صرح مدير إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية الرائد محمد بن دينه بأن وزارة الداخلية قامت - بالتنسيق مع وزارة الخارجية - بإرسال فريق عمل من الضباط وضباط الصف في وزارة الداخلية إلى سورية ولبنان للعمل مع سفارة مملكة البحرين في الجمهورية العربية السورية والمكتب القنصلي في بيروت لتأمين نقل المواطنين البحرينيين من لبنان إلى سورية ومن ثم ترحيلهم إلى أرض الوطن، إذ جرى التنسيق مع وزارة الداخلية في الجمهورية العربية السورية بهذا الخصوص.
الوسط - حيدر محمد
بدأ القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت والمطار في ليلة الخميس الماضي واستمرت حتى الفجر، وسمعنا دوي الطائرات بشكل مكثف والنيران والأدخنة تنبعث من كل مكان، ورأينا المضادات الأرضية اللبنانية التي لا تتجاوز كيلومتراً واحداً فقط! هذا ما رواه رب عائلة بحرينية مع 30 مواطنا آخرين عاشوا أجواء القصف في بيروت ومعاملة سيئة على الحدود السورية وتأخير في مطار دمشق الدولي.
ويتحدث هذا المواطن لـ «الوسط» عن رواية تصلح لمسلسل دراماتيكي لكنه كان الواقع المر... كنت في زيارة مع خمسة من أفراد العائلة إلى بيروت في الأسبوع الثالث من يونيو/ حزيران الماضي.
كنا نتابع الفضائيات على مدار الساعة لمعرفة ما يجري، وتسلم البحرينيون الموجودون في بيروت إشعارات للاتصال بسفارة مملكة البحرين في دمشق للمساعدة، لكن هذه الرسائل بعثت عن طريق هواتف «بتلكو» فقط ولم ترسل إلى مستخدمي شركة فودافون.
بدأت القصة المثيرة في يوم الجمعة الماضي عندما غادرت ثلاث حافلات من فندق فينيسيا متحركة إلى مطار دمشق الدولي على أمل إجلاء أكبر عدد ممكن من الموجودين.
تحركة الحافلة الأولى في الساعة الثامنة صباحاً، والثانية في الساعة التاسعة والنصف والثالثة عند الثانية عشرة ظهراً، وصلنا منطقة الحدود (العبودية) شمال طرابلس في الساعة الثالثة والنصف ظهراً، واستقبلنا مندوب من سفارة البحرين في سورية، وهنأنا على سلامة الوصول وأخبرنا انه لا يستطيع مرافقتنا وعمل الإجراءات المطلوبة للخروج من لبنان والخروج إلى سورية، وسألناه عن السبب: قال إن لديه أوامر بمرافقة إحدى الشخصيات وذكر لنا اسمها، وتركنا وشأننا عند الحدود اللبنانية، فأخبرناه بأنه مكلف من قبل السفارة بمساعدة جميع ركاب الحافلة الذين يقدر عدهم بـ 30 بحرينياً و6 سعوديين، وأخبرناه انه بإمكانه مساعدتنا جميعاً وكذلك الشخصية التي كانت في السيارة الخاصة، لكنه رفض ذلك وقال إن لديه أوامر، تركناه وشأنه.
ويضيف هذا المواطن «تطوعت أنا مع أحد الإخوة السعوديين بتخليص المعاملات على الجانبين اللبناني والسوري، إذ إن الجانب اللبناني أبدى جميع المساعدة السريعة والفورية وقدمنا على ما يربو من 30 ألف مسافر كوننا بحرينيين ومقطوعي السبيل من دون أي مقابل، وانتهينا من المعاملة خلال 20 دقيقة وهو وقت قياسي، ثم دخلنا الحدود السورية، وهنا بدأت المشقة التي كان بودنا أن يكون ممثل سفارتنا موجوداً... دخلنا على أحد ضباط الجوازات وكان برتبة رائد، وأخبرناه اننا من البحرين وان هناك إجراءات خاصة من سفارة المملكة في دمشق كما قال القنصل البحريني في بيروت، ورد الضابط لا توجد أية مذكرة أو إشعار بذلك، وعلينا إجراء المعاملة بانفسنا كالآخرين، وهنا تهافت علينا المسئولون الأمنيون لإجراء المعاملات والكل يساوم على مبلغ معين، منهم من طلب 10 دولارات للجواز الواحد و آخر 50 دولاراً على الخادمة المرافقة فأخبرناهم أننا سنقوم بدفع ما هو في قدرتنا بشرط إجراء جميع المعاملات في اقصر مدة ممكنة وتمكيننا من الخروج من الحدود لنصل مطار دمشق قبل الثامنة مساء، وكانت الساعة عندها قد اقتربت من الرابعة والنصف عصراً».
ويواصل كلامه قائلاً:
عموماً، انهينا المعاملة في الساعة الخامسة والنصف بعد دفع مبلغ 170 دولاراً، وعندما تسلموا المبلغ وختموا الجوازات حولنا إلى شخص ثانٍ، وقال إنه سيدخل البيانات في جهاز الحاسوب للركاب، وعلينا دفع مبلغ إضافي آخر، وفعلاً سلمناه 60 دولاراً، وعرفنا فيما بعد أن علينا تسلم البطاقات الزرقاء التي نحتاج إليها عند مغادرة مطار دمشق، والمفارقة ان الشخص نفسه أخذ البطاقات لكنه نفى علمه بها، وبعد مكالمة الشخص الأول سلمنا البطاقات عدا بطاقة واحدة، وطلبنا منه مساعدتنا لتمرير السيارة من قسم الجمارك لكيلا يفوتنا الوقت فوافق تطوعاً على ذلك، ورافقنا فعلاً، لكن المسئولين في الجمارك نهروه وشتموه لأنه يتبع قسماً آخر في الجوازات، واخبرهم انه «سيكرمونكم» وقال إنه سيطلع على الجوازات والتأكد من الهويات وما نحمل في السيارة وسمح لنا بالدخول في الحافلة، ولسوء الحظ أول جواز تسلمه الإخوة السعوديون لم يكتب في الجواز عدد المرافقين الأربعة في جواز الأم مع العلم أنها كتبت في البطاقة التي ختمت ووقعت، وأخبرناهم أن الوقت بدأ ينفد وسيظلم الوقت ولن نصل بحسب الموعد، ورد علينا «ان ختم البطاقات لا تتبع قسمه» فوقفنا حتى إجراء عملية جديدة كلفت الأخ السعودي مبالغ لتخليصها، وأعطيناه المستحق وقام بتمريرنا جميعاً.
ويسأل: «هل نستحق المرور بهذا العذاب بسبب رفض مندوب السفارة البحرينية في دمشق تخليص معاملاتنا بحسب ما أخبرنا عنه السفير على رغم أنه كان موجوداً عند الحدود اللبنانية - السورية، علماً باننا أمضينا في الحدود السورية خمس ساعات ونصف الساعة والناس في وجل، ولا توجد مرفقات خدمية، وهذا المندوب كذب على الحافلة البحرينية الثانية التي وصلت الساعة الثانية عشر ظهراً في الحدود وطلب منهم تخليص معاملات لشخصيات biv قادمة في الطريق».
ويواصل: «وبعد جهد جهيد وصلنا مطار دمشق الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة وتأخرت الطائرة حتى الرابعة فجراً، واستقبلنا السفير وحيد سيار مشكوراً الساعة الثانية والنصف وسلم على الجميع واستفسر عن أحوالنا، وخجلنا أن نخبره أمام الناس وفي وقت متأخر عما حدث إلينا».
لكن المفاجأة - يقول المواطن - إننا وقعنا تعهداً إلى السفارة بدفع قيمة التذاكر عند وصولنا إلى البحرين، علماً بأن القنصل البحريني في بيروت أخبرنا أن هناك مكرمة بنقلنا حتى لو كانت عندنا تذاكر ليست على طيران الخليج، ونحن نسأل: هل ستطبق المكرمة، علماً بأن رعايا السعودية وقطر كانوا في الوقت نفسه يستعدون للمغادرة وادخلوا طائراتهم من دون تذاكر.
المنامة - وزارة الداخلية
صرح مدير إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية الرائد محمد بن دينه بأن وزارة الداخلية قامت - بالتنسيق مع وزارة الخارجية - بإرسال فريق عمل من الضباط وضباط الصف في وزارة الداخلية إلى سورية ولبنان للعمل مع سفارة مملكة البحرين في الجمهورية العربية السورية والمكتب القنصلي في بيروت لتأمين نقل المواطنين البحرينيين من لبنان إلى سورية ومن ثم ترحيلهم إلى أرض الوطن، إذ جرى التنسيق مع وزارة الداخلية في الجمهورية العربية السورية بهذا الخصوص.
وقامت مجموعة من الفريق بمباشرة مهماتها والعمل على حصر قوائم المواطنين البحرينيين الموجودين في لبنان، وتحديد مكان لتجمعهم، وتأمين ترحيلهم إلى سورية، في حين تقوم المجموعة الأخرى من الفريق باستقبالهم عند منطقة الحدود السورية اللبنانية لنقلهم داخل الأراضي السورية، وتأمين عودتهم إلى البحرين. ويتألف فريق العمل من 25 شخصاً بعد أن انضم إليه عدد من منسوبي الوزارة الموجودين في لبنان وسورية من قطعوا إجازاتهم والتحقوا بالعمل، ويشرف على هذا الفريق نائب رئيس الأمن العام العميد طارق مبارك بن دينه الموجود حالياً في سورية، كما تم تجهيز الفريق بكل المتطلبات لمثل هذه الحالات. وأعربت وزارة الداخلية عن شكرها وتقديرها لشركة «بتلكو» على ما قامت به من جهد للتواصل مع المواطنين في لبنان وسورية، وشركة طيران الخليج على قيامها بتسيير رحلات إضافية لتأمين وتسهيل إجراءات عودة أبناء الوطن، وقد تم تخصيص رقم الهاتف 17571999 على مدار الساعة لمن يرغب في الإدلاء بأية معلومات عن وجود أي مواطنين يحتاجون إلى تسهيل عودتهم إلى الوطن
العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ