يضحكُ الصوتُ إنْ نحادثهم...
-اغتباطاً-،،
ويلوح على الشفاه تبسُّمٌ
تفضحه النبراتُ متى ما تهدّجت
بالساكن من الضحكِ...
***
وينجلي شيءٌ من مخاوف حاضرنا ،،
وكذا غدٍ على مقربة منا يجرّ خُطاه!
ونلوذ بأمانٍ لا مُسْتَقرَ له
إلا في حديثهم،،
وصوتهم إنْ بالحنان جاهر حيناً...
وحيناً بالحنين أسرّ...
***
ونقول،،
ويقولون هُم من بعدنا الكثير...
ونثرثر بالحكايا،،
- الماضيات منهن والآنيات-
فإلينا السمعَ يُنصتون...
ويموتُ الوقتُ...
وتعتزل الساعاتُ دقاّتها...
ولا يبقى إلاّنا...
وفيضٌ من الكلام الذي
لو مرّ بدارٍ خاوية - لَعُمْرِي- حرّك
مواتها...
حتّى لتكاد تخشع
لسلطان مروره
بعضُ الأسماع!!
***
ويطول الحديث...
بي،،
وبهم،،
وحتّى بكم!
ويغيب في غمرته وصف الزمن،،
بل وتُنسى الثواني،،
ومن بعدها الساعات الطوال...
فيسألوني،،
-وتسألوني-
عن الفقد لو صار احتمالاً...
أو واقعاً يطرق الأبواب...
فيحير في فمي الجواب...
ويتراءى لي ردٌّ كدتُ
أو كاد اللسان
لفرط ذهولٍ به يختنق!!
لأمسي في طرفة جفنٍ
سجينةَ خوفٍ ما
حسبتُ له- غافلةً- أيّ حساب!!
فلا وجدتُني بُعَيدَها رابطة جأشٍ...
ولا ظلّت النفسُ إزاء
المفجع من صروف الزمان
صبورةً كعهد الملمّ بشاردها...
وواردها!!
إذْ بدتْ إثر السؤال جزعة،،
يسيّرها الخطر،،
-ويسبقه في ذلك ذعرٌ جليٌّ-
راعها بأن أحاط بها
من يمين الجهات...
وشمالها!!
***
أفأيّن نفرّ من خذلانِ أحداثٍ
جَنَتْ على بقايا الأمل فينا،،
بمنتهى الحِرَفِيّة
فأباحتْ لنا البكاء والشكوى...
وإنْ على مضض-!!
***
فعجبي من حاضرٍ جلّ المَكْسب فيه
غدا من كثير النوائب فقداً بائناً،،
يُصيّر النصرَ بحضوره
خسارةً ليس يبقى في الفؤاد
من بعد زوالها سوى وهنٌ
لا حديثٌ أو وصفٌ يستوفيه!!
***
ربّاه...
ما زادني وافرُ النحيب غير
أسقامٍ أبتْ معها عافيةُ القلب
أن تجيء!!
فإليكَ تضرّعي أنْ
زدني بسخّي رحمتك
والعطاء قليلاً بعدُ من الصبر...
لأنهلَ «جَلَداً» نسيتُه،،
راضية النفس،،
مستزيدة!‡
العدد 1498 - الخميس 12 أكتوبر 2006م الموافق 19 رمضان 1427هـ