تسعى القوى العظمى الثلثاء (19 يونيو/حزيران 2012) الى حمل ايران على تقديم تنازل حول برنامجها النووي وذلك في اليوم الثاني من محادثات صعبة في موسكو تهدف الى الخروج من ازمة مستمرة منذ عقد وايجاد حل قبل فرض حظر وشيك على النفط الايراني.
واستؤنفت الثلاثاء في احد فنادق موسكو، المحادثات التي انتهت الاثنين على مواقف "من الصعب التقريب بينها"، بحسب تعبير نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
وبعد ظهر الثلاثاء، التقى ريابكوف كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي في غرفته، كما قال دبلوماسي ايراني لمجموعة من الصحافيين.
ومن جهته، تحدث مصدر دبلوماسي ايراني في تصريح لوكالة الانباء الايرانية (ارنا) عن "صعوبات" في المفاوضات.
واضاف المصدر ان "الصعوبات في المناقشات والشرح المفصل لايران المتعلق بموقفها ... هما السبب الرئيسي الذي يحمل مجموعة 5+1 على طلب مزيد من الوقت للرد على المقترحات الايرانية".
وطلب مفاوضو مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالاضافة الى المانيا) من ايران التي تشتبه اسرائيل والدول الغربية في سعيها الى حيازة السلاح النووي، بان تخفض بشكل كبير نسبة تخصيب اليورانيوم التي تبلغ 20% حاليا.
وتشدد ايران على حقها "المطلق" في تخصيب اليورانيوم واقترح جليلي خطة من خمس نقاط تحدد المطالب الايرانية.
وصرح احد اعضاء الوفد الايراني للصحافيين ان "مجموعة 5+1 امام مفترق طرق. احدها يؤدي الى الخروج من ازمة مستمرة منذ عشر سنوات حول البرنامج النووي الايراني. اذا اختاروا هذه الطريق فان ايران مستعدة لاتخاذ اجراءات بناءة".
وتابع المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته "لكنهم اذا اختاروا الطريق القديمة، فلن يكون من الممكن احراز تقدم".
من جهتها تتمسك القوى العظمى بمطالبها حيال ايران: وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة ومبادلة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة بوقود نووي هي بحاجة اليه.
وكان المتحدث باسم الوفد الاوروبي مايكل مان صرح مساء الاثنين "اولويتنا تقضي بأن يعالج الايرانيون مسألة التخصيب بنسبة 20 بالمئة"، التي تجعل ايران اقرب من مستوى التخصيب الضروري لتصنيع قنبلة ذرية (90%).
في المقابل، تقترح مجموعة 5+1 تخفيف العقوبات الدولية وهي ست قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي اربع منها مرفقة بعقوبات اقتصادية، بالاضافة الى التعاون في العديد من مجالات الاستخدام المدني للطاقة النووية.
وتابع مان ان ايران من جهتها، طرحت "اسئلة عدة وعرضت مواقف معروفة بما فيها خلافات من الماضي".
وخلال جولتين سابقتين من المفاوضات، في اسطنبول في نيسان/ابريل وفي بغداد في ايار/مايو، تركز الخلاف خصوصا على موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.
ويشكل تخصيب اليورانيوم في ايران، التي تشتبه الدول العظمى واسرائيل بانها تسعى لحيازة السلاح النووي، صلب المحادثات.
ويمكن ان ينطوي فشل المحادثات في موسكو على عواقب كبيرة. فقد عادت الولايات المتحدة واسرائيل الى التلويح بامكان اللجوء الى الخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الايراني في حال فشل المساعي الدبلوماسية.
وتأتي المحادثات في موسكو قبل ان يدخل حيز التنفيذ في الاول من تموز/يوليو حظر نفطي يفرضه الاتحاد الاوروبي على النفط الايراني، وقبل قيام الولايات المتحدة بتعزيز عقوباتها من خلال فرض قيود على الدول التي تشتري النفط من ايران.