أعلن مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم يورغن كلينسمان أمس (الأربعاء) في فرانكفورت أنه لن يستمر في منصبه وان مساعده يواكيم لوف سيخلفه على رأس الجهاز الفني.

وقاد كلينسمان منتخب بلاده إلى احتلال المركز الثالث في المونديال الذي استضافته ألمانيا من 9 يونيو/ حزيران الماضي إلى 9 يوليو/ تموز الجاري وقدم عروضا رائعة وذلك بعد ان تعرض لانتقادات لاذعة في الصحف المحلية قبل انطلاقه.

وكان المسئولون الألمان وعلى رأسهم القيصر فرانتس بكنباور والرأي العام المحلي طالبوا كلينسمان الذي يعيش في ولاية كاليفورنيا الأميركية أن يستمر في منصبه لكن الأخير طلب بعض الوقت للتفكير مع زوجته الأميركية.

وقال كلينسمان في مؤتمر صحافي بمدينة فرانكفورت وهو يغالب الدموع: «لم يكن قرارا سهلا». وأضاف: «أود أن أتقدم بالشكر للجميع على العامين المثيرين والرائعين اللذين قضيتهما مع المنتخب».

وقال كلينسمان انه يرغب في الرحيل لقضاء بعض الوقت مع أسرته التي تعيش في جنوب ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه قرر أن يأخذ قسطا من الراحة لمدة ستة أشهر قبل التفكير في خطوته المقبلة، وقال: «أشعر بإجهاد شديد».

يذكر أن المنتخب الألماني مدعو إلى مواجهة السويد وديا في 16 أغسطس/ آب المقبل قبل أن يبدأ تصفيات كأس الأمم الأوروبية المؤهلة إلى النهائيات المقررة في سويسرا والنمسا العام 2008.

وذكرت صحيفتا «بيلد» و«سوددويتشه تسايتونج» الألمانيتان في عددهما الصادر أمس الأربعاء أن كلينسمان أبلغ قراره أيضا قائد وصانع ألعاب المنتخب الالماني مايكل بالاك.

ومن المنتظر أن يحصل كلينسمان على وسام الاستحقاق بينما سيحصل اللاعبون الـ 23 بالمنتخب على الإكليل الفضي أرفع الأوسمة الرياضية التي تمنح للاعبين بعد العروض القوية التي قدمها الفريق في بطولة كأس العالم.

بينما قالت وكالة (سيد) الرياضية الألمانية إن مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف أكد بشكل غير مباشر القرار الذي اتخذه كلينسمان.

وقالت الوكالة من دون أن تذكر مصدرها إن الاتحاد الألماني لكرة القدم سيعرض المنصب على المدرب المساعد يواكيم لوف.

وطبقا لاستطلاعات الرأي قال كل لاعبي المنتخب الألماني وعددهم 23 لاعبا بالإضافة إلى 93 من الجماهير الألمانية وبعضهم من أشد المنتقدين لكلينسمان بأنهم يرغبون في استمراره مع الفريق.

وكان كلينسمان تسلم منصبه مدربا للمنتخب في اغسطس العام 2004 خلفا لرودي فولر اثر الخروج المبكر من كأس أمم أوروبا في البرتغال لكنه تعرض لانتقادات لاذعة من الصحف المحلية وخصوصا في المباريات التجريبية إذ مني المنتخب بخسائر فادحة في بعض الأحيان أبرزها ضد ايطاليا 14 في مارس/ آذار الماضي، كما سقط أمام منتخبات دونه مستوى أمثال سلوفاكيا وتركيا.

لكن كلينسمان نجح في قيادة منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي في المونديال الأخير بعد ان قدم عروضا هجومية رائعة كما أزاح من طريقه منتخب الأرجنتين الذي رشحه كثيرون لإحراز اللقب، ليكتسب احترام الجميع. ويملك كلينسمان خبرة احترافية كبيرة في الملاعب كمهاجم اكتسبها من لعبه مع فرق محلية مع شتوتغارت (1984-1987) وبايرن ميونيخ (1995-1997) وأخرى خارجية مع انتر ميلان وسمبدوريا الايطاليين وموناكو الفرنسي وتوتنهام الانجليزي، إلى جانب خبرته مع منتخب بلاده بخوضه 108 مباريات دولية توجها بلقبي بطولة أمم أوروبا العام 1996 في انجلترا وكأس العالم العام 1990 في ايطاليا.

انتهى عهد كلينسمان

انتهى العهد الجميل والقصير للمدير الفني لمنتخب ألمانيا يورغن كلينسمان على رغم نجاحه في الحصول على المركز الثالث في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 التي استضافتها ألمانيا لمدة شهر وتقديمه مع فريقه عروضا قوية أحيت الآمال في مستقبل أفضل للكرة الألمانية.

كانت تقارير صحفية صادرة أمس الأربعاء أكدت اعتذار كلينسمان عن عدم تجديد تعاقده مع المنتخب وهو ما أكده أيضا رئيس الاتحاد ماير فورفيلدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) وأضاف أن من سيخلف كلينسمان سيواصل العمل على النهج نفسه.

ويبدو بوضوح أن الأسباب التي دفعت كلينسمان لاتخاذ قراره عائلية في المقام الأول فأسرته تعيش في كاليفورنيا ولن يمكنه في أي حال نقل حياته بالكامل إلى ألمانيا وسيكون من الصعب عليه أيضا الاستمرار في رحلات الذهاب والعودة بين موطنه الاختياري ومقر عمله في موطنه الأصلي.

وتوقع خبراء الكرة في ألمانيا هذه الخطوة من كلينسمان وأكدوا أن الكرة الألمانية تحتاج إلى «صحوة كلينسمان» والعودة إلى الكرة الهجومية الشاملة التي جعلت الفريق الأكثر تهديفا في البطولة.

ويبدو أن الستار أسدل أخيرا على قصة كلينسمان مع المنتخب وأن مسئولية الفريق الألماني خلال بطولة الأمم الأوروبية وكأس العالم المقبلة ستلقى على أكتاف مساعده بالإضافة إلى لوف ومدرب المنتخب تحت 21 إذا ديتر ايلتز صدقت توقعات الخبراء