العدد 1420 - الأربعاء 26 يوليو 2006م الموافق 29 جمادى الآخرة 1427هـ

النجوم العرب وماراثون الإعلان

أستغرب من المستوى الهابط الذي أصبحت شركات الإنتاج العالمية تخاطب به مواطني الدول العربية، وأستغرب جدا اللغة المستخدمة في الترويج لمنتجاتها، التي لم تعد تراعي من يتوجه إليهم الإعلان، على رغم أن دراسة الجمهور والمستهدفين بالرسالة الإعلانية ومراعاة خصوصيتهم ضرورة ملحة لأي إعلان لضمان وصول الخطاب للفئة المعني بها. ولكن يبدو واضحا أن «بركات» موجة الإسفاف ألقت بظلالها على نظرة الآخرين إلى العقلية العربية.

فالفضائيات الغنائية التي تواصل الليل بالنهار في بثها الصور الخليعة والفتيات شبه العاريات، أصبح شغلها الشاغل رعاية كل فنون الابتذال، والدعاية الرخيصة لبعض الأسماء، وقد ازداد عدد تلك الفضائيات بشكل مرعب. كل تلك العوامل كرست نظرة أصحاب الشركات العالمية إلى العقلية العربية وما يجذبها في صورة المعلن عنه، لذلك فنحن نشاهد اليوم إعلانا لأحد المشروبات الغازية، يحتضن «العري» بأصناف وأشكال كثيرة، وعلى رأس الإعلان تظهر نانسي أو أليسا، الوجهان العربيان الرسميان لذلك المنتج. كيف ترضى نجمة عربية أن تكون طرفا في رسالة إعلانية بذلك المضمون الخطير، ولمشروب غازي لا علاقة له بالنواحي الحسية؟ كيف وافق النجم عمرو دياب قبل أليسا ونانسي على إعلان مشابه؟ إذ كنا نستطيع استيعاب حقيقة أن النجوم العرب هرولوا في ماراثون الدعاية والإعلان لأجل المادة ولأجل استثمار بريقهم ونجوميتهم قبل موعد أفولها، الذي لابد أنه آت. فما لا نستطيع أن نفهمه هو طواعيتهم واستسلامهم التام في تصدير مثل تلك الصور، وكأن ما عداها من أفكار قد تلاشى، حتى لم تعد هنالك أفكار أخرى غير حشد ذلك الكم من العري في إعلان عن منتج لا يستوعب الكم الهائل من الانغماس الكلي في صورة الأجساد العارية

العدد 1420 - الأربعاء 26 يوليو 2006م الموافق 29 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً