بدأت البحرين بالاستثمار في الصناعات المكلمة للبتروكيماويات لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية وتحقق عوائد مجزية مستفيدة، من الطاقة الإنتاجية للمواد الأساسية الفائضة والرخيصة من دول الجوار.
وذكرت تقارير أن منطقة الخليج العربي ستتحول إلى مركز رئيسي للصناعات البتروكيماوية في العالم، لتوافر المواد الخام بأسعار رخيصة جدا تساعد المنتجين على إنتاج مواد بتروكيماوية بسعر تنافسي يقل بنسبة تصل إلى أكثر من 70 في المئة عن البلدان الصناعية.
وعدم توافر الغاز يعوق تحول مملكة البحرين إلى صناعة البتروكيماويات الأساسية، لكن المملكة تمتلك فرصة للاستثمار في الصناعات المكملة وبناء مصانع مكملة للصناعات الأساسية للمواد البتروكيماوية (downstream) لإضافة منتجات ذات قيمة عالية، وذلك من خلال الاستفادة من الطاقة الإنتاجية الفائضة والرخيصة من دول الجوار لإنتاج منتجات تحقق عوائد مجزية.
وقد بدأ بعض المستثمرين البحرينيين، في الآونة الأخيرة، بالاستثمار في الصناعات المكملة، منهم مجموعة كانو التي تستورد مادة «البولي اثيلين» من السعودية ويتم إعطاء المادة قيمة صناعية مضافة لإنتاج نوعية بلاستيك ذات نوعية متطورة تستخدم في الأسلاك الكهربائية وأنابيب المياه إلى جانب الكثير من المجالات.
ويرى مستثمرون، أن الفرصة أمام البحرين أن تكون السباقة لبناء مصانع مكملة للصناعات الأساسية للمواد البتروكمياوية، والاستفادة من الطاقة الإنتاجية الفائضة والرخيصة من دول الجوار لإنتاج منتجات ذات قيمة عالية تحقق عوائد مجزية، قبل أن تتنبه دول الخليج من «سكرات» إنتاج المواد الأساسية.
كما قام مستثمرون بإنشاء مصنع الطاقة الخضراء في منطقة سترة الصناعية بالبحرين للاستفادة من الطاقة الانتاجية لدول الجوار، إذ يستوردون «الإيثانول» وهي مادة تصنع من الغاز، وتستخدم لإنتاج وقود نظيف ذي قيمة مضافة عالية يستخدم بدلا عن البنزين.
ونتيجة للنجاح والفرص الاستثمارية المجزية، تعمل شركة الطاقة الخضراء على إقامة مصنع ثانٍ بمنطقة الحد الصناعية بكلفة تصل إلى 26 مليون دينار، بهدف زيادة كمية إنتاج وقود «الايثانول» الذي يجد رواجا في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا.
ومطلع العام الجاري قام المستثمر محمد جاسم الزياني بتأسيس شركة لإدارة مصنع للبوليمر لايزال تحت التأسيس، للاستفادة من الطلب المتزايد على منتجات الصناعات البتروكيماوية التي باتت ركيزة رئيسة في غالبية الصناعات.
ويستورد مصنع الزياني للبوليمر المادة الخام من السعودية، إذ تتوافر هناك بأسعار جيدة، وتتم معالجة المادة لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
وصناعة البوليمر متنوعة منها البلاستيك والفوم والمطاط والفيبرغلاس، وهذه المواد لها استخدامات واسعة، وتدخل في صناعات متعددة ومتنوعة منها صناعات البناء والطب والنقل والدهانات والأجهزة الكهربائية، والمفروشات والملابس وغيرها.
وأصبحت الصناعات البتروكيماوية المكملة هي الأكثر نجاحا في البحرين، بينما الصناعات البتروكيماوية في البحرين لقيت فشلا، بسبب عدم توافر الغاز وهو (اللقيم) أو المادة الأساسية لصناعة البتروكيماويات.
ويرى مراقبون، أن الصناعات المكملة سيكون لها مستقبل كبير، بينما صناعة المواد الأساسية ستمر بفترات صعبة، وهو ما يؤكده الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، محمد الماضي بقوله: «إن صناعة البتروكيماويات في المنطقة ستواجه فترة من الطاقات الإنتاجية الفائضة عندما تدخل المشروعات التي يتم إنشاؤها حاليا إلى حيز الإنتاج التجاري».
واتخذت السعودية خطوات للتغلب على المشكلة التي ستنتج من جراء الإنتاج الفائض في الصناعات الأساسية
العدد 2480 - الأحد 21 يونيو 2009م الموافق 27 جمادى الآخرة 1430هـ