها في التلاعب بنتائج مباريات.

وقبل وقت قصير من وصول الطائرة التي تقل المنتخب الازوري أعلن نادي يوفنتوس تعيين الفرنسي ديدييه ديشان مديرا فنيا للفريق ليحل محل فابيو كابيلو الذي استقال وغادر البلاد الأسبوع الماضي لتدريب فريق ريال مدريد الاسباني.

الصحف الإيطالية تحتفل بإنجاز «الأزوري»

كانت الصحف الإيطالية الصادرة أمس الأول (الاثنين) هللت لفوز «الازوري» على «ديوك» فرنسا بركلات الترجيح 3/5 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1 (الأحد) في الملعب الاولمبي في العاصمة برلين.

وتنوعت عناوين الصحف من «العالم ملكنا» إلى«نحن الأبطال» و«البلد في حالة هذيان» في محاولة لوصف حال ايطاليا بعد انجاز المنتخب الوطني الذي انفرد بالمركز الثاني من حيث عدد الألقاب (4) خلف صاحبة الرقم القياسي بخمسة ألقاب البرازيل.

وكتبت «لا ريبوبليكا»: «العالم ملكنا»، ملخصة وضع الايطاليين حتى ركلة الترجيح الأخيرة التي سجلها فابيو غروسو: «المشاعر والتوتر ثم الفرح».

وبدورها كتبت «كورييري ديللا سيرا»: «9 يوليو/ تموز 2006 سيبقى بعد 25 عاما في مجلد ذكريات الحياة كيوم الفرح البريء»، مضيفة «نحن الأبطال لأننا نحن ايطاليون» معتبرة ان جواز السفر الذي يحمل الألوان الأخضر والأبيض والأحمر (العلم الايطالي) سينال تأشيرة الإعجاب الكبير في أنحاء الكرة الأرضية.

وعنونت «لا ستامبا» تحت صورة كبيرة لأيادي لاعبي المنتخب الذي حملوا الكأس الذهبية: «نحن أبطال العالم»، مضيفة «انه الشهر الأكثر جنونا في تاريخ الكرة الايطالية»، في إشارة إلى الانجاز الذي تحقق والفضائح التي تعصف بالكرة المحلية والتي تهدد بإنزال 4 أندية كبيرة إلى مصاف الدرجة الثانية وحتى الثالثة.

واعتبرت «ايل ميساجيرو» ان ايطاليا هي «قلب المونديال»، متوجهة إلى لاعبي «الازوري»: «انتم العظماء».

واثبت الايطاليون بإحرازهم لقب مونديال ألمانيا ان كرة القدم في بلادهم لا تزال على قيد الحياة على رغم الأزمة التي تمر بها اكبر الأندية المحلية على رأسها يوفنتوس بطل الدوري التي يواجه خطرا حقيقيا بإنزاله إلى الدرجة الثالثة كما هي حال ميلان وصيفه ولاتسيو وفيورنتينا.

ويجد 13 لاعبا في «الازوري» نفسهم في مصاف الدرجة الثانية وحتى الثالثة في الأيام القليلة المقبلة إذا ما تم إعلان الحكم الابتدائي للمحكمة الرياضية التي تنظر في قضية التلاعب، وفي حال استئناف قرار المحكمة سيتم البت بالقرار النهائي قبل 20 المقبل/ تموز.

وفيما يأتي نجوم المنتخب الايطالي بطل العالم المهددون باللعب الموسم المقبل في الدرجة الثانية أو الثالثة: حارسا المرمى جانلويجي بوفون (يوفنتوس) وانجيلو بيروتزي (لاتسيو) والمدافعون جانلوكا زامبروتا وفابيو كانافارو (يوفنتوس) واليساندرو نستا (ميلان) وماسيمو اودو (لاتسيو)، ولاعبو الوسط ماورو كامورانيزي (يوفنتوس) وجينارو غاتوزو واندريا بيرلو (ميلان)، والمهاجمون اليساندرو دل بييرو (يوفنتوس) والبرتو جيلاردينو وفيليبو اينزاغي (ميلان) ولوكا طوني (فيورنتينا)

العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً