تشكل الأخطاء الدفاعية في صفوف دفاع المحرق صداعا في رأس مدرب الفريق البرتغالي الينهو الذي اخفقت كل محاولاته وخططه التكتيكية في سد هذه الثغرة وبناء جدار دفاعي متين يصعب هدمه واجتيازه الى مرمى الاخطبوط علي حسن وهذا ظهر واضحا في المباريات التي لعبها المحرق هذا الموسم بداية من تصفيات البطولة الخليجية مرورا بالبطولة الآسيوية كل مرة يثبت فعلا تفاقم هذه المشكلة.
عموما كل الامور تشير الى ان المحطة الأهم في تاريخ نادي المحرق بل تاريخ كرة القدم البحرينية التي سيلعب فيها شيخ الأندية الخليجية المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي أمام الفيصلي الأردني تحتاج إلى حل هذه المشكلة وخصوصا أن المحرق سيواجه فريقا كبيرا وخبيرا بمثل هذه المباريات والأخطاء الدفاعية في مثل هذه النهائيات صعب تعويضها.
ونهمس في أذن البرتغالي الينهو ومسئولي المحرق بالقول لابد ان تأخذوا من الانتقادات المحقة في حق الفريق دافعا وحافزا للتألق وليس للاحباط فمستوى المحرق في مباراة النجمة لم يكن بالصورة التي نحب أن نشاهدها عليه وكان جميع اللاعبين (عدا النفاثة عبدالله عمر إسماعيل) غائبين ومفقودين إذ لم يقدموا المستوى المطلوب منهم ولهم نقول اذا كنتم تملكون فعلا افضل مما قدمتم فقدموا الدليل في المستطيل الاخضر أمام الفيصلي في المباراة النهائية قبل أن تضيع الفرصة التاريخية والتي ربما لن تتكر إلا بعد خمسة عشر عاما كما حصل هذه المرة.
عمق دفاعي
سيتحمل خط الدفاع بنجومه ولاعبيه العبء الأكبر وهو مطالب بتقديم جهد مضاعف لا سيما الفرنسي ريتشارد الذي عليه أن يعيد حساباته وأن يظهر بدور (المنقذ) في ظل غياب (ناطحة السحاب) إبراهيم المشخص بسبب الإيقاف، فالفرنسي عليه التعامل بأسلوب أكثر واقعية وعدم التعالي على أسهل الكرات كما حصل في هدف النجمة الثاني وأيضا ركلة الجزاء التي تسبب بها في مباراة النصر العماني، أيضا من الأمور الواضحة في خط دفاع الأحمر والتي تسبب في هشاشته عدم وجود العمق الدفاعي الذي يستطيع به المحرق تأمين مرماه إذ رأينا جميع لاعبي هذا الخط يقفون على خط واحد ما يؤدي إلى سهولة اجتيازه وضربه بلعبة ذكية من صانع ألعاب ماهر إذا ما وجد على أرضية الملعب فالمطلوب لحل هذا الإشكال وجود عمق دفاعي مهمته الأساسية تنظيف المنطقة الدفاعية من أية كرة حائرة أو مرسومة وتأمين المرمى.
مباراة مدربين
والمؤكد ان المدرب الينهو يدرك جيدا ان مهمة فريقه امام الفيصلي في النهائي الآسيوي ستكون قمة في الصعوبة لانه يصطدم بفريق قدم نفسه في صورة مشرفة وفرض على الآخرين احترامه وعمل الف حساب له وتمكن باقتدار من تخطي عدوه اللدود وغريمه ومنافسه الوحدات في ديربي آسيوي أردني ولم يخسر قط في هذه البطولة على مدى سنتين ولن يقبل الفيصلي العنيد ان يخسر لقبه الذي حققه في الموسم الماضي على حساب النجمة اللبناني وبالتالي فمهمة الذئاب الحمراء ستكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة وعلى المدرب الينهو ان يبحث عن حلول للأخطاء الدفاعية مع القدرة المميزة من الاستفادة القصوى من الهجمات المرتدة وعلى لاعبي المحرق أن يكونوا في قمة جاهزيتهم وروحهم المعنوية والقتالية وعموما سيكون البرتغالي الينهو في اختبار تكتيكي صعب امام المدرب العراقي القدير عدنان حمد مدرب الفيصلي وسيكون على الينهو عبئا كبيرا في ايجاد عدة حلول لاختراق دفاعات الفيصلي الصلبة مع الحذر الشديد من المرتدات او هجوم النشامى الضاغط فهل ينجح الينهو في مهمته الصعبة ويضع الذئاب على مرمى حجر من كأس آسيا؟
للتذكير فقط
ذئاب المحرق أذكركم فقط بواقعة أعتقد أنها لن تمحو من ذاكرة الرياضة العالمية على مر العصور وهي مباراة البرازيل وايطاليا في كأس العالم 1982 والكل يتذكر السامبا البرازيلية والعزف المنفرد الذي عزفه نجوم البرازيل في اسبانيا والجميع لا يزال يتذكر هذا المنتخب الذي وصفوه عباقرة النقاد بأنه أفضل منتخب كروي قدم كرة قدم حقيقية ممتعة ولكن فجأة سقط وكيف كان سقوطه سقط لأنه لم يكن يملك الدفاع الذي يستطيع أن يحمي مرماه ويحافظ على إبداع عباقرة الهجوم زيكو وايدير وسقراط وغيرهم، سقط بسبب الدفاع وفازت ايطاليا بكأس العالم بالدفاع.
ما يهمنا من التجارب هو أن نعالج جميع نقاط الضعف وألا نغفل أيا منها، لان المنافس ممكن أن يتسلل الى حدودنا من ثغرة صغيرة وبالتالي يحقق هدفه في غفلة من أمرنا.
أمامنا مرحلة مهمة وحاسمة وفي انتظارنا سجل ذهبي أن يكتب في سجل شرفها اسمنا لاول مرة لنفتح الطريق لجيل آخر يمكنه إضافة إنجازات جديدة.
نقول لمقاتلينا الغيارى وذئابنا في المحرق انتبهوا أيها السادة فقد يصفع الأرنب (الذئب) في لحظة غفلة، لذلك علينا أن نواصل الجد والاجتهاد وأن نعتبر مباراة الأردن قمة مصيرية حقيقية ولكم منا أطيب التحيات
العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ