طالب المعتقل البحريني في غوانتنامو جمعة الدوسري الحكومة البحرينية بأن ترسل وفدا طبيا لفحصه والتأكد من عدم نقل أمراض خطيرة مع نقل الدم الذي اجري له أخيراً.
وشكك الدوسري في عمليات نقل الدماء التي تتم لهم من قبل الاميركان بعد كل محاولة انتحار يقوم بها، وذلك بعد أن تبين بعد الفحوصات التي تمت له أنه يعاني من مشكلات وأمراض في الدم.
ودعم رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب مطالبة المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو الحكومة بإرسالها وفدا طبيا، مشيراً إلى أن الوفد الأمني لا يكفي ولا يطمئن أسر المعتقلين على صحة وسلامة أبنائهم. وكشف رجب أن القواعد القانونية للتعامل مع المعتقلين في غوانتنامو تغيرت بعد أن اعتبرت واشنطن معتقلي غوانتنامو أسرى حرب، مشيراً إلى أن تغير مواقف الإدارة الأميركية جاء نتيجة ضغط دولي سيعطي أدنى الحقوق الإنسانية لهؤلاء الذين عوملوا بطريقة لاإنسانية طوال الأعوام الأربعة الماضية.
الوسط - هاني الفردان
طالب المعتقل البحريني في غوانتنامو جمعة الدوسري الحكومة البحرينية بإرسال وفد طبي الى غوانتنامو للفحص عليهم للتأكد من عدم نقل الإدارة الاميركية لهم أمراضا خطيرة مع نقل الدم الذي حدث لهم أخيراً.
وضع الدوسري الصحي سيئ للغاية بعد أن كشف أنه يذهب للحمام 14 مرة بشكل يومي كما انه يتعرض للتفتيش باستمرار وتصل في بعض الأحيان لأكثر من 28 مرة في اليوم الواحد.
خطاب الدوسري الذي أُرّخ في الثاني عشر من يونيو/ حزيران الماضي جاء بلهجة مختلفة عن الخطابات السابقة والتي كانت دائماً ما تحمل نبرة اليأس من الحياة والتهديد بالانتحار ضمنياً، إذ ترجى مكتب المحاماة الاميركي متبني القضية، مخاطباً محاميه «أرجوك افعل شيئاً... فإني شبه أحتضر».
واعترف الدوسري بأنه حاول الانتحار لأكثر من مرة، وفشل في ذلك عندما أشار في خطابة إلى محاميه قائلاً: «بعد أن نقلوا لي دماً بعد محاولتي الأخيرة للانتحار أصبحت تأتيني حالة غريبة جداً، وبعد فحوصات الدم تبين أن لدي مشكلات في الدم وأمراض»، مشككاً في محاولة نقل ملوثات وأمراض إلى دمه عن طريق عمليات نقل الدم التي تمت له بعد كل محاولة انتحار يقوم بها.
وأكد الدوسري أن حالته الصحية سيئة جداً وكذلك النفسية ويعتقد أنه غير قادر على التحمل أكثر من ذلك، لما يشعره من شعور سيئ جداً للغاية، داعياً محاميه الى زيارته في أقرب وقت حتى وإن كانت من غير مترجم.
ونقل الدوسري مشاعر الأسى التي انتابته لحظة سماعه خبر وفاة والده الذي نقل إليه في الثامن من شهر يونيو الماضي عن طريق أطباء نفسانيين قابلوه مع مسئولي معتقل غوانتنامو ليخبروه بان والده توفي في آخر يوم من شهر مايو/ أيار الماضي بعد أن شاهدوا الخبر منشورا على صفحات الانترنت.
وأشار الدوسري إلى أن مسئولي غوانتنامو اتصلوا بمنظمة الصليب الأحمر للتأكد من الخبر، كما أن مدير المعتقل وعد بترتيب اتصال هاتفي بين الدوسري وأهله عن طريق السفارة.
وعلق رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب على الرسالة التي وصلته من محامي المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو بأنها تعكس الوضع النفسي السيئ الذي يعيشه الدوسري بعد أكثر من أربع سنوات من القمع والتعذيب في سجن غوانتنامو، مشيراً إلى أن ما زاد من معانات الدوسري فضلاً عن كونه حبيس السجن الانفرادي نبأ وفاة والده.
وتمنى رجب أن تتحرك الحكومة بشكل جدي لإعادة المعتقلين قبل أن يتأزم موقفهم وينجح الدوسري في الانتحار بعد أن حاول أكثر من 13 مرة من قبل وفشل في ذلك وعرض حياته للخطر بعد أن يأس من الحياة.
ودعم رجب مطالبة الدوسري بإرسال وفد طبي بحريني مرافق إلى الوفد الأمني للتأكد من سلامة المعتقلين البحرينيين.
وقال رجب ان اعتبار الإدارة الاميركية معتقلي غوانتنامو أسرى حرب يخفي وراءه أجندة سرية لا يعرف عنها شيئاً، إلا أن هذا الاعتبار الذي جاء نتيجة ضغط دولي سيعطي أدنى الحقوق الإنسانية لهؤلاء المعتقلين الذين عوملوا بطريقة لاإنسانية طوال الأعوام الأربعة الماضية، مشيراً إلى أن الأرضية القانونية ستختلف بعد ذلك في المرحلة المقبلة.
ونفى مدير إدارة القنصليات ومسئول ملف معتقلي غوانتنامو بوزارة الخارجية البحرينية يوسف أحمد علم وزارة الخارجية بالنبأ الذي أوردته وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) قبل يومين بشأن الإفراج عن المعتقلين البحرينيين الثلاثة في غوانتنامو (صلاح البلوشي، جمعة الدوسري، عيسى المرباطي) على دفعتين.
وتمنى احمد أن يكون النبأ الذي أوردته وكالة الأنباء على لسان مصدر رسمي مسئول صحيحاً، إلا انه بدا غير واثق من المصدر وتصريحاته، مشيراً إلى أن الوزارة مستمرة في جهودها الحثيثة للإفراج عن المعتقلين عبر المشاورات الرسمية بين البلدين.
فيما أكدت الوكالة نقلاً عن مصدر دبلوماسي ان الولايات المتحدة الاميركية ستطلق سراح المواطنين البحرينيين الثلاثة الباقين في قاعدة غوانتانامو قريبا وعلى دفعتين، وذلك نتيجة المفاوضات التي استمرت حتى الأيام القلية الماضية
العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ