العدد 1500 - السبت 14 أكتوبر 2006م الموافق 21 رمضان 1427هـ

مواكب العزاء تدفع القاعدة الشبابية نحو «المشاركة»

لا يمكن إغفال التأثير الكبير الذي تتركه مواكب العزاء في البحرين على الحال الشبابية في كل اتجاهات الشارع الإسلامي الشيعي، فقصائد الرواديد (الشيلات) لها وقع خاص في رسم النمطية الذهنية السياسية للقاعدة الشبابية العريضة التي تتبع التيار الوفاقي في الغالب.

الحال العلمائية تنبهت منذ فترة ليست بالقصيرة - منذ الثمانيات وازدادت مع منتصف التسعينات - إلى أن العزاء عليه أن يطلق موقفاً سياسياً بهذا الاتجاه أو ذاك لدعم الخيارات الكبرى التي تحشد لها المظلة العلمائية الكبيرة ذات السلطة على مكونات المؤسسات الدينية الشيعية وعلى رأسها الحسينيات ومواكب العزاء.

وحركة حق هي الأخرى في المقابل تجد في التجمعات أثناء مواكب العزاء متنفساً لها لعرض رؤيتها السياسية في الدعوة إلى خيار المقاطعة صراحة أو تلميحاً.

ويقول الرادود الحسيني الشيخ حسين الأكرف: في الحقيقة باعتبار أن الرواديد يعنون بالشأن الديني وخصوصاً شعائر أهل البيت (ع) فستجد أن هناك رابطة قوية جداً بين الرواديد والعلماء من هذه الجهة، وأكثر الأطروحات التي تطرح في الموكب هي من الفوائد التي يجنيها الرواديد والشعراء من الخطاب العلمائي والكتابات العلمائية، وبالتالي يعلم أن الموكب يعنى بالشأن السياسي انطلاقا من الثمانينات، ويركز الموكب على القضايا السياسية العامة التي لا تشكل خلافا حاداً بين عامة الناس وتكاد تكون من القضايا المتفق عليها بشكل أو بآخر».

ويؤكد الأكرف أن الرواديد لن يطرحوا رأياً صريحا للدفع بخيار المشاركة أو المقاطعة، لكنهم في النتيجة سيدعون للالتفاف حول الموقف العلمائي: «الآن نحن أمام قضية المشاركة أو المقاطعة، من الواضح أن هناك اختلافاً في الرأي بشأن استخدام أحد الخيارين كوسيلة للاصلاح السياسي في البلد، فالكل مجمع أن هناك فساداً سياسياً يحتاج إلى الإصلاح، فنحن أمام قضية مختلف عليها لا نصدر رأيا يزيد في مسألة الاختلاف، ولكننا في النتيجة نحن مع العلماء وإن لم نصرح احتراما للرأي الآخر في هذه القضية كمفردة سياسية، ولكننا ندعم في الموكب الخط العلمائي ونطالب بالالتفاف حول القيادة العلمائية أياً كانت الظروف لأنها بالنسبة إلينا محل الثقة التامة».

ويضيف الاكرف: «لا اعتقد أن هناك من يحرض لأحد الرأيين بصراحة، ولكن الرواديد غير منفصلين عن الحال العامة، حتماً للرادود مكانة في نفوس الشباب وقد تؤثر في استقبال الرأي من الرواديد والتأثر بمقولاتهم أو حتى خيارهم السياسي».

من جانبه، يعلّق الرادود الحسيني أباذر الحلواجي قائلا: «بلاشك نحن كرواديد ندعم خيار العلماء وتوجههم السياسي، إذا كان يصب في المصلحة العامة فأنت مع استثمار مواكب العزاء لتحديد الموقف العام، وسيكون له تأثير كبير، ولاحظنا في هذا الموسم الحضور القوي من الشباب في العزاء، وكان للقضايا السياسية التي برزت أخيراً دوراً في دفع الشباب نحو المشاركة في الشعائر الدينية بقوة» لكنه أشار إلى عدم وجود تنسيق مباشر مع العلماء إلا من خلال باب التوجيهات العامة» معلناً تأييده لطرح قصائد تدفع باتجاه المشاركة إذا اقتضت المصلحة ذلك بحسب الخيارات العلمائية»

العدد 1500 - السبت 14 أكتوبر 2006م الموافق 21 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً