أعلن رئيس هيئة أبوظبي للسياحة وشركة التطوير والاستثمار السياحي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، بحضور ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس الاول عن مشروع تشييد متحف «جوجنهايم أبوظبي» للفن المعاصر، الذي سيكون أكبر متاحف جوجنهايم الموجودة حالياً في العالم. ويهدف هذا المشروع الى تعزيز مركز أبوظبي كوجهة للثقافة والفنون العالمية في المنطقة.
ووقعت حكومة أبوظبي مذكرة تفاهم مع مؤسسة «جوجنهايم»، ومقرها نيويورك، لإنشاء المتحف الذي سيصممه المعماري العالمي الشهير فرانك جيري، الحائز عدة جوائز عالمية. وسيتم إنشاء المتحف، الذي من المتوقع انتهائه خلال السنوات الخمس المقبلة ويضم مجموعات فنية معاصرة، في المنطقة الثقافية على جزيرة السعديات التي تقع على بعد 500 متر فقط من شواطئ مدينة أبوظبي ويجري تطويرها حالياً لتصبح وجهة سياحية عالمية. واعتبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن مذكرة التفاهم تعكس عزم حكومة أبوظبي تقديم منشآت ثقافية ذات مستوى عالمي للمقيمين والزوار على حد سواء. ونوه إلى أن المشروع يؤكد التزام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات بتعزيز مركز الإمارة كوجهة رائدة على المستوى العالمي ودعم أطر التعاون مع شركائها الاقتصاديين على مستوى العالم.
وأضاف إنها خطوة مهمة في إطار خطة تطوير جزيرة السعديات بصفة عامة والمنطقة الثقافية بصفة خاصة والتي ستصبح مركزاً للثقافة في الشرق الأوسط بحيث ترتقي إلى مستوى أفضل المراكز العالمية».
وشدد على أهمية هذه الخطوة في دعم أطر التعاون الثقافي بين الإمارات ومختلف دول العالم ونشر التفاهم بين الأمم. من جانبه، قال رئيس مؤسسة جوجنهايم، توماس كرينس: «تجسد مذكرة التفاهم رؤية مؤسسة جوجنهايم طويلة الأجل». وأضاف: «يأتي تشييد أول متاحفنا بمنطقة الشرق الأوسط في إطار استراتيجيتنا القائمة على الحوار وتبادل الثقافات من خلال متاحفنا ومجموعاتنا وبرامجنا الثقافية». وقال: «ننظر الى منطقة الشرق الأوسط كإحدى أهم مناطق الثقافة المعاصرة في العالم». وحضر رئيس مجلس إدارة مؤسسة جوجنهايم، ويليام ماك مع وفد من المؤسسة إلى أبوظبي خصيصاً للمشاركة بالحدث.
وقال: «يأتي قرار مؤسسة جوجنهايم بتوقيع الاتفاق إيماناً منها بأهمية التبادل الثقافي ودوره في نشر التفاهم بين الحضارات». وأضاف: «نهنئ حكومة أبوظبي بمشروع جزيرة السعديات، وننوه بإدراكها لأهمية الفن والثقافة في دعم العلاقات الدولية وتعزيز مقوماتها السياحية إلى جانب جهودها في مجال تشجيع المبادرات التعليمية المحلية والإقليمية والعالمية». وتمتلك «شركة التطوير والاستثمار السياحي» بموجب مذكرة التفاهم، متحف «جوجنهايم أبوظبي» الذي ستتولى مؤسسة «جوجنهايم» إدارته. وقد وقع الاتفاق كل من رئيس هيئة أبوظبي للسياحة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان و«شركة التطوير والاستثمار السياحي» وتوماس كرينس. وقال الشيخ سلطان بن طحنون، الذي يترأس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث: «ينضم متحف أبوظبي الجديد الى شبكة متاحف «جوجنهايم» المتميزة التي تشمل متاحف في نيويورك ولاس فيغاس في الولايات المتحدة الأميركية وبلباو في اسبانيا وفينيسيا في إيطاليا وبرلين في ألمانيا». وأضاف: «تشكل الاتفاقية دليلاً على طموح أبوظبي لتصبح وجهة عالمية مفضلة، وستساهم بنشر الوعي بمكانة أبوظبي الثقافية المميزة على الصعيد العالمي، كما ستجعل من أبوظبي مقراً لمتحف «جوجنهايم» الوحيد في الشرق الأوسط». ووقع الشيخ سلطان أيضاً اتفاق تعيين فرانك جيري، المعماري الشهير الحائز على جائزة «بريتزكر» العالمية، للعمل على تصميم المتحف. وصمم جيري من قبل متحف «جوجنهايم» في بلباو باستخدام مادة التيتانيوم والزجاج والأحجار الكلسية.
وأوضح الشيخ سلطان: «صنف متحف بلباو عند افتتاحه في العام 1997 كأحد أهم المباني في هذا الوقت». كما أكد أن الرؤية التي قدمتها الهيئة إلى جيري ركزت على ضرورة تميز تصميم متحف «جوجنهايم أبوظبي» وإبرازه كمعلم فني بحد ذاته. وستباشر حكومة أبوظبي تكوين مجموعتها الخاصة من أعمال الفن المعاصر، التي ستشارك في عرضها في متاحف جوجنهايم الأخرى حول العالم. وأضاف: «تشكل هذه الخطوة جزءاً من اتفاق تعاون طويلة الأمد تجسد سعي الطرفين لتوسيع علاقاتهما المشتركة في مجال الثقافة والفنون المعاصرة».
وأضاف: «ستستفيد جزيرة السعديات بشكل كبير من برنامج جوجنهايم العالمي الذي نجح في زيادة نسبة زوار متاحفنا بمعدل 3 أضعاف، إذ نستقبل حالياً أكثر من مليوني ونصف زائر سنوياً، ما يجعله أحد أكبر برامج المتاحف حول العالم». ويشكل متحف «جوجنهايم أبوظبي» أول مبادرة من نوعها يجري إطلاقها في المنطقة الثقافية على جزيرة السعديات، وهي إحدى ست مناطق على الجزيرة. وستضم المنطقة الثقافية التي تقع في الجانب الغربي من الجزيرة واجهة مطلة على مدينة أبوظبي، إلى جانب فلل خاصة وفنادق متميزة. علاوة على ذلك، ستضم المنطقة الثقافية منطقة «اللألىء السوداء» إذ سيقع متحف «جوجنهايم أبوظبي» بالإضافة إلى المتحف الوطني ومتحف الفن الكلاسيكي ومتحف بحري، ومركز للفنون وحديقة للفنون. وقال العضو المنتدب لـ «شركة التطوير والاستثمار السياحي» مبارك حمد المهيري: «نقوم حالياً بمشاورات مع مؤسسات ثقافية عالمية لإدارة مراكز ثقافية أخرى على الجزيرة، وسنقوم بالإعلان عن المزيد من المشروعات الثقافية خلال الأشهر المقبلة».ة للفن
العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ