العدد 1498 - الخميس 12 أكتوبر 2006م الموافق 19 رمضان 1427هـ

منتديات...بلوغرز

مظاهر «رمضان» حول العالم

يحتفل المسلمون بشهر رمضان وتختلف مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من بلد إلى آخر.

يحدثنا عدد من زوار موقع “بي بي سي” عن إحياء أيام هذا الشهر ولياليه في أوطانهم أو بعيدا عنها.

- سارة آيات (طهران): يضفي شهر رمضان صبغته على الحياة في طهران. فالمحلات تبقى مغلقة طوال اليوم، وتفتح لاستقبال الضيوف قبل عشرين دقيقة من موعد الإفطار.

تباع أطعمة مميزة لهذا الشهر في معظم محلات ومطاعم المدينة، ومنها بعض محلات الملابس.

ومن بين تلك الأطعمة “حليم” الذي يصنع من الدقيق واللحم، و”أش” الذي يصنع من الخضراوات والمكرونة.

قبل موعد الإفطار، تتعرض شوارع طهران لاختناق مروري لا تشهده المدينة عادة إلا قبل مباريات كرة القدم المهمة أو قبل إذاعة برامج شهيرة.

كما يهتم معظم الإيرانيين في شهر رمضان بالتزاور والذهاب إلى المساجد للصلاة، كذلك يتابعون مسلسلات وبرامج أعدت خصيصا للعرض في هذا الشهر.

- عفيفة الصمد (لبنان): كعادتنا منذ أكثر من عشرين سنة، نتناول الافطار في بيت العائلة مع جدي وجدتي وأعمامي وعائلاتهم.

لم نتخلف سنة واحدة عن هذه العادة. الحال نفسها بالنسبة الى باقي العائلات في القرية.

بعض المغتربين الذين لم يتمكنوا من العودة الى ربوع الوطن خلال الصيف الماضي بسبب الحوادث الأليمة اختاروا قضاء الشهر بين الأهل والأقارب.

في القرية التي أعيش فيها والواقعة في منطقة طرابلس شمال لبنان لا وجود للخيم الرمضانية، يجتمع الأهالي لصلاة العشاء في الجامع الكبير، ثم ينصرف كل الى منزله حيث يسهرون على وقع الأصوات التي تصدرها الأرجيلة أو الشيشة و يشاهدون المسلسلات على شاشة التلفاز.

لا تطول السهرة بكل الأحوال في رمضان، إذ إن المسحّر يبدأ جولته في القرية في الثانية صباحا ليوقظ الناس على وقع صوت طبلته.

الفرق الوحيد عن الأيام الخوالي هو أنه يجوب القرية بسيارة يقودها معاون له وليس سيرا على قدميه.

كل شيء أصبح متوافرا تقريبا في الأسواق، إلا أن الأسعار شهدت ارتفاعا جنونيا خلال الأيام القليلة الماضية، ما زاد من مشكلات الناس.

نفكر في أهل الجنوب

ماذا لو أتى شهر رمضان هذه السنة ونحن في حال حصار؟

سؤال طرحته غالبية اللبنانيين، إذ إن التكهنات أشارت إلى أن “إسرائيل” كانت تريد شنّ حربها على لبنان في سبتمبر/ أيلول لولا حادث خطف الجنديين في يوليو/ تموز.

الكل يتساءل: كيف سيكون الوضع في تلك الحال وخصوصا تحت وطأة حصار مثل ذلك الذي فرض علينا في الشهرين الماضيين؟

كما أن الكثير منا في الشمال يفكّر في أولئك الجنوبيين الذين يمضون الشهر هذه السنة في خيم نصبوها في العراء إلى جانب منازلهم المهدمة.

- ميديا عدنان (كردستان العراق): إن شعائر شهر رمضان وحرمته لا اظنها تختلف كثيرا عن باقي الدول العربية والاسلامية، حيث عندنا في كردستان يبدأ للتهيؤ لهذا الشهر الفضيل قبل اسبوعين تقريبا، إذ ازدهرت الأسواق والمأكولات من كل صنف ومن كل المواسم وتزين الجوامع بالمصابيح والأضوية وتملأ جدران الازقة والشوارع بالهتافات التي ترحب بقدوم هذا الشهر الكريم.

تبقى الليلة التي يتم فيها اعلان رؤية الهلال إن لم يكن من شاشة التلفزة فمن تكبيرات الجوامع والمساجد، لكن ومع الاسف غالبا ما يتأخر وينقسم الصائمون الى قسمين فالشيعة يعلنون شهر رمضان في وقت آخر وكذلك السنة، ولكن المهم أن الشيعة والسنة يصومون الشهر ويحترمونه متآخين متكاتفين.

تبقى اسواقنا مفتوحة حتى ساعات الليل المتأخرة وعند النوم ننتظر “المسحراتي” وهو يدق الطبل ويوقظنا: سحور سحور. إن من اهم مميزات هذا الشهر لدينا هو تبادل الاطباق بين الجيران والتفنن في صنع ألذ الحلويات على رغم توافرها في الاسواق وتعدد انواعها.

ولكن هذا العام بالذات اجتمع الكل على أن يدعو الله أن يطفئ النار المؤججة فى بلادي. علي البطة (غزة): لعله أول شهر رمضان نتأثر فيه اقتصادياً، في ظل أزمة انقطاع الرواتب القائمة حتى الآن.

فعادة ما يحمل رب المنزل في غزة مبلغا لا يقل عن 2000 شيقل عند الذهاب إلى السوق لشراء مستلزمات رمضان.

فقد ذهب اثنان من أصدقائي ظهيرة يوم الأحد (ثاني أيام شهر رمضان) إلى السوق المخصصة بالشهر لشراء حاجياتهم من الخضر والحلويات، لكنهما لم يتمكنا من ذلك، لأن كلا منهما كان يحمل معه مبلغا لا يزيد على المئة شيقل ( 23 دولارا)، وذلك على غير عادتهم.

أنا صحافي أعمل مع وسائل إعلام عربية، وراتبي لم ينقطع كعشرات الآلاف من الموظفين، لكن الكثير من الأصدقاء والزملاء كانوا بحاجة إلى اقتراض يسير ليقدموا القليل مما اعتادوا على تقديمه لعائلاتهم في شهر رمضان.

فأقرضت عدداً منهم مبالغ بسيطة، لكن مجموعها أدى إلى الإخلال براتبي، ما انعكس على حياتي. وأنا عائد إلى البيت بعد التسوق مع أصدقائي يوم الأحد، وجدت بنات أخي الصغيرات ينتظرن والدهن ليحضر لهن فوانيس رمضان التي اعتاد تقديمها هدية.

لكن بسبب سوء الوضع الناجم عن صعوبات في توفير الرواتب لم يتمكن في هذا العام من تقديم هديته التي اعتاد تقديمها سنوياً، فأصبنا في البيت بنكسة لعدم تمكنه من تحقيق ما اعتاد عليه.

ارتفاع الأسعار

هذا لا يقتصر على أخي وبناته فقط. إذ وأنا أكتب قصةً صحافية عن التغيرات التي دخلت على شهر رمضان قسراً هذا العام، اشتكى عدد من أصحاب محلات الألعاب من تراجع البيع مقارنةً بأول أيام الشهر الفضيل من كل عام إلى ما نسبته تسعين في المئة.

هناك حال شديدة من الكساد في الأسواق، فلا بيع ولا شراء، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار.

الأجواء الاحتفالية بشهر رمضان لم تعد ظاهرة كثيراً على الأقل في محيطنا ولم يتغير شيء في الروتين اليومي من الحياة عن الشهر الكريم.

فبعد صلاة العشاء يتجمع الأهل أو الأصدقاء في مكان يتبادلون فيه أطراف الحديث الذي تسيطر عليه أخبار الحكومة وأزمة الرواتب.

بينما في الضفة الغربية تختلف المظاهر نوعاً ما في المدن الرئيسية التي تقيم فعاليات عدة، ومازالت تمارس العادات والطقوس الرمضانية وإن بصورة أقل من السابق.

- حسن إسماعيل (الصين): كل شيء في الصين يتغير إلا شهر رمضان، ففي هذا البلد، الذي يقال إنك ترى فيه شيئا جديدا كل صباح، مازال الشهر الذي عرفته قبل أربع عشرة سنة كما هو؛ ثلاثين يوما لا تنقص أبدا.

عندما كان رمضاني الأول في الصين على وشك القدوم لم أر مظاهر تشي بشيء بأن الشهر الفضيل قادم، لا فوانيس ولا إذاعة تبث “رمضان جانا أهلا رمضان” ولا رائحة العرق سوس ولا زينات معلقة في عاصمة الدولة التي كان عدد المسلمين فيها 18 مليونا قبل 15 عاما ووصلوا إلى 20 مليونا وفقا الأرقام الرسمية. كان ذلك جد صعب على إنسان قادم من مصر، حيث لشهر رمضان نكهة خاصة.

أول درس رمضاني تعلمته في الصين ألا تشغل بالك باستطلاع هلال الشهر، إذ يتم تحديده فلكيا وتعلنه الجمعية الإسلامية الصينية مبكرا جدا، ولا تشغل بالك أيضا بموعد انتهاء الشهر فأنت تصوم ثلاثين يوما بالتمام والكمال.

وتعلمت أيضا ألا أقلق على طعامي، فالعاصمة الصينية التي يقطنها نحو ثلاثمئة ألف مسلم صيني بها مطاعم إسلامية تكفي مليونين ولكن تظل مطاعم الويغور هي الأكثر تفضيلا لدي، فالمطعم الويغوري الواقع في مكتب مقاطعة شينجيانغ ببكين هو قبلتي، في الإفطار، وهو مكان يعطيك روحا إسلامية، فالناس تستقبلك بالتحية الإسلامية، والزخارف والأجواء إسلامية أيضا، ولكن للأسف يتجه هذا المطعم في الفترة الأخيرة إلى مواكبة موجة التغريب التي تسود أماكن الطعام والشراب في الصين... وفي زمن لم يكن الإنترنت قد ظهر كانت إمساكية الجمعية الإسلامية هي سندنا في تحديد مواقيت الإفطار والإمساك، ولما ظهر الإنترنت وصرنا نحصل على التوقيتات من المواقع الإسلامية اكتشفت أنها لا تتفق دائما مع إمساكية الجمعية.

وعلى رغم المسافة البعيدة بين بيتي وأقرب مسجد من المساجد الستين في بكين، قررت ألا أحرم نفسي من متعة صلاة الجماعة، وكابدت البرد القارس في شتاء العام 1993 وتوجهت إلى جامع هايديان، وكانت تلك آخر مرة صليت فيها التراويح في هذا المسجد، فقد أمنا أمام شاب في صلاة العشاء وأتبعها بصلاة القيام التي يصلونها إحدى وعشرين ركعة، كل هذا في نصف ساعة تقريبا

العدد 1498 - الخميس 12 أكتوبر 2006م الموافق 19 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً